الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

محتجو السودان يدعون للتظاهر بـ «جمعة الكنداكة»

محتجو السودان يدعون للتظاهر بـ «جمعة الكنداكة»
13 يوليو 2012
الخرطوم ( وكالات) - دعا ناشطون سودانيون على شبكة الإنترنت، إلى التظاهر اليوم تحت اسم جمعة “الكنداكة”. والكنداكة هو لقب اطلق على الملكات السودانيات في الممالك النوبية القديمة في شمال السودان، حيث تأتي هذه الجمعة، كما يقول الناشطون، تضامنا مع الناشطات اللائي اعتقلن منذ بداية الاحتجاجات. ويقدر ناشطون عدد المتظاهرين المعتقلين منذ بداية هذه الموجة من الاحتجاجات بحوالي ألفي معتقل. واتسع نطاق الحركة الاحتجاجية منذ بدايتها في 16 يونيو، بتظاهرة طلابية احتجاجا على ارتفاع أسعار المواد الغذائية، بعدما أعلن الرئيس عمر البشير خطة تقشف ألغى بموجبها الدعم على المحروقات. وتعد الحركة الاحتجاجية الأضخم التي يعرفها نظام البشير منذ 23 سنة، لكنها تبقى بعيدة عن الحركات التي شهدتها دول ما يسمى بالربيع العربي. وعبر كل من الاتحاد الأوروبي وكندا والولايات المتحدة عن قلقهم من القمع العنيف، وتحدث ناشطون عن اعتقال الآلاف. من جهتها، وصفت الحكومة المتظاهرين بـ “المشاغبين” الذين يهددون استقرار السودان. من جانب آخر، قال الزعيم السوداني المعارض الصادق المهدي رئيس الوزراء الأسبق، إن أي انتفاضة في السودان على نمط الثورات العربية ستتبع في الغالب النموذج الدموي في سوريا أو ليبيا، لأن القوات المسلحة والقضاء هناك غير مستقلين ويمكن استخدامهما ضد الشعب السوداني. ولم يشهد السودان حتى الآن موجة الاضطرابات الشعبية التي أطاحت بزعماء تونس ومصر وليبيا واليمن الذين أمضوا فترات طويلة في الحكم، لكن إجراءات التقشف التي طبقت في الشهر الماضي لاحتواء أزمة اقتصادية فجرت الاحتجاجات المناهضة للحكومة. وقال المهدي الذي يتزعم حزب الأمة وأطيح به في انقلاب غير دموي عام 1989 جاء بالرئيس عمر حسن البشير إلى السلطة إنه نادرا ما جمعت المظاهرات أكثر من بضع مئات في المرة الواحدة، لكن الاستياء الشديد بشأن ارتفاع أسعار الغذاء والمتاعب الاقتصادية الأخرى التي تفاقمت نتيجة لانفصال جنوب السودان المنتج للنفط قبل عام يمكن أن تشعل مزيدا من الاحتجاجات. وقال المهدي، وهو أيضا إمام طائفة الأنصار، في مقر إقامته في أم درمان: “لنظام الذي جاء إلى السلطة من خلال انقلاب فشل. كل البرامج فشلت”. لكنه قال إن أي انتفاضة ستشبه على الأرجح الانتفاضة في سوريا حيث تستخدم القوات المسلحة لسحق انتفاضة مستمرة منذ 16 شهرا وليس انتفاضة تونس التي لجأ زعيمها إلى السعودية في مواجهة الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية. وقال “ليس لدينا نفس النوع .. دعنا نقول .. قوات مسلحة وطنية أو هيئة قضائية محايدة ومستقلة. في الحالتين في السودان تم تسييس الاثنين مثل سوريا وليبيا واليمن”. وأدت التظاهرات الحاشدة إلى سقوط الحاكمين العسكريين في السودان في عامي 1964 و1985 . وقال المهدي إنه في الحالتين انحاز الجيش إلى المتظاهرين في مرحلة ما، لكنه أضاف أنه أقل ثقة في أن هذا سيحدث الآن. وقال “الانتفاضة الممكنة تقود إلى سيناريو