الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إسماعيل محمد: جيل الشارقة "الذهبي" يعاني "التجاهل"!

إسماعيل محمد: جيل الشارقة "الذهبي" يعاني "التجاهل"!
10 أكتوبر 2018 00:02

علي معالي (الشارقة)

أبناء الراحل محمد الحداد، نجوم كبار لا يُمكن نسيانهم، أو إغفال ما قدموه للكرة الاماراتية، وتحديداً لنادي الشارقة، وعلى مدار سنوات طويلة سابقة استطاعوا أن يرسموا الابتسامة على وجه «الملك» الشرقاوي، هذه الابتسامة التي اختفت منذ 22 عاماً، ليشهد عام 1996 آخر تتويج للفريق بالبطولات، حيث حصد وقتها بطولة الدوري. وأبناء محمد الحداد «الأشقاء الخمسة» الذين سطروا للشارقة لوحة فنية جميلة جعلته في مصاف أندية الدولة هم: يوسف، جاسم، عبدالرحمن، إسماعيل، وخليفة، وذلك على مدى سنوات، سواء مع يوسف وجاسم في السبعينيات، أو مع بقية الأشقاء.

ومع واحد من هؤلاء الأشقاء والأكثر ابتعاداً، توقفت «الاتحاد» لتحاوره وتقرأ معه ما يقدمه «الملك» هذا الموسم، ويستعيد معنا ذكريات الزمن الجميل، إنه إسماعيل محمد الحداد الذي يكتفي بالمراقبة عن بُعد دون دخول النادي.
وما لا يعرفه الكثيرون من أبناء الجيل الحالي أن إسماعيل محمد هو صاحب آخر هدف توج به الشارقة بطلاً للدوري عام 1996، وبالتالي سيظل اسم وهدف هذا اللاعب الذي كان يرتدي القميص رقم (7) في مركز الجناح الأيمن محفوراً في ذاكرة كل شرقاوي، إلى أن يستعيد «الملك» لقب الدوري الغائب.
تحدث إسماعيل محمد في الكثير من الجوانب منها، أسباب تراجع الشارقة خلال السنوات الماضية، والإهمال الكبير لجيل صنع الذهب داخل بيت الملك، موجهاً رسالة إلى محسن مصبح رئيس شركة كرة القدم بالشارقة، إضافة إلى وصفه للمدرب الحالي عبدالعزيز العنبري بأنه زين الدين زيدان الكرة الاماراتية حالياً لما يقدمه من مستوى متميز في مجال التدريب هذا الموسم، كما وضع إسماعيل محمد يده على مشاكل الفريق الحالية، وتحدث عن الفرق المتنافسة على لقب الموسم.
في البداية يرى إسماعيل محمد أن فريق الشارقة أصبح له شكل وطعم مختلف هذا الموسم، متمنياً أن يكون الفريق ضمن المراكز الثلاثة الأولى بالدوري، قائلاً: «هي خطوة مهمة لكي يستعيد الفريق البريق الذي عاشه لسنوات طويلة سابقة، وما يقدمه هذا الموسم أن تتم المحافظة عليه مع تطويره بالشكل المناسب حتى نجده يعود مجدداً لبطولات حققها كثيراً على المستوى المحلي، والوصول لهذا الهدف يحتاج لجهد كبير بدايته ما نراه من عطاء جيد داخل الملعب في الوقت الراهن».
وتابع: «ما نريده حالياً ليس البطولة بقدر تكوين الخبرات لدى اللاعبين من أجل الوصول للقمة بعد ذلك، ولكن حالياً يجب البحث عن المراكز الثلاثة الأولى لأنها الطريق المهم لما هو أهم فيما بعد، وإذا نجح الملك في خطف بطولة هذا الموسم فسوف يساهم كثيراً في رفع معنويات اللاعبين، وهناك تطوير كبير في أداء الفريق عن المواسم السابقة، وهذا يعود إلى ما يقدمه عبدالعزيز العنبري من عطاء في التدريب وفكر جيد في توظيف اللاعبين حتى الآن بالشكل المناسب داخل أرض الملعب، ويمكن وصف العنبري بالفعل بأنه زين الدين زيدان الكرة الاماراتية حالياً، وعلينا أن نقف خلفه وندعمه، وأرى أن المنافسة هذا الموسم بين الرباعي الوحدة والشارقة والعين والجزيرة».
