الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

"المسنون فى عجمان" عودة إلى الحياة والناس

"المسنون فى عجمان" عودة إلى الحياة والناس
5 أغسطس 2006 01:11
تحقيق - أحمد مرسي: مطالب بسيطة تلك التي يحتاج إليها المسنين المقيمين في دار الرعاية الخاصة بهم بعجمان لا تتعدى سوى قليل من الاهتمام وبعض الحب والحنان والصبر على ضعفهم بعدما تقدم بهم السن ليصل إلى العقد السابع فما فوق وبعد أن اعتلت وجوههم تجاعيد الزمن وحملت في مضمونها تراكمات سنين مضت وخبرة حياة خارج الدار عايشوها بحلوها ومرها مرت عليهم سريعاً لتبدأ حياة أخرى جديدة في الدار يمارسون فيها كل طقوسهم الحياتية ويتلقون فيها الرعاية والعناية من القائمين عليها · '' الاتحاد '' زارت الدار للتعرف على أحوالهم وكيف يعيشون حياتهم اليومية وكان هذا التحقيق تقول فوزية الطارش ، مدير الدار ، إن الهدف من إنشاء الدار يتركز في توفير كافة أوجه الرعاية الاجتماعية والصحية والنفسية للمسنين وتوعية الأسر لاحتضان كبار السن والاهتمام بهم وكذلك إدماجهم في المجتمع كلاً حسب قدراته ، إضافة إلى تنبيه برامج الرعاية في المجتمع بضرورة الاهتمام بفئة الكبار · وأشارت إلى أن الدار تقدم العديد من الخدمات الأخرى غير الاجتماعية والنفسية والرعاية الصحية ، منها العلاج الطبيعي والمهني لتحريك العضلات وتنشيط الذاكرة وتنظيم الرحلات الترفيهية والتعارفية والعلاجية إلى أماكن متفرقة بالدولة والتركيز على الأماكن المفتوحة في الشتاء واختيار المراكز المغلقة في الصيف نظراً لحرارة الجو المرتفعة والتي لا يستطيع تحملها المسنين لظروفهم الصحية ، إضافة إلى تنظيم الاحتفالات بالمناسبات المختلفة واستقبال زيارات المدارس والمؤسسات والجمعيات لتوطيد علاقات المسنين بالمجتمع · من جانبها ذكرت ليلى الزرعوني ، نائب مدير الدار ، أن ديننا الحنيف والقيم والتقاليد المتوارثة في المجتمع جعلت هذه الفئة تحظى بموضع التقدير والإجلال والاحترام بعد الدور الكبير الذي لعبته، والمكابد الكثيرة التي تحملتها في الماضي وعليه أخذت الدولة منذ تأسيسها على عاتقها رعايتهم وتقديم كل سبل الراحة لينعموا بحياة كريمة في هذا السن المتقدم · وأضافت أن هناك 14 نزيلاً في الدار ( 7 رجال و7 نساء ) يتلقون الرعاية والعلاج بشكل دائم وطوال الأربع والعشرون ساعة من خلال كادر جيد من العاملين في الدار سواء إداريين من أخصائية نفسية وأخصائية ومشرفة اجتماعية أو فنيين مثل الطبيب وأخصائي العلاج الطبيعي وطاقم التمريض والمعاونين كلهم يحرصون على تقديم أفضل الخدمات لهذه الفئة · صيف مثمر وأشارت الزرعوني إلى أن الدار تحرص على إضفاء جو المرح والبهجة لنزلائها وتوفير أجواء شبيهه بمنازلهم وهو ما تحاول تأصيله في جميع أنشطتها الداخلية والخارجية ، منوهة إلى أن الدار نظمت العديد من الأنشطة خلال الشهر الماضي وتستمر حتى منتصف الشهر الحالي بالتعاون مع مركز أجيال للفتيات بجمعية الإرشاد الاجتماعي بعجمان تحت شعار '' صيف مثمر للمسنين '' بمشاركة 65 طالبة من المرحلتين الابتدائية والإعدادية يشاركون المسنين ببرامج اجتماعية وثقافية وترفيهية وتدريبية وصحية ودينية ودورات في الرسم والتصوير وغيرها تلبي احتياجات الطرفين فتدخل البهجة والفرحة على قلوب المسنين في إحاطة الأطفال بهم وتعليم الشباب بعض المهارات الحياتية من ناحية ثانية · حالة سيئة وذكرت ميسون علي ، الأخصائية النفسية بالدار ، أن المسن يكون في حالة نفسية سيئة جداً في الأيام الأولى عند دخوله الدار نظراً لشعوره بأنه شخص منبوذ من المجتمع وأن الجميع بات يرفضه مما يصيبه بحالة اكتئاب قد تستمر معه لفترة كبيرة وتصدر منه تصرفات مثل رفض الطعام والقلق وعدم النوم لفترات كافية بعدما تغيرت الحياة لديه ، منوهة إلى أن الحالة تتلاشى تدريجياً بعدما يوقن تماماً أن الدار بمثابة بيته وهو ما يظهر لديه عند دخوله المستشفى حيث يسأل باستمرار متى سنعود إلى المنزل ؟ وأضافت أن طرق التعامل مع الحالات في الدار تحتاج إلى دراسة ودراية بشكل كامل لكل حالة حيث يوجد منهم من لا يدرك ما يدور حوله وآخرون على وعي بعض الشيء بالحياة وعليه تقوم الدار بعمل الكثير من البرامج والأنشطة المتنوعة للمسنين مثل الرحلات الخارجية والزيارات الأسرية واستقدام أفراد من المجتمع لقضاء يوم معهم إضافة إلى الذهاب لأماكن لها ذكرياتهم العزيزة لديهم وكلها طرق تساعد بقدر كبير في إضفاء روح البهجة والمرح في نفوسهم وتجعلهم أكثر قدر على الحياة مما يحسن من نفسيتهم · من جهته أوضح الدكتور عبد الله سيد عيسى ، طبيب الدار ، أن هناك العديد من الخدمات التي تقدم للمسنين في الدار كلها تقع في إطار الأهمية إلا أن للجانب الطبي الجزء الأكبر من هذه الأهمية لمعاناتهم من الكثير من الأمراض التي تصاحب كبر السن وهي غالباً ما تكون مركبة مثل الضغط والسكري ومشاكل العظام وضعف البصر وغيرها مما يتطلب رعاية مستمرة طوال اليوم ومتابعة دقيقة لأخذ العلاج وإلا سيتعرضون لمضاعفات صحية تزيد من متاعبهم ، مضيفاً أن الدار تقوم بتوفير العلاج للمسنين وتقديم الخدمات لهم في ظل الإمكانيات الطبية الموجودة وكذلك متابعتهم حال تحويلهم إلى المستشفيات إذا ما تطلب الأمر ذلك ·وأكدت علياء سعيد ، المشرف الاجتماعي ، أن الدار توفر للمسنين كل المتطلبات الحياتية الخاصة بهم ، من ملابس وغيرها من المستلزمات الحياتية البسيطة ، كما أن القائمين عليها يحاولون تنمية الوعي لدى الشرائح المختلفة داخل المجتمع بضرورة الإحساس بهذه الفئة ومشاركتها في جميع المناسبات الوطنية والاجتماعية ودعوتهم للتواصل معهم بشكل مستمر بهدف تحقيق الدمج مع المجتمع الخارجي والتواصل فيما بينهم والتأكيد بأن المطلوب فقط هو الرحمة والحنان واحترام مشاعرهم والصبر على ضعفهم ·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©