الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إبراهيم الفقي: اليأس دافع كبير للتقدم والتطور

إبراهيم الفقي: اليأس دافع كبير للتقدم والتطور
16 أكتوبر 2010 20:36
يعدّ الدكتور إبراهيم الفقي من أشهر الخبراء العالميين في التنمية البشرية، فهو مفكر وكاتب لأكثر من خمسين كتابا وشريطا سمعيا وبصريا، ومحاضر عالمي درب حوالي مليون شخص على مدار 30 عاماً في محاضراته وندواته وأمسياته، التي تعقد باستمرار في 33 دولة باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية. وللفقي ماركتان علميتان عالميتان مسجلتان باسمه هما: «ديناميكية التكيّف العصبي» و«قوة الطاقة البشرية»، وهو أول من أدخل ونشر علوم التنمية البشرية في العالم العربي وأفريقيا عن طريق دوراته وبرامجه في وسائل الإعلام المختلفة وإصداراته. حكمة كبيرة وعلم نافع يمتلكه الدكتور ابراهيم الفقي، «ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً» كما يقول الله تعالى في كتابه الكريم، لكن الفقي لم يستأثر بما حباه الله له من علم لنفسه وإنما وضعه تحت تصرف الآخرين لينهلوا منه كيفما شاؤوا وبما ينفعهم في حياتهم اليومية، ليحققوا من خلاله السعادة وهي المطلب التي ينشده كلّ الناس في الحياة الدنيا. خلال وجوده في أبوظبي التقته «الاتحاد» في حوار واسع، تطرق فيه إلى معان إنسانية كثيرة أعطى من خلالها مجموعة نصائح يمكن أن يستعين بها الناس لإعادة التوازن إلى نفوسهم وأجسادهم. وقد بدأ الفقي كلامه بالحديث عن الألم الجسدي مشيراً إلى أنه بحدّ ذاته مدرسة يتعلم منها الإنسان أشياء كثيرة من أهمها التقرب إلى الله، وأخذ السلوك الإيجابي والابتعاد عن السلوك السلبي، فمع الألم تحدث للإنسان أشياء روحية جميلة. ويواصل الفقي كلامه عن الألم، فيعزو أسباب شعور الإنسان به إلى البرمجة السابقة لمخه وأسلوب حياته، فأي شيء يفكر فيه الإنسان يسجله المخ ويحتفظ به، وإذا تكرر كثيراً فإنه يصبح اعتقاداً جازماً لديه، لذلك فإنه يتوقع حدوث هذا الفعل دائماً، ولذلك على الإنسان أن يحتفظ في ذاكرته ويخزن الأحداث الإيجابية ويتوقع حدوثها عوضاً عن تخزين الأحداث السلبية. ولذلك، يتابع الفقي، تجد أن أحد الأشخاص لديه اكتئاب ويبدأ بعلاجه بالأدوية والعقاقير فلا يجد تحسناً، وحتى يحصل هذا التحسن المطلوب في نفسية المريض ويرفع من معنوياته يجب أن يكون لديه كونترول داخلي أو سيطرة على ذهنه وتفكيره من أجل أن يعيد التوازن إلى ساعته البيولوجية ويتساوى علاجه الكيماوي مع علاجه النفسي. أيقظ قدراتك «أيقظ قدراتك واصنع مستقبلك» هذا هو عنوان الأمسية التي سيعقدها الفقي في أبوظبي قريباً، ليوضح من خلالها أن كلّ شخص لديه مارد يعيش بداخله، وهو الإرادة، ولكنه لم يلحظه. يتابع قائلا: «أيقظ قدراتك تتحدث عن ضياع الإنسان في تحديات الحياة ومتطلبات العمل والقيل والقال، فينسى نفسه وينسى قيمته عند الله، ويصبح عبداً للمادة والمال، والكثير من الناس لا تصلهم هذه الرسالة إلا إذا حدث معهم أمر كبير في الحياة». كما يتحدث من خلالها عن اليأس، وأنه قد يكون دافعاً كبيراً نحو التقدم والتغيير، إذا استيقظ الإنسان، فالطفل عندما يولد تكون صفحته بيضاء ثم تبدأ تحصل معه أشياء وأحداث من بينها الألم، الخوف، المرض، ثم يواجه تحديات الحياة: إحباط، قلق، توتر، فيصبح في نصف الساعة البيولوجية، وإذا لم يحصل هذا التغيير في حياته فسوف تستمر كما هي. أما عندما يحدث التحول في حياة الإنسان أي اليقظة اللحظية فبفضلها يصل لمرحلة من التعلّم، ثم التقبّل ثم إلى تحويله إلى طاقة إيجابية، ثم