الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مهرجان دبي لمسرح الشباب.. حضور أنثوي درامي يتحدى الإعاقة

مهرجان دبي لمسرح الشباب.. حضور أنثوي درامي يتحدى الإعاقة
9 أكتوبر 2018 00:24

غالية خوجة (دبي)

يستمر مسرح دبي للشباب، بالتوهج على الصعيد الإنساني والفني، وهذا ما تؤكده هيئة دبي للثقافة والفنون بدبي، من خلال فعالياتها المتنوعة، ومنها هذه الدورة «دورة عام زايد»، بموسمها الثاني عشر، المقامة على مسرح ندوة الثقافة والعلوم في الممزر بدبي، والذي عُرضت على منصته، أول أمس، مسرحية «آخر ليلة باردة» لمسرح خورفكان للفنون، تأليف الكاتبة باسمة يونس، وإعداد محمود حسن القطان، وإخراج إلهام محمد، وتمثيل الفنانتين نورة بدور «أمل»، وسارة بدور «شمّا».
ولأن هذه الدورة تركز على قيم الشيخ زايد «طيب الله ثراه»، سألت «الاتحاد» د. سعيد النابودة المدير العام لهيئة دبي للثقافة والفنون بالإنابة، عن أهم المتغيرات في المشهد المسرحي الشبابي، فأجاب: يكفينا فخراً أننا ننظم هذه الدورة باسم الشيخ زايد، وثيمة المهرجان مرتبطة بقيم الشيخ زايد، والافتتاح كان حصاداً جميلاً لزمن المسرح، والذي هو عمل شبابي بامتياز، بمشاركة جميع من حصد الجوائز، وهي رسالة تثبت أنهم قادرون على العطاء.
وبحضور لجنة التحكيم وأعضاء هيئة دبي للثقافة، والعديد من الشخصيات الفنية والثقافية والمهتمة، انطلق العرض مع إضاءة خافتة وموسيقا وحركة راقصة وغناء الممثلتين لقصيدة «كلمات» لنزار قباني، ثم توقفت الخلفية الموسيقية ليبدأ الحوار بين الشخصيتين العائدتين لشخصية مؤنثة واحدة، ويكشف المشهد عن «شما» المقعدة على كرسي متحرك متألمة من أمل التي تعنفها، ثم تتصاعد المشاهد الدرامية مع صراعات الشخصية مع دواخلها، مسترجعة ذكرياتها وأوهامها وانفعالاتها، المترافقة مع صراعها مع المجتمع، عاكسة حالتين متناقضتين، حالة القلق والهشاشة والآلام الجوانية الناتجة عن «العنوسة»، وحالة القوة والمواجهة لمجتمع يسبب الآلام.
أمّا بالنسبة للثيمة الفنية، فتميز العرض باللغة العربية كشخصية لا تحتمل الضعفاء، كما تميز بالإخراج الذي مزج بين السينمائي والمسرحي، إضافة إلى التوقيت المناسب للحركة والصوت والصمت والصراخ، للحزن والفرح، للانكماش والعزلة والانفتاح، للتحدي الذاتي والموضوعي، وجاءت السينوغرافيا عميقة رغم بساطتها من ديكور وإضاءة وخلفية موسيقية.
تبع المسرحية ندوة تطبيقية شارك فيها الحاضرون.
وخصت رئيسة المهرجان فاطمة الجلاف «الاتحاد» برأيها عن المسرحية قائلة: في هذا العرض جرأة، فهو عمل نسائي وحيد في هذه الدورة، وما يميزه الإحساس الأنثوي الرهيف بعيداً عن العنف، قريباً من التحدي الإيجابي لكل انكسار، وتابعت: أنشأنا برنامج دبي لمسرح الشباب مسانداً للمهرجان، يتضمن العديد من الأنشطة، مثل الورش الأكاديمية المتخصصة في مجال الفنون المسرحية بغية تأهيل الشباب للانطلاق بطريقة أقوى، واتضح هذا من قوة أداء الممثلتين، كما أن هذه الدورة تؤسس لجيل قادم، لأن معظم الوجوه جديدة.
وسألت «الاتحاد» الكاتبة باسمة يونس عن مشاعرها كونها المؤلفة، فأجابت: أكون سعيدة، مثل أي كاتب وكاتبة، عندما يجسد عمل من أعمالي على المسرح، وأشعر بأن المعنى اكتمل.
بدوره، أخبر «الاتحاد» عيسى كايد كعضو لجنة تحكيم: محظوظون كشباب لهم مسرح يقدر طاقاتهم، وهو مسرح الشباب الوحيد في الإمارات، لا يكتفي بالعروض، بل ترافقه أنشطة مفيدة مثل الورش، وأضاف: جيل الشباب قارئ ومثقف ومبدع، وقادر على توظيف طاقاته في كافة المجالات الإبداعية الفنية الأدبية والعلمية.
وتوقع وليد راشد الزعابي عضو لجنة التحكيم مفاجآت فنية وتقنية مختلفة في هذه الدورة، قائلاً لـ «الاتحاد»: لكل عمل معايير، والعامل الفني من أهم معايير اللجنة، مؤكداً أن العمل الإبداعي يفرض نفسه.
بينما أشاد الفنان إبراهيم سالم بالمشهد المسرحي الإماراتي، مؤكداً على أهمية التواصل بين المؤسسات الثقافية، وتعاونها معاً، مما يثمر بشكل أفضل.
وأكدت المخرجة (الممثلة أيضاً) إلهام محمد، أنه لا يوجد فرق بين المشلول والسليم في الطاقات الفكرية والمعاناة، ولا بد من القبض على المستقبل الضائع، من خلال ثقافة النظر إلى كافة اتجاهات العالم. أمّا سارة التي تمثل لأول مرة، فقالت: شمّا تتخطى انكساراتها المجتمعة لتكون «أمل» أو المرأة القوية. بينما عبرت الممثلة نورة عن سبب سعادتها قائلة للاتحاد: تحديت نفسي بهذا الدور، وأتمنى أن تصل رمزية التخطي بالقوة، لأن أمل العانس عادت من أجل أختها التي هي مرآة نفسها الأخرى.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©