الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

التجربة التركية

19 يوليو 2011 21:05
تحدثت في الأسبوع الماضي عن التجربة التايلاندية وما يميزها وكيف تمكنت من زيادة التدفق السياحي إلى أراضيها، وسوف نتناول تجربة أخرى مختلفة أدت أيضاً إلى تحقيق الأهداف نفسها ولكن بأسلوب مختلف. فوفق إحصائيات وزارة السياحة والثقافة التركية، شهدت فنادق ومنتجعات المدن الساحلية التركية حجوزات غير مسبوقة هذا الصيف، مما يشكل زيادة بنسبة 58% مقارنة بالفترة نفسها في العام الماضي. وخلال عام 2010 وصل عدد الزوار القادمين من دولة الإمارات وحدها لتركيا إلى 55 ألف سائح، وهذا العام يشهد زيادة ملحوظة في الطلب على حجوزات الفنادق والمنتجعات لقضاء عطلة الصيف، ليس فقط من قبل سياح الإمارات ولكن أيضاً من قبل سياح دول مجلس التعاون الخليجي. إن هذه مجرد أرقام وإحصائيات، ولكننا نريد أن نتأمل في التجربة التركية الأخيرة والتي استخدمت فيها الدراما التليفزيونية في الترويج للمناطق الخلابة بتركيا، والمطاعم والحدائق والأسواق والطرق، وأصبحت الدراما التركية الآن تسيطر على نسبة كبيرة من المشاهدة في عالمنا العربي، خاصة منطقة الخليج ويرجع ذلك لعدة عوامل منها الإنتاج الجيد واختيار الموضوعات والحوار وعملية الدبلجة إلى العربية. من في هذه الفترة لا يعرف مهند وسمر في العشق الممنوع.. ويحيى ولميس في سنوات الضياع.. من لم يتابع لقاء شوكت بعائلته في الحلقة رقم 75 جزء 2 من مسلسل الأوراق تتساقط.. ولكننا نقف هنا أمام دراما من نوع جديد، دراما تسويقية، حيث يتم عرض أكثر من مسلسل تلفزيوني تركي على القنوات العربية، وأقل مسلسل يبلغ عدد حلقاته 75 حلقة وبعضها يتخطى المائة، والجميع يتابع، فنجد أنه يتم يوميا على الأقل ولمدة خمس وأربعين دقيقة متابعة أحد هذه المسلسلات التي يتم تصوير معظم مشاهدها “خارجياً” أي في المناطق الطبيعية للحدث، فأنت تشاهد هذه المناطق في جميع مدن تركيا يومياً ولمده ثلاثة أشهر متصلة وتعيش معها وبداخلها من خلال أبطال العمل. إن الثقافة التركية أصبحت قريبة جداً إلى العديد من العائلات العربية والخليجية، وأصبحوا على شوق لمشاهدة هذه المناطق على الطبيعة، والتي كان يجلس فيها الفنانون الذين أحبوهم وأصبحوا جزءاً من حياتهم، فهذه المناطق أصبحت مرتبطة معهم بالحب والحزن والفرح. هكذا نجحت التجربة التركية في استقطاب العديد من العائلات العربية إليها، وأصبحت تركيا ومعالمها ووجهاتها السياحية يوميا في كل منزل وعلى مدار شهور متصلة. لماذا لا ينتهج المنتجون العرب مثل هذا النهج ويقومون بإنتاج أعمال درامية عالية الجودة ويتم التصوير في المناطق السياحية والتي لدينا منها العديد بهدف تعريف المشاهد بثقافتنا وتراثنا، ولكننا نجد نسبة ليست قليلة من المنتجين لدينا يريدون الربح الشخصي فقط من خلال تخفيض نفقاتهم وتصوير العمل الدرامي داخل الاستديوهات والأماكن المغلقة ولا يقومون بالبحث عن مناطق خارجية جيدة تفيد العمل وتثقله وفي نفس الوقت تكون عامل جذب وتسويق لوجهاتنا السياحية. فهل سوف نجد عملا دراميا عربيا متكاملا ومدبلجا إلى اللغات الأجنبية، يتم تصويره في المناطق والوجهات السياحية ويتم التسويق له في دول أوروبا وأميركا؟.. الله أعلم..!! وحياكم الله.. إبراهيم الذهلي | رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©