وتابع: «العنبري لعب معي في آخر بطولة دوري حققناها، وعندما وجدته يقود تدريب الفريق هذا الموسم بهذا الشكل كانت سعادتي كبيرة، وبدأت أقول لنفسي لو يعود بنا الزمان لنحكي لهذا الجيل من اللاعبين عما كنا نصنعه زمان من أجل شعار «الملك» من جهد وعرق حتى يكون الفريق بين قمة أندية الدولة، ولكنني لا ألوم اللاعبين فقط على عدم الوصول للألقاب، ولكن اللوم كذلك للمسؤولين القائمين على اختيارات معينة، مثل المدربين واللاعبين الأجانب، وكذلك استقطاب اللاعبين المواطنين، فالعمل الكروي لابد أن يكون أكثر تخطيطاً، وليس تهريجاً، لأنني متأكد أنه بالتخطيط السليم سيعود الملك، لا بالتهريج في الاختيارات».
وزاد: «ومشكلة الفريق حالياً إذا أصيب، أو تم إيقاف أي لاعب من الأساسيين لن نجد ما يسد مكانه بنفس المستوى، وبالتالي على اللاعبين أن يجتهدوا أكثر من المدرب نفسه، لأن اللاعب هو الأساس في النجاح، ولو تزايد طموح اللاعب سوف يساعده المدرب في تطبيق وتحقيق ما يريد».
وقال: «الوضع مختلف حالياً عما كان عليه الشارقة في سنوات بعيدة سابقة، خاصة في جيلي والأجيال التي سبقتني، حيث كان الفريق مدججاً بعدد كبير من النجوم، ولكن الجيل الحالي صغير السن وقليل الخبرة، ومع المباريات وسنوات اللعب سوف يتطورون وهو ما ننتظره منهم».
وعن أجانب الفريق، يرى إسماعيل محمد أنهم يساهمون بشكل كبير في تطوير الأداء، خاصة الثنائي إيجور البرازيلي وريان منديز لاعب الرأس الأخضر ليضيف لثنائي الموسم الماضي، ويلتون وشوكوروف قوة إضافية كبيرة جعلت الفريق حتى الآن يقدم مستويات لها شكل مختلف، وأن ويلتون في الموسم الماضي لم يكن معه من يساعده في تقديم الافضل، والأجمل أيضاً أن التفاهم بين ويلتون وإيجور ومنديز حدث بطريقة يمكن وصفها بالعجيبة والسريعة في نفس الوقت.
وعما يحتاجه «الملك»، وضع نجم الشارقة السابق أصبعه على الداء لكي يتم البحث له عن دواء قائلاً: «الفريق لابد أن تتواجد به دكة بدلاء قوية، وهو ما ينقصه حالياً، خاصة وأن اللاعب البديل من المفترض أن يصنع الفارق، إضافة إلى ضرورة العمل أكثر على الخط الخلفي، سواء في الطرف الأيمن أو في قلب الدفاع، مع ضرورة وجود حارس أيضاً مع الموجودين حالياً، وكنت أتمنى أن ينجح الفريق في إتمام صفقات محلية متميزة في هذه الأماكن لكي نرى فريقاً متكاملاً في كافة المراكز، وحتى نتمكن من استعادة جزء من الزمن الجميل لهذا الصرح الرياضي الكبير».
وأشاد إسماعيل محمد بالحارس عادل الحوسني، لكنه طالبه في نفس الوقت ببعض الامور قائلًا: «يقدم مستوى جيداً، لكنني أطالبه بمزيد من التركيز، وأن يضع لنفسه تدريبات إضافية، وأن يقود الخط الخلفي للفريق أفضل من ذلك لأنني أرى أن البناء السليم للفريق يأتي من الحارس، الذي يمنح جميع الزملاء الثقة من عدمها في أرض الملعب».
وتمنى إسماعيل محمد أن يجد جيل الثمانينيات والتسعينيات التكريم المناسب داخل بيته، لأنهم قدموا للنادي الكثير من الألقاب قائلاً: «حصلت مع النادي على 7 بطولات، منها 3 بطولات للدوري، ومثلها للكأس، إضافة إلى كأس السوبر، ومع ذلك لم نجد التكريم اللائق بعد كل هذه البطولات الرنانة، ونجد أن أندية أخرى بالدولة، ومنها العين والأهلي قاموا بتكريم أجيالهم التي حققت الإنجازات، أما نحن في نادي الشارقة، فلم يسأل أحد علينا، وهذه رسالة أوجهها لزميلنا محسن مصبح بأن يقوم بدعوة الجيل الذهبي وتكريمه ليعلم الجيل الحالي ماذا قدمنا من جهد وعرق وبطولات للنادي الكبير، ومن هؤلاء اللاعبين، علي ثاني وعزوز وعيسى مير وعبدالرحمن الحداد وإبراهيم مير وخليفة محمد ويونس إبراهيم وحسين غلوم، وجاسم محمد ويوسف محمد، وأتمنى وصول هذا النداء ليس لمحسن مصبح، بل للقائمين على الرياضة في إمارة الشارقة، لأنه من أصعب الأمور أن تجد تاريخاً جميلاً لا يتم تكريمه، خاصة وأن هذه الكوكبة من اللاعبين كان لها باع طويل في رسم تاريخ الشارقة.

