السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

هل يعرقل حزب الله مشروع الشرق الأوسط الجديد؟

5 أغسطس 2006 01:09
د· ناصر الجيلاني: تتابع الجاليات العربية في أوروبا أخبار المقاومة التي يبديها حزب الله في لبنان إزاء الهجوم الأسرائيلي المدعوم مادياً من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ومعنوياً من قبل دول غربية عديدة بل وبعض الدول العربية أيضاً، هذا الدعم الذي لم يعكره سوى استغلال إسرائيل الفرصة وإفراطها في قصف لبنان كل لبنان محاولة تدميره وتعطيله حضارياً خارجة بذلك عن الهدف المتفق عليه من قبل كل هذه الأطراف، ألا وهو إضعاف حزب الله إن لم يكن القضاء عليه· ويدرك العرب المقيمون في أوروبا أكثر من غيرهم حساسية موقف حزب الله خاصة وهو الذي منع الأوروبيون السماح بمشاهدة قناته ''المنار'' على الأراضي الأوروبية، لكنهم رغم ذلك يستغربون الصمت الدولي إزاء قصف لبنان، ولم تكن حواراتي مع العديد من هؤلاء العرب إلا محاولة لفهم رؤيتهم لما يجري انطلاقاً من جملة تساؤلات منها : لماذا هذا الإجماع الدولي المضاد لحزب الله؟ ولماذا يصر الغرب على استئصاله؟ وهل يتطابق الموقف الأوروبي مع الموقف الأميركي؟ ولماذا يرى الكثيرون من عرب ومسلمين في زعيمه حسن نصر الله شخصية إيجابية رغم ما جلبه على لبنان من تداعيات مؤلمة؟ ثم هل حزب الله وإلى حد ما حماس السبب الحقيقي في تعطيل فكرة الشرق الأوسط الجديد؟ أوروبا ·· والمقاومة يقول غزوان المناع الباحث بجامعة روما: تندرج الرغبة في الإجهاز على حزب الله ضمن الحرب على الإرهاب التي تقودها الولايات المتحدة، والمشكلة أن حلفاء كثيرين يصطفون في معسكر الولايات المتحدة تاركين لها تحديد الأعداء في هذه الحرب وكيفية الإجهاز عليهم قانعين بالقيام بالأدوار التي توكلها لهم الإدارة الأميركية في تلك الحرب، ينطبق هذا على الأوروبيين والعرب على السواء، فرغم أن الدول العربية في مجملها تختلف مع الولايات المتحدة حول تعريف الإرهاب، وتصر على احترام حق الشعوب تحت الاحتلال في المقاومة المشروعة إلا أن ذلك لم يحل دون إدراج حركات المقاومة في فلسطين ولبنان ضمن قائمة المجموعات الإرهابية· ويضيف المناع قائلا: لم يمنع تلك الدول من غض الطرف عن تصرفات الولايات المتحدة إزاء المقاومة إما تجنباً للصدام معها وهي ما هي عليه من قوة غير مسبوقة، وإما لانزعاج بعض الأطراف العربية من فكر المقاومة الإسلامية لارتباطه بالحركات الدينية التي تقض مضاجع العديد من الحكومات العربية، وتهدد الاستقرار في أراضيها· ويقول وليام منسي، يعمل في مجال الإنتاج السينمائي ما بين إيطاليا وفرنسا: أوروبا قد تختلف في بعض التفاصيل مع الولايات المتحدة خاصة في كيفية معالجة ملف الشرق الأوسط، لكن أياً من الأوروبيين لا يشجع وجود مجموعات مقاومة خاصة إذا كانت ذات خلفية دينية أو قومية، رغم أن كثيرا منهم لا تعجبه الغطرسة الإسرائيلية والاستخدام المفرط للقوة، وذلك لأنهم ينظرون إلى طبيعة الدولة المفترض وجودها في الشرق الأوسط وفي أي مكان انطلاقاً من تصورهم للدولة في أوروبا، فلسطينياً زاد الوضع تعقيداً عندما قام الشعب بانتخاب حكومة تنتمي لحركة حماس الإسلامية لتكتسب الحركة مشروعية من خلال انتخابات تمت برعاية غربية، لكن ولأن الحركة مدرجة ضمن أعداء الولايات المتحدة الموسومين بالإرهاب فقد قامت الدنيا ولم تقعد، وبدأت إسرائيل حرباً شعواء على