الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
16 أكتوبر 2010 20:46
«678»، ليس رقماً سرياً لخزينة أحد الأثرياء، أو مبلغاً من المال قد يطالبك به أحد، بل هو عنوان فيلم سينمائي جديد تدور أحداثه عن التحرش الجنسي في مصر، بعد أن تحول هذا التحرش إلى ظاهرة مخيفة خلال السنوات الماضية، لدرجة أن صحيفة «الجارديان» البريطانية قد نشرت خبراً يفيد بأن مصر تفكر في حماية الفتيات والنساء من التحرش إلكترونياً عبر شبكة الهواتف النقالة، من خلال رسائل استغاثة يتم إرسالها إلى موقع ما، لإنقاذ النساء من التحرش في الوقت المناسب.. الأمر الذي يؤكد أن هذه الظاهرة قد استفحل أمرها، وزادت عن الحد المسموح به عربياً. ولأن التحرش بات يمثل ظاهرة عالمية، فهناك بلدان عربية عدة تعاني منه، وهناك فتيات ونساء كثيرات يتعرضن للتحرش في الشوارع ووسائل المواصلات وأماكن العمل، وإن كانت أساليب وأنواع هذا التحرش تختلف من بلد لآخر. وبعد أن تأكد عرض فيلم «678» في مهرجان دبي السينمائي المقبل، فقد ظهرت اعتراضات كثيرة من جانب البعض، لدرجة أن أحد المحامين المصريين قد أقام دعوى قضائية ضد بطلتي الفيلم «نيللي كريم وبشرى»، بتهمة الإساءة لسمعة مصر بهذا الفيلم، رغم أن هناك دراسات تؤكد أن نسبة التحرش في مصر تخطت الـ 80?، الأمر الذي ينذر بكارثة ويحتاج إلى وقفة لحماية البنات والنساء من «طيش» الشباب، الذي يعاني من البطالة والفقر و»قلة الحيلة»، وعدم القدرة على الدخول إلى قفص الزوجية الذهبي، حتى أن بعض الشباب اتجه إلى حل مشاكله بطرق «ملتوية» تتماشى مع قسوة العصر الذي يعيشه، فطفا على السطح زواج المتعة والمسيار والدم، ناهيك عن الزواج العرفي الذي انتشر بين شباب المدارس والجامعات، ولم يعد يقتصر على أصحاب العمل الذين دأبوا على الزواج من سكرتيرات وعاملات بمكاتبهم بعيداً عن أعين الزوجات!. وأياً كانت جرأة فيلم «678»، في طرح هذه القضية، فنحن نأمل أن يناقش هذه الظاهرة بموضوعية، ويطرح حلولاً بنّاءة تفيد في علاج هذا المرض الاجتماعي الخبيث، بعيداً عن المَشاهد التي تثير الغرائز وتلعب على وتر الإغراء، طمعاً في جمع إيرادات ضخمة وتحقيق أرباح خيالية، لتمتلئ «جيوب» المنتج على حساب قضية حساسة، تحتاج إلى رؤية ثاقبة في تناولها، ليستفيد المُشاهد من الفيلم، بدلاً من أن تتحول السينما إلى وسيلة لخدش الحياء، والمتاجرة بمشاكل جيل يبحث عن مكان على خريطة الحياة. ورغم نفي أبطال الفيلم لتهمة خدش الحياء في مشاهد الفيلم، والدليل أنه سيتم عرضه - قبل عرضه جماهيرياً - في مهرجان دبي السينمائي المقبل، والذي ينتقي بعناية ما يعرضه من أفلام، إلا أن البعض يتوجس خيفة من أن يضع الفيلم شباب مصر في خانة الذئاب البشرية التي ترتكب أفعالاً فاضحة في حق حوّاء في الطريق العام!. سلطان الحجار soltan.mohamed@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©