سوريا أو سيناريو ليبيا أو سيناريو اليمن”. وينفي مسؤولون سودانيون الاتهامات بأن تكون محاكم البلاد والمؤسسات الأخرى مسيسة. وأمضى السياسي الذي تعلم في جامعة اكسفورد وقضى أربع سنوات في منفى اختياري في التسعينات وعاد إلى السودان في عام 2000. وفي الأسبوع الماضي وقع حزب الأمة وثيقة مع جماعات معارضة أخرى تدعو إلى القيام بإضرابات واعتصامات ومظاهرات للإطاحة بالحكومة لكنها لم تدفع بأعضائها إلى الشارع بقوة. وقال المهدي إن هدف الحزب هو خلق تغيير سياسي من خلال المفاوضات يضم لاعبين مختلفين بينهم الحزب الحاكم وليس من خلال اضطرابات دامية. واتهم ناشطون شبان حزب الأمة وجماعات معارضة أخرى بأنها شديدة اللين مع المؤسسة الحاكمة وعازفة عن الضغط بشدة من اجل التغيير. لكن المهدي قال “نحن ملتزمون بالتغيير. الأمر فقط هو أننا نعتقد أنه من الممكن أن تصنع الضغوط التغيير بدماء أقل. لسنا عازفين. نحن أكثر خبرة ونعلم .. دعونا نقول .. قواعد اللعبة”. وقال المهدي إن الوضع الاقتصادي سيستمر في إذكاء الاعتصامات والإضرابات والمظاهرات. وأضاف “متى يحدث غليان؟ لا يمكنني التنبؤ تحديدا. لكنه هناك. لن يتبدد ما دامت العوامل المسببة له موجودة”. من ناحية أخرى ، أكدت مريم المهدي أحد الوجوه البارزة في المعارضة السودانية إن قوات الأمن السودانية استخدمت الرصاص الحي وتظهر المزيد من العدائية ضد المتظاهرين المنددين بارتفاع الأسعار والمحتجين على نظام الرئيس عمر البشير. وأوضحت ابنة رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي في حوار مع وكالة فرانس برس إن مسجد “ود نوباوي” الذي يؤمه أنصار حزب الأمة كان مسرحا لهجوم عنيف الجمعة ما يدل على تغليظ هجمات القوات الحكومية على التجمعات السلمية. وأكدت مريم المهدي عضو المكتب السياسي لحزب الأمة الذي يقوده والدها أنه “في كل مرة يتزايد العنف والوحشية”. وبدأت السلطات في استخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي في 22 يونيو عندما خرجت مظاهرات صغيرة بعد صلاة الجمعة من المسجد ومن أنحاء أخرى من المدينة. وأكدت المعارضة البارزة التي شاهدت الأحداث “كان الناس محاصرين داخل المسجد” عندما شن عناصر من المخابرات والأمن هجوما عليهم “في وقت الصلاة”. وأضافت “استخدموا الرصاص الحي” وأطلقوا النار في السماء لمحاولة تفريق المتظاهرين، لكن أحد أفراد الأمن اطلق النار على شخص وأصابه في رجله. وقالت مريم المهدي إن قوات الأمن حاصرت الجمعة الماضية المئات من الأعضاء في الحزب وغيرهم كانوا معتصمين في المسجد ولم يكن بالإمكان تقديم الإسعافات للمصابين ، بعكس المرة السابقة. وتابعت “لقد تعمدوا منع وصول أي مساعدات للمعتصمين”. وأوضحت المعارضة أن “الكثير من الأشخاص أصيبوا بالرصاص المطاطي” مشيرة إلى أن الشرطة استخدمت كذلك “القنابل الصوتية”. وصرحت “لدينا شعور بالتصعيد”، وشجبت الهجوم على المساجد الذي اعتبرته “شائنا”. وأشارت مريم المهدي “لقد قالوا في وسائل الإعلام انهم لن يسمحوا باستخدام المساجد لتدبير مؤامرات خارجية وانهم سيغلقون كل مسجد يسمح بمثل هذه الممارسات”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©