الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

باحث مرموق ينتحر على خلفية فضيحة

باحث مرموق ينتحر على خلفية فضيحة
5 أغسطس 2014 22:14
عثر على عالم الأحياء الياباني المرموق يوشيكي ساساي -أحد الضالعين في القضية المعروفة بقضية خلايا "ستاب"- مشنوقا في موقع عمله في فصل جديد من فصول هذه الفضيحة التي تهز الأوساط العلمية في اليابان منذ ستة أشهر. وقد عثر أحد العاملين في مركز علوم الأحياء التابع لمعهد "ريكن" العام للأبحاث في كوبي (غرب اليابان) على ساساي (52 عاما) المتخصص في الخلايا الجذعية. وأكدت وفاته رسميا بعد ساعتين من نقله إلى المستشفى. وكشف ساتورو كاغايا مدير الاتصالات في معهد "ريكن" -خلال مؤتمر صحافي- أن العالم ترك أربع رسائل في مكتبه ومكتب مساعدته. وقال أحد المسؤولين في وزارة العلوم "كان رجلا رائدا في مجال الأبحاث الخلوية ... وهذه خسارة كبيرة". لكن الأمور كانت قد بدأت على خير ما يرام في هذه القضية برمتها. فقد قامت الباحثة الشابة هاروكو أوبوكاتا باكتشاف علمي مهم جدا هو الخلايا التي يمكن تحفيزها لتتعدد قدراتها والمعروفة بخلايا "ستاب" والتي تستعيد قدراتها المتعددة بواسطة تقنية كيميائية غير مستخدمة كثيرا. وفي وسع هذه الخلايا التي تعود للمرحلة غير المميزة أن تتحول إلى عدة أنواع من الأنسجة. وهي كانت لتشكل ثورة في مجال الطب التجديدي، تماما مثل الخلايا المستحثة المتعددة القدرات (آي بي اس) التي نال مبتكرها الياباني شينيا ياماناكي جائزة "نوبل" للطب سنة 2012. وكانت هاروكو أوبوكاتا تحظى بمساعدة العالم يوشيكي ساساي الذي رافقها إلى المؤتمر الصحافي المنظم عشية نشر نتائج أبحاثها في مجلة "نيتشر" العلمية البريطانية المرموقة. لكن، بعد بضعة أيام من نشر الأبحاث، بدأت الشكوك تحوم حول البيانات المرفقة بالمقال العلمي. وسلطت وسائل الإعلام أضواءها على هذه المسألة، ما دفع مركز "ريكن" إلى فتح تحقيق داخلي لكشف ملابسات هذه القضية. وتبين -إثر هذا التحقيق- أن هاروكو أوبوكاتا تلاعبت بعض الشيء في الصور التي تدعم نتائج أبحاثها والتي كان العالم يوشيكي ساساي قد أكد صحتها. وأقرت الباحثة أنها وضعت بعض اللمسات الخاصة على الصور واعترفت بأنها تهورت بعض الشيء. وخلال مؤتمر صحافي عقد في أبريل، صرح يوشيكي ساساي أنه "لو لم تكن فرضية خلايا ستاب موجودة، لكان من الصعب تفسير عدة ظواهر مرصودة"، ما يدفع إلى الظن أنه متأكد من وجود هذا النوع من الخلايا. وأوصى بسحب المقالين المنشورين عن هذا الموضوع في مجلة "نيتشر". وقد قامت المجلة في نهاية المطاف بحذف المقالين من صفحاتها في بداية يوليو بعد الحصول بصعوبة على موافقة الباحثة والعلماء الثلاثة عشر الذين ساهموا في إعدادهما. وقد سمح مركز "ريكن" للباحثة بالمشاركة في أبحاث جديدة لتأكيد نتائجها أو دحضها. وهي بقيت في المستشفى لعدة أسابيع بسبب وضعها النفسي الهش قبل أن تتعاون مجددا مع فريق جديد في "ريكن" تحت مراقبة مشددة. وحمل يوشيكي ساساي مسؤولية عدم رصد التزييف في المعطيات التي قدمتها له هاروكو أوبوكاتا. وتأثر كثيرا بهذه الاتهامات، بحسب أقربائه. ولا يزال مضمون رسائله سريا ومن المفترض أن تسلم هذه الأخيرة إلى ابنته الوسطى. وقد أعاد انتحار العالم هذه الفضحية العلمية إلى الواجهة. وتنم هذه الأخيرة عن المنافسة المحتدمة بين العلماء في اليابان.
المصدر: طوكيو
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©