الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المد النسائي قادم

6 يناير 2009 02:28
يبدو أن المد النسائي قادم وبكل قوة للسيطرة على ما تبقى من آخر معاقل الرجال الحصينة والتي كانوا يتخذونها أماكن ومتاريس يتحصنون فيها ضد أي غزو نسائي قادم قد يفاجئهم في أي لحظة من اللحظات، إلا إن الحال تغير، واصبحت - كما هو ظاهر للعيان - كل تلك المعاقل والحصون والمتاريس في مرمى حجر من جنود النساء الزاحفات إلى قلاع الرجال إن لم تكن قد أصبحت فعلا هي في يد وقبضة النساء بشكل شبه كامل· المد والزحف النسائي المخيف أصبح خارج نطاق السيطرة تماما وأصبح التعامل معه يتطلب الشيء الكثير من الحنكة والحكمة والدهاء من غير استخدام سلاح القوة الذي أثبت فشله منذ الماضي العتيق وقد أكل عليه الدهر وشرب وأصبح منهكا خربا لا يفي بالغرض إلا أن كان من باب الوجاهة الرجولية التي مازال يحتفظ بها الرجل لحفظ ماء الوجه· أصبحت النساء اليوم في المقدمة في كل الأنحاء والمجالات فالمرأة تنافس الرجل في الأعمال المهنية والتجارية والصناعية والسياسية والاقتصادية بشكل عام حيث تبوأت المكانة والمنزلة الرفيعة· وصلت المرأة اليوم إلى منصب الوزيرة ورئاسة الوزراء واصبحت قاضية ومحامية وشاركت أيضا في الوصول إلى الفضاء الخارجي· أصبحت ذات خبرة ودراية بالمعترك الحياتي اليومي في شتى المجالات ولا عزاء للرجال· إذاً ما تبقى في يد الرجل إلا أن ينفخ ريشه ويتفاخر به ويستعرض عضلاته فلم يعد هناك فارق قوي يمكن النظر إليه أو الأخذ به لصالح الرجل فكفة الميزان أصبحت ترجح وتميل شيئا فشياً لصالح المرأة على حساب الرجل· هذا هو المشهد النسائي الرجالي اليوم في مختلف المجتمعات على وجه البسيطة فهو يشهد طفرة وقفزة نسائية عالية جدا لا مثيل لها أبدا ربما قد تساهم في إزاحة الرجل عن طريقها وإقصائه إلى أبعد ما يكون وتصبح النسوة هي السيدة المطاعة الأولى· ونخاف نحن معشر الرجال أن يأتي زمان ينقلب فيه الوضع ويكون الفضاء والمحيط الخارجي للبيت هو من إختصاص المرأة تتصرف فيه على مزاجها وهواها تصول فيه وتجول كيف تشاء ويصبح الرجل هو ''ست البيت'' بعد أن كان سيده وتغدو مهمته هي تلك التي كانت سابقا من إختصاص وشؤون المرأة فتتبدل الآية وتنقلب الصورة رأسا على عقب فتصير بين لحظة وأخرى هي صاحبة الكلمة والمشورة والرأي ويصبح الرجل لا حول له ولا قوة مجرد شخصاً يتفرج من بعيد على واقعه المرير المؤلم تابعاً لا متبوع متواريا خلف ستار الطاعة الزوجية بالصورة والمشهد المقلوب· ولا تعجبوا من كلامي وحديثي فلكم إن تتصورا معي هذا المشهد وهذه الصورة بعد عشرين عاما قادمة على مستوى العالم ولكم حينذاك أن تحكموا بأنفسكم على ما سترونه وتشاهدونه بأم أعينكم بحكم معطيات الواقع المعاش في عصرنا الحالي بعد أن تخطت المرأة كل الحواجز والعقبات وتصدرت الموقف· فالمرأة بشطارتها وذكائها المعهود عرفت كيف تتعامل مع هذا الواقع الاجتماعي وعرفت هي بنظرتها الثاقبة الفاحصة من أين تؤكل الكتف؟ ومن أين تؤتي بواطن الأمور فكانت أن هزت أركان مملكة الرجال بسلاحها الذي لا يقهر مستندة ومستغلة في ذات الوقت على الدعم والمساندة القوية التي تأتيها من المؤسسات والهيئات والمنظمات العالمية الداعية لحقوقها فنالت ما كانت تتمناه وتصبو إليه من مكانة وشهرة ومنزلة فقد أصبحت هي من الواجهة الرئيسية، والسؤال الذي يطرح نفسه الآن إلى أين تريد أن تصل المرأة بعد كل هذا؟ حمدان محمد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©