الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

منبع الثقافة

13 نوفمبر 2017 22:09
تُطوَى السنون وأنت لم تُطو!! تُمحَى الذِّكرَى وَأَنتَ لم تُمحَ!! كيف أصِفُكَ أيها الصَرحُ الشامخ وأنت تأبى الانقراض جيلاً بعد جيل؟! إنني أراك كشجرة الرولة في أَوجِ ازدهارها، ومَتَانَةِ جِذعِهَا، ورساخة جذورها. ينعم مُحبوك على ظلالها، لتثمر عليهم من صفحات الكتب. وأراك شلالاً يسيل، ويرتوي منه كل من أراد أن تنعم روح الكتابة به، وربما يُجن ثقافياً ويعدي من حوله، ومن شدة الجنون يفخر بإدمانه بين صفحات الكتب، ولا يبالي بإفلاسه المادي قطعاً، ما دامت الكلمة عُملَة قابلة للتداول. تتفوق في قيمتها على الذهب والفضة، فكانت أولى أولوياته استحالة الإفلاس الثقافي.. وأراك أباً يمرح أبناؤك بجانبك، رغم اختلاف ثقافاتهم، وعروقهم ودياناتهم. وعلى أمل أن أراك جَدَاً وَقُورَاً ليأتي أحفادك الجدد وينعموا في حب الكلمة المقروءة على الرغم من أنك لا زلت في سن الكَمَال ولم تَصِلْ للشَيبِ بَعد، لكنني أُجزم بذلك!! لأنك عاصرت تلك الخيام التي تبدو كعروض السيرك، لتعتلي عرش النهضة والرقي. وأراك نادياً رياضياً، حيث لا جهد بلا ألم، لمن أراد أن يرفع أثقال الأدب، ويأمل أن يكون حصيلة معرفية تمشي على الأرض ويغدو عقله خزينة معرفية عملاقة، كمراكز لحفظ البيانات في غرفة شديدة البرودة، نتيجة غنائمه الهائلة ككنوز قيصر.. وأراك كبيت الحكمة يجتمع تحت سقفك الأدباء، ولكن يأبى العُمرُ أن يكون شرطاً للدخول فأقبل عندك الشباب والشيوخ، يهيئون حبر العقول ليفرغوا كل ما بداخلهم، نحو بحار الصفحات وجُزُرُ الكلمات ولا حاجة لخادم يهيئ الحبر لمرتاديه. بقلم محمد الأنصاري
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©