يحدث التسامح بعد ذلك، حيث يقترب فيها من الله أكثر فأكثر، ويكون التحوّل نهاية حالة وبداية لحالة جديدة. وحتى التحول السلبي، يستطرد الفقي، أي الانتكاسات والانعكاسات النفسية فهي لا تحدث لأكثر من 45 يوماً، وإلا يصاب المريض بالجنون ويدخل المصحات النفسية، غير أن اليأس هو دافع أو حافز للتقدم والتطور. المعرفة والمهارة من جهة أخرى يستعرض الفقي مجموعة تمارين ونصائح لتقوية الذات وتطويرها، وتبدأ مرحلتها الأولى بالمعرفة وذلك عن طريق القراءة للحصول على المعلومات، ثم المهارة في تطبيق هذه المعلومات. وتبدأ المرحلة الثانية بإجراء تنظيف كامل للسيادة على الذات، وبذلك يتم التخلّص من الخوف المرضي، ونستطيع التحكم في التوتر والقلق وإعلاء مستوى الثقة بالنفس. إلى ذلك يأتي دور التدريبات العملية والفعلية المستوحاة من المعرفة والمهارة، واستخدام التقييم والاختبارات، وذلك عندما يقيم الإنسان نفسه ويصبح محترفاً في العمل. أما الخبرات فيمكن للإنسان الحصول عليها عن طريق تحسين الإدراك، بالقراءة اليومية ولو لمدة نصف ساعة، في كلّ المجالات، وتحسين التركيز لدى الإنسان عن طريق قوة التركيز السمعي، وتقوية التفكير، والتحكم في الأحاسيس وكذلك التحكم في السلوك وبذلك يصل الإنسان لمرحلة الإدراك وإعطاء المعنى. أما حالة تشتيت المخ فتحصل بسبب عدة أشياء من بينها التوتر والقلق التي تجعله في حالة تشتت، وكذلك الأولويات المتضاربة وكثرة الالتزامات التي تشعره بعدم القدرة على الإنجاز. ولا يغفل الفقي عن ذكر أهمية الرجوع إلى الله، وممارسة التأمل الذي يصفي الذهن ويعيد له تركيزه ويبني طاقة الإنسان من جديد وتمنحه التوازن وتعلمه الحكمة، فضلاً عن تفعيل حاسة السمع، وعدم التفكير في المشاكل أو في الأفكار السلبية، وذلك للحصول على تركيز أكبر لدى الإنسان وطاقة عالية. إلى ذلك يفيد الفقي بأن الصلاة الصحيحة من حيث السجود وأداء الحركات تعمل على إعادة التوازن للجسد والروح في الإنسان، فهي تفرغ الشحنات السلبية في الجسم وتمنحه توازنه الحقيقي المطلوب وتبعث فيه الطاقة الروحية، مؤكداً أن الماء والتأمل هما أفضل علاج لتقوية المناعة في الجسم، بالإضافة إلى التنفس العميق. نصائح يومية ينصح الدكتور الفقي بأن تكون آخر رسالة يوجهها الشخص في يومه قبل النوم هي رسالة روحانية إلى الله عز وجلّ، سواء أكانت في ذكره أو في حبّه أو بالدعاء إليه. وعند الاستيقاظ يستحسن البدء في شرب الماء وأخذ نفس عميق، بحيث يكون الزفير فيه أطول من الشهيق، وأن يغمض الشخص عينيه ويرى نفسه في أفضل حالاته ويكرر الإيحاء لنفسه: «أنا واثق من نفسي بإذن الله، ويومي رائع بإذن الله مهما كانت التحديات». أمسية في أبوظبي شهدت الأيام الماضية توقيع بروتوكول تعاون بين المركز الكندي للتنمية البشرية، إحدى مجموعة شركات إبراهيم الفقي العالمية، ومركز الإبداع البريطاني، إحدى مؤسسات مجموعة محمد العتيبة، وذلك في مؤتمر صحفي تم في مدينة أبوظبي، وبموجب هذا البروتوكول سوف يلقي الدكتور الفقي أمسية كبيرة في 31 أكتوبر الجاري، تحت عنوان «أيقظ قوتك» في مسرح الجاهلي في فندق ونادي ضباط القوات المسلحة. 1800 مقولة للفقي أكثر من 1800 مقولة وحكمة ينشرها للباحثين عن الاتزان الروحي والسعادة في حياته، ومن بين هذه الأقوال: «من الممكن أن نفقد ما نخاف أن نفقده»،و «لولا وجود عكس المعنى لما كان للمعنى معنى»، و«نرى ما لا نريد، ونريد ما لا نرى، فنفقد قيمة ما نريد ونضيع ما لا نرى، كن حريصاً على أن تفقد قيمة ما لا ترى».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©