انتقل عمال المنجم الـ33 الذين انقذوا في تشيلي من الظل والفقر إلى حياة تحت الأضواء حيث تلقوا سيلاً من الهدايا وعروضا لرحلات إلى أقاصي الأرض بالإضافة إلى مقابلات صحفية لقاء مبالغ لا يستهان بها.
وغداة عملية إنقاذ لا سابق لها حبست أنفاس العالم بأسره، غادر أول 3 من هؤلاء العمال المستشفى أمس الأول إلى منازلهم، ليجدوا في انتظارهم هتافات الجيران وحلويات صنعوها احتفالاً بإنقاذهم من المنجم. وقال خوان إيلانيس العامل البالغ من العمر 52 عاما وسط الهتافات "إنه أمر لا يصدق".
وفي منازلهم سيتمكن هؤلاء العمال من تقدير حجم الأصداء التي لقيتها تجربتهم الفريدة وسيتلقى كل منهم سيلا من الهدايا من كل أنحاء العالم.
ومن بينها شيك بعشرة آلاف دولار لكل واحد منهم يقدمه أحد أقطاب قطاع المناجم في تشيلي. وجهاز "آي بود" من ستيف جوبز رئيس شركة "آبل" بالإضافة إلى قمصان نجوم كرة القدم العالميين.
كما دعا فريق مانشستر يونايتد العمال الـ33 لحضور مباراة في استاد "أولد ترافورد" (بريطانيا). ودعاهم أيضاً فريق ريال مدريد لتكريمهم في سانتياجو برنابو (إسبانيا). أما نادي "أونيفرثيداد دي تشيلي" فقد قدم اشتراكاً للعمال الـ11 الذين قالوا إنهم من أنصاره.
وعرضت عليهم سلطات تايوان أيضاً القيام برحلة لزيارتها، فيما دعتهم شركة تنقيب يونانية لقضاء أسبوع في الجزيرة التي يختارونها من الأرخبيل اليوناني.
كما دعي آديسون بينيا الذي قال إنه من عشاق الفيس بريسلي إلى جرايسلاند المقر السابق لملك "الروك آند رول"، الذي تم تحويله إلى متحف في ممفيس بالولايات المتحدة. وأكد عدد من أقرباء عمال المنجم تلقيهم عروضاً مغرية لإجراء مقابلات لقاء مبالغ كبيرة، ما يوحي باحتمال حصول مزايدات لأن الجميع يريد أن يسمع قصة هؤلاء العمال.
وسمع بعضهم جملاً مثل "نحن ندفع، بعكس الآخرين، لقاء الحصول على مقابلة حصرية". وأكدت أسرة العامل فيكتور سيجوفيا لصحيفة "لا ترثيرا" تلقيها مجموعة عروض بلغ أحدها 50 ألف دولار للحصول على الحق الحصري بنشر يومياته التي كتبها في المنجم.
وعلق شقيقه بيدرو "سننقل الأمر إلى فيكتور". وقالت زوجة عامل آخر يدعى أفالوس أفالوس إن "الأمر منطقي. فقد حققت وسائل الإعلام الكثير من الأرباح من خلالنا ويجب أن نتمكن نحن أيضاً من جني بعض المال".
أما جنيفر نافاريتي الأخت غير الشقيقة لكلاوديو يانيس فقالت إن عمال المنجم "اتفقوا على تلقي المال. وهم يتحدثون عن عشرين مليون بيزوس (40 ألف دولار) تقريبا للمقابلة".
ويبدو أن روح التعاضد التي سادت بين هؤلاء العمال في المنجم لا تزال مستمرة خارجه. وقال عمر ريجاداس نجل العامل عمر ريجاداس إن "العمال أوضحوا للسلطات أنهم يريدون تشكيل مؤسسة" و"إذا كانوا سيحصلون على أي مقابل فسيحصلون عليه كلهم معا". وأشارت صحيفة "لا ترثيرا" إلى أن العمال الـ33 اتصلوا بكاتب عدل قبل إنقاذهم لتحديد اتفاق خطي في هذا الإطار في الوقت الذي بدأت فيه العروض تصلهم بشكل غير مباشر وهم تحت الأرض في قعر المنجم.
وامتنع الكاتب التشيلي هرنان ريفيرا لوتولييه القريب من العمال الـ33 لأنه كان عامل منجم أيضاً عن التعليق حول محنتهم إلى أن تم إنقاذهم. وقال في مقالة نشرت في صحيفة "إل ميركوريو" أمس الأول إنه "يقدم" نصيحة عامل منجم سابق أصبح مشهوراً هو الآخر. وأضاف "نصيحتي هي أن يتمسكوا بعائلاتهم ولا يتخلوا عنها أو يبتعدوا عنها أو يهملوها. فليتشبثوا بها كما تشبثوا بالكبسولة التي أخرجتهم من المنجم. إنه السبيل الوحيد للحفاظ على انفسهم وسط السيل الإعلامي الذي سيكتسحهم. وهذا كلام عامل منجم".
من جهة أخرى قال الرئيس الأميركي، باراك أوباما، لنظيره التشيلي سيباستيان بينيرا خلال مكالمة هاتفية أمس الأول إن تشيلي "ألهمت العالم" بإنقاذها عمال المنجم الـ33 هذا الأسبوع. كما أشاد أوباما في بيان بعملية الإنقاذ وعزم وإصرار عمال الإنقاذ.
وأعرب بينيرا عن شكره لأوباما والحكومة والشركات الأميركية وأفراد الشعب الذين قدموا الدعم لعملية الإنقاذ.
ويذكر أن مثقاب الحفر الذي وصل إلى منطقة الإنقاذ تحت سطح الأرض أولاً قدمته شركة حفر صغيرة في بنسلفانيا وهي شركة "سنتر روك"، التي قدمت أيضا معدات في عام 2002 أثناء عملية إنقاذ بمنجم كويكريك في بنسلفانيا وساهمت في إنقاذ 9 عمال. كما قدم برنامج الفضاء الأميركي نصائح نفسية وغذائية لعمال المنجم خلال المحنة التي استمرت 69 يوما.
عدد اليوم