كل الفلسطينيين بموافقة أمريكية، وهنا اضطرب الموقف الأوروبي، أما على الجانب اللبناني فكون حزب الله حزباً سياسياً يعبر عن قسم كبير من الشعب اللبناني، وكونه عضواً مشاركاً في الائتلاف الحاكم، فضلاً عن اقتصار أعماله العسكرية على الحدود بين لبنان وإسرائيل التي ما تزال تحتل أرضاً لبنانية، وتحتفظ بأسرى لبنانيين وتواظب على ممارسة الاعتداءات والخروقات جوياً وبحرياً ضد لبنان، أي دون الانجراف إلى القيام بعمليات ضد المصالح الإسرائيلية في بلدان أخرى كما كانت تفعل المقاومة الفلسطينية ذات يوم، كل ذلك لم يحل دون إدراجه ضمن المجموعات الإرهابية، وهم لذلك يرون حربه مع إسرائيل حرباً بين مجموعات مسلحة وبين دولة، لكن إسرائيل أصابت الموقف الأوروبي بالاضطراب عندما وســـعت عملياتها ضد سائر لبنان، وأفرطت في تدمير البنية التحتية وقتل المدنيين، لكن إذا ما بدأ الحديث عن وقف إطلاق النار ومستقبل لبنان فإن أوروبا ستؤيد الولايات المتحدة ضد وجود حزب الله كقوة مقاومة مسلحة· الشعب··والممانعة أما الفنان التشكيلي وفاء عبد الخطيب فيقول: حماس وصلت إلى السلطة بسبب الديمقراطية، وحزب الله يمارس دوره ضمن اللعبة الديمقراطية اللبنانية منذ سنوات، وحمله للسلاح كان بسبب الضغط العسكري الإسرائيلي من جانب، وضعف الجيش اللبناني من جانب آخر، وعندما يتحدثون عن تسليم الجنوب للجيش فهم يتحدثون عن جيش رمزي محدد القوة، أي أقرب إلى الشرطة، وأضعف من أن يقاوم أي عملية اجتياح خارجية، وبالأساس إسرائيلية، وهو نفس ما يحاولون تشكيل الجيش العراقي عليه· ويقول رياض عطيه، وهو من الناشطين المؤيدين للحقوق الفلسطينية في بروكسل: إن ما يحدث يوحي بأن أمريكا وإسرائيل تريدان للعرب ديمقراطية ذات طابع خاص، ديمقراطية لا تفرز غير الأصدقاء المسالمين المؤمنين بعدم جدوى الممانعة فضلاً عن المقاومة، ومن ثم يقبلون بما يتركه لهم الطرف الأقوى الذي هو إسرائيل المدعومة أميركياً، من أجل تكوين شرق أوسط جديد يولد من رحم الهزيمة العربية، هزيمة الفكرة وليس فقط هزيمة القوة المسلحة، إن إسرائيل مشغولة بمحاربة الفكرة أكثر من أي شيء لأنها تدرك أن انتصارها الساحق عام سبعة وستين لم يحل دون إقدام العرب على محاربتها عام ثلاثة وسبعين، لذا فهي تريد الانتصار على فكرة المطالبة العربية بالحقوق السليبة حتى تضمن ولادة أجيال تنفصل نهائياً عن تاريخ القضية ليصبح وجود إسرائيل القوية أمراً واقعاً ومقبولاً في الوجدان العربي، وهي لذلك أصرت على رفض حق العودة للفلسطينيين لأنه يفتح الباب للمطالبة بحقوق سليبة· ويضيف الكاتب عبد الله زيتوني: حسن نصر الله اكتسب شعبية كبيرة لأنه يعلن الممانعة للمشروع الإسرائيلي الأمريكي بالإضافة إلى نزاهته الشخصية، وعدم إثرائه من خلال موقعه، وتضحيته بابنه ضمن عمليات المقاومة ضد إسرائيل، وهي أمور يفتقد إليها كافة الزعماء العرب، فهو يمثل الأقلية التي تعتبر قيمة الإنسان مرتبطة بأفعاله لا أمواله، إنه يمثل الصورة الرومانسية التي تحلم بها الطبقات الوسطى والفقيرة في عالمنا العربي، ومن هذا المنظور يمثل فكر المقاومة، وطلب الشهادة، والزهد في الثراء والوجاهة الاجتماعية عدواً أساسياً لمشروع شرق أوسط جديد، تستعبده الرأسمالية التي تقدر فقط قيمة المال والقوة التكنولوجية والعسكرية، والتي تملكها الولايات المتحدة، وربيبتها إسرائيل
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©