الاحتراف.. أوروبياً فقط
يرى إسماعيل محمد أن الاحتراف يجب أن يكون في دوريات أوروبية فقط، وعند سؤاله عن احتراف عمر عبدالرحمن مع الهلال السعودي، قال: «الفوارق بسيطة لصالح الدوري السعودي عن الإماراتي، وبالتالي فإن احتراف لاعبنا عمر هناك سيختلف عما لو كان عمر في دوريات أوروبية قوية، ليس هذا تقليلاً من الدوري السعودي، ولكنه أمر واقع أن الاحتراف الأوروبي يختلف شكلاً ومضموناً عن أي دوري عربي، وفوائد الاحتراف في دورياتنا العربية لن تكون كبيرة».

صلاح وراء عشق ليفربول
أكد إسماعيل محمد، أن اللاعب المصري محمد صلاح هو نموذج للاعب العربي الصحيح، لأنه خاض الاحتراف بطريقة مثالية، وحافظ على نفسه منذ الصغر حتى وصل إلى درجة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي القوي جداً، ليس هذا فحسب، بل ينافس على لقب أفضل لاعب في العالم، وهو فخر لكل رياضي عربي ومثال يحتذى به، وقال: «وجود محمد صلاح في ليفربول جعلنا جميعاً نعشق هذا النادي العريق، وأصبحت أنتظر مبارياته، سواء على المستوى المحلي أو القاري، لنتابع نجمنا العربي الرائع».

أسباب عدة وراء عدم الفوز بالدوري
أرجع إسماعيل محمد الأسباب التي أدت إلى عدم فوز الشارقة بلقب الدوري منذ 22 عاماً إلى عدة أسباب، قائلاً: «اختفاء المواهب لها الدور البارز، إضافة إلى سوء اختيار اللاعبين الأجانب، وأيضاً عدم التوفيق في اختيار اللاعبين المواطنين، ولكنني أرى أن هناك عناصر نضجت حالياً منهم سيف راشد ومحين خليفة، وأرى نفسي حالياً في سيف راشد مع الاختلاف في طريقة اللعب حالياً عن زماننا».

