عالم من المتعة والإثارة على الجليد في أبوظبي !!..
نعم.. لم يعد من الضروري أن نذهب بعيداً إلى سيبيريا أو جبال الألب شمالاً ونشد الرحال إليها هرباً من لهيب الحر، وحتى تتمتع بممارسة رياضة التزلج على منحدراتها الثلجية، طالما أنه بإمكانك أن تأتي ساحات التزلج على الجليد إليك، هنا في قلب أبوظبي.
فالصغار والكبار بدأوا «بالزحف» على صالة التزلج في قلب العاصمة أبوظبي، وبينما تصل درجة الحرارة إلى 47 درجة مئوية في فصل الصيف، هناك من يرتدي الخوذة وربطات الأذرع ويتزلج لساعات على الجليد في ظل درجات حرارة متدنية تصل إلى ما دون العشر درجات تحت الصفر.
ربما تصبح صالات التزلج على الجليد في أبوظبي مقصد كثير من الفتية والشباب من الجنسين خلال مواسم الصيف.
لكن الجديد في الآونة الأخيرة أن ممارسة التزلج على الجليد لم تعد تتم بطريقة عشوائية، بل أصبح الشباب يلتحقون بدورات تدريبية بإشراف متخصصين في هذه الرياضة الخطرة والممتعة ليعلموهم الكثير من مهارات وأسس هذه الرياضة المعروفة.
يلفت الشاب سعود عبد العزيز أن صالة التزلج في أبوظبي تعد من الأماكن التي يفضل قضاء وقته فيها، حيث يقضى أكثر من 4 ساعات يمارس هواية التزلج على الجليد برفقة زملائه هرباً من حرارة الجو أولاً، وثانياً لتنمية قدراته الجسمية في ظل تنافس شريف مع بقية المشاركين في الصالة المغلقة.
ويصف زميله خالد البلوشي «طالب ثانوي» أن رياضة التزلج على الجليد تعد بالنسبة له «لعبة رهيبة»، حيث أبرز ما يميز هذه الرياضة هو التشويق والتحدي، ويقول «بصراحة منذ 6 سنوات وأنا أمارس هذه الهواية بشكل مستمر، ونظراً لتوفر كل الإمكانيات في الصالة من مشرفين ومراقبين، وبرفقة زملائي، فإن جو التنافس يشجع على الاستمرار على مواصلة هذه الرياضة والتفنن في ممارسة بعض الحركات على الثلج مع الحرص الشديد من السقوط أرضاً.
زوار دائمون
وإن كان للشباب نصيب من هذه الرياضة، فإن ميثاء الفلاسي «طالبة بالإعدادية» لا تفوت هذه الرياضة، حيث غالباً ما تذهب مع زميلاتها في الأيام المخصصة للفتيات ليمارسن هواية التزلج على الجليد في الصالة المغلقة، وتقول: «أعتبر نفسي من الزوار الدائمين لصالة التزلج، باعتباره المكان المفضل لقضاء أمتع الأوقات ومتنفساً آخر لممارسة رياضتي المفضلة التي ما زلت في بدايتها.
مشيرة «مع وجود مجموعة من المدربين لمساعدة المبتدئين على التزلج قلل ذلك من شعوري بالخوف من السقوط أرضاً على الجليد».
من جانبه، يشير أحد الموظفين بصالة التزلج أن صالة أبوظبي للتزلج على الجليد شهدت خلال هذه الفترة إقبالاً كبيراً من الصغار خاصة والكبار عامة، نظراً لارتفاع حرارة الجو، وهذا الأمر دفعهم للبحث عن البرودة وسط أجواء مفعمة بالفرح وبعيداً عن ضوضاء الألعاب الإلكترونية التي تملأ الكثير من المراكز التجارية المزدحمة، حيث في أجواء عائلية يمكن مشاهدة الأمهات أبنائهم يستعرضون مهاراتهم الفنية بالتزلج، ولم يقتصر الأمر على ذلك فمع وجود عدد من المدربين يمكن لكل مبتدئ أن يلتحق بدورات تدريبية بإشراف مختصين في هذه الرياضة يعلمونهم مهارات وأسس هذه الرياضة، إلى جانب ذلك فصالة التزلج تتوفر بها الكثير من معدات التزلج المناسبة، من أحذية خاصة وخوذ واقية وواقيات للركب والأيادي، كما أن الصالة تستوعب عددا كبيرا من المتزلجين في الوقت ذاته، مع الحفاظ على حرية الحركة والتزلج من دون أن يزعج أحدهم الآخر.
لمحة تاريخية
رياضة التزلج على الجليد هي التحرك على الجليد باستخدام أحذية التزحلق.
قد يُمارس التزلج على الجليد لأسباب مختلفة، منها الفوائد الصحية والترفيه والسفر وفي أنواع مختلفة من الرياضات.
يُمارس التزلج على الجليد في مكان مغلق أو في الملاعب المفتوحة فضلًا عن كتل المياه المجمدة بطبيعتها، مثل البحيرات والأنهار.
وعرفت هذه الرياضة أول مرة في جنوب فنلندا منذ ما يقرب من 4000 عام.
وكانت أدوات التزلج عبارة عن عظام مُحَدَّدة ومسطحة مربوطة في الجزء السفلي من القدم.
في الواقع، لم يكن المتزلجون يتزلجون على الجليد، ولكنهم كانوا ينزلقون من أعلاه.
ظهر التزلج الحقيقي عند استخدام الشفرة الفولاذية ذات الحواف المُحَدَّدة.
يتم التزلج في هذه الآونة على الجليد بدلًا من الانزلاق من أعلاه.
ابتكر الهولنديون إضافة الحواف في القرن الثالث عشر أو الرابع عشر.
كانت تُصنع هذه الزلاجات من الصلب، بحواف مُحَدَّدة في الأسفل للمساعدة في الحركة.
وظلت هيئة الزلاجات الأصلية على ما هي منذ ذلك الحين.
وظلت رياضة التزلج على الجليد مقصورة على أفراد الطبقة العليا في أوروبا لسنين عديدة، إلى أن أدخل الملك لويس السادس عشر ملك فرنسا التزلج على الجليد إلى باريس أثناء فترة حكمه، ثم مدام دي بومبادور، ونابليون الأول والثالث وستيوارت وأعضاء طبقة الملوك والطبقة العليا، ثم انتشرت ومارسها كثيرون في شتى بقاع العالم.
عدد اليوم
