الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حسن انتقاء أسماء المنشآت يعزز جمالية المدن

حسن انتقاء أسماء المنشآت يعزز جمالية المدن
16 أكتوبر 2010 20:31
من المظاهر الحضارية التي أسهمت في تجميل مدن الدولة وإماراتها انتشار أسماء جميع المحال والمنشآت الصناعية باللغة العربية التي هي اللغة الرسمية للدولة بنص الدستور، إلى جانب اللغة الإنجليزية التي تعد اللغة الأجنبية الأولى في الدولة. مظهر حضاري من مظاهر التحضر التي اتبعتها غرف التجارة والصناعة بالدولة والبلديات، مدعومةً بالتشريعات والقوانين المُساندة، مسألة التصريح بأسماء المشاريع والمحال التي يختارها أرباب الأعمال الصناعية والخدمية الموجودة وسط المدينة وداخلها وخارج المناطق الصناعية، سواءً كانت من المشاريع المتوسطة أو الكبيرة. وفي فقه التسويق وبناء صورة المؤسسة، يلعب اسم المشروع دوراً رئيسياً في إنجاحه وتألقه، كما قد يكون من بين أسباب فشله. وتملك كل غرفة تجارة وصناعة من غرف الإمارات قوانينها الداخلية وشروطها لحصول كل رب عمل على الاسم الذي يختاره لمشروعه، وذلك بما يتوافق مع ثقافة البلد وهويته، ومدى تناسب هذا الاسم مع مجال اختصاصه، وعدد من المعايير الأخرى التي تسبق حصول أي منشأة على ترخيصها. وأبدع كثيرون في انتقاء أسماء محالهم ومشاريعهم، فصاحب المشروع يحرص على اختيار أحسن الأسماء، فيتخذ من مشروعه مولوده الجديد ويشمله بالرعاية حتى يترعرع أمام عينيه وتقر عينه به وهو ينمو ويتألق ويشتد عوده ويذيع صيته في آفاق سوق الأعمال. وإذا كانت المؤسسات الحكومية في الدولة تعطي مثالاً يحتذى به في حسن انتقاء أسماء جميلة ذات حمولة ثقافية وحضارية، فإن أصحاب بعض المشاريع الخاصة لا يوفقون في ذلك، ويسهمون عن علم أو عن جهل في التشويش على الصورة الجميلة التي تحرص الجهات المسؤولة على رسمها. إذ يطلق بعضهم أسماء تفتقد لأي إبداع أو جمالية أو صلة بين مجال اختصاص المشروع وطبيعة زبائنه أو رواده أو المتعاملين معه. وإذا كان الناس يتذوقون الجمال ويُقبلون عليه بشـتى صنوفه وأشــكاله، بينما يمجون كل شيء مســتقبح أو فيه تصنع أو تكلف، فإن أسماء المحال التجارية والمشــاريع والمرافق الخاصة التي يرتادها الجمهور تعتبر في عداد التجميــل البصري والتلـويث البصـري ما يدعو للمطالبة بأن تتخذ الجهات المختصة خطوات إضافية لتثقيف المقاولين ورجال الأعمال والمســتثمرين الجدد وتوعيتهم بأهمية حسن انتقاء اسم المشروع، صغُر حجمه أم كبُر. وهي بذلك تساعدهم لا محالة على إنجاح مشـــاريعهم وأعمالهم، وتُسـهم أيضاً في إضفاء لمسات جمالية إلى فضاء كل مدينة وإمارة وتعزز مكانتها في المشهد الحضاري والثقافي والاقتصادي والسياحي للأمم. زيادة الشعبية جميل أن يربط اسم الصيدلية باسم عالم في الطب أو الصيدلة أو باسم مكان أو علم تاريخي ذي صلة معروف، وجميل أن يأخذ المطعم اسماً يتلاءم مع خدماته وتخصصه سواءً كان في المشاوي أو الأسماك أو الخضراوات وفنون الطبخ التي يقدمها، فذلك يمكن أن يزيد من شعبيته ويجلب له عملاءه المستهدفين ويحقق مشروعه قصص النجاح التي ينشدها، وقس ذلك على باقي المشاريع الخدمية المنتشرة لافتاتها داخل المدينة وفي مختلف أزقتها وشوارعها، سواءً كانت محال خدمات: تجارة إلكترونية أو مكتبات أو مقاهي أو مكاتب استشارات قانونية أو طبية وغيرها. ومن بين أسماء المحال التي تستوقف المارة في أحد الشوارع بإحدى الإمارات اسم “...المدواخ” و”الرزق على الله” وبقالة “الزيادة” بالإضافة إلى صفة “الذهبي” التي أصبحت لصيقة بكل ما يؤكل ويشرب ويلبس، وكأن الذهب يرفع من شأن الخدمة أو السلعة مهما كان نوعها، وهذا خطأ تسويقي محض. بعض الأسماء نوادر لا يملك الشخص إلا أن يخبر بها أصدقاءه على سبيل التندر، وبعضها الآخر يطرد الزبائن عوضا أن يجلبهم مثل محل “الرزق على الله” وبقالة “الزيادة”، فرسالة كهذه لا يمكن إلا أن تطرد مستهلكين ألفوا شراء ما يرغبون فيه بالدين والاقتراض وتسديده إلى حين، وطفح بهم كيل “الزيادة” في الأسعار.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©