نقطة إيجابية وفرحة جماعية
يرى إسماعيل محمد أن رئاسة محسن مصبح لشركة كرة القدم نقطة إيجابية للغاية، فهي دافع لعودة اللاعبين للمناصب المناسبة، خاصة اللاعبين الذين قدموا للكرة الإماراتية ولنادي الشارقة الكثير، ومحسن كان من جيلنا الكروي، وقدم سنوات ممتازة في حراسته للمرمى محلياً ودولياً، ووجوده حالياً نجاح لجيل كروي مهم، وأتمنى أن أجد أكثر من رئيس من لاعبي الكرة في كافة أنديتنا، لأنني أرى الفارق حالياً من الناحية المعنوية للاعبين مع وجود محسن مصبح».
وأضاف: «لم أكن وحدي السعيد بوجود محسن، لكن كل جيلنا فرح له، وعندما نلتقي معاً نتحدث عن هذا الأمر، ونتمنى أن يحقق محسن الأمل في عودة الفريق للمنافسة على الألقاب، وما يبهجنا جميعاً أن الثنائي الكروي الأهم يقودان النادي حالياً، وأقصد محسن في رئاسة الشركة، والعنبري في قيادة تدريب الفريق ليؤكد نادي الشارقة أنه غني بأبنائه».

ذكريات هز شباك العين
قال إسماعيل محمد: «في آخر بطولة لعبنا المباراة النهائية ضد العين في عام 1996 حيث تعادلنا مع العين في النقاط، وكانت المباراة الفاصلة، والتي نجحت في خطف هدف الفوز بالمباراة ولقب الدوري، ومنذ ذلك اليوم غابت شمس البطولات عن بيت الملك».
وعن ذكريات آخر هدف الدوري يقول إسماعيل محمد: «خضنا المباراة بملعب نادي الجزيرة ضد العين، الذي كان قوياً حينها وأقوى من الشارقة أيضاً، ولا زلت متذكراً الهدف، حيث كنت في طريقي للانفراد بمرمى العين، ولكن تم قطع الكرة من أمامي لتصل إلى عبدالعزيز محمد (عزوز) مدير الكرة الحالي للفريق الأول، والذي بدوره لعبها بذكاء من فوق الحارس لترتطم في العارضة وعادت أمامي لأضعها بالقدم اليسرى هدفاً كان ختام مشوار البطولات للملك من 22 عاماً».

مباريات لا تُنسى
يقول إسماعيل محمد: «لن أنسى مبارياتي مع الشارقة ضد 3 فرق، وهي الوصل والعين والأهلي، لأنها كانت تحفل بالندية الكبيرة، مع قوة المنافسين، وأمام هذه الفرق لا تعرف نتيجتها النهائية إلا مع صافرة النهاية، بخلاف فرق أخرى من الممكن الاجتهاد قبل المباراة وتحديد الفريق الفائز». وتابع: «الابتعاد عن المجال بسبب انشغالي بأمور أخرى من حياتي العملية، وأنا متابع من بعيد، من خلال مشاهدة المباريات، سواء في المنزل أو العمل.

تيجالي وكأس آسيا
عن كأس أمم آسيا ومنتخبنا الذي يسعى للفوز بهذه البطولة يقول إسماعيل محمد: «أتمنى أن يتواجد تيجالي في قائمة منتخبنا، لأنه سيكون إفادة وإضافة مهمة، ولا غضاضة في ذلك، لأننا نرى منتخب فرنسا بطل كأس العالم به عدد كبير من اللاعبين المجنسين، ووجود تيجالي مع علي مبخوت في الأمام ستكون له الكثير من الفوائد في نفس الوقت، ومن الممكن أن يسير منتخبنا بشكل جيد في البطولة، إذا نجح المدرب في تهيئة اللاعبين بالشكل النفسي والذهني المناسبين، مع ضرورة أن تزحف الجماهير خلف «الأبيض»، لأن دورها مؤثر في هذا الحدث الاستثنائي».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©