الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الدراما المصرية بين رصد الواقع والسقوط في فخ الإسفاف

الدراما المصرية بين رصد الواقع والسقوط في فخ الإسفاف
14 يوليو 2015 23:33
هشام لاشين (القاهرة) 35 مسلسلاً مصرياً دفعة واحدة، كانت حصيلة دراما رمضان لهذا العام. وعلى الرغم من هذا الكم الكبير من المسلسلات إلا أنها جميعاً اشتركت في الخروج عن النص إلا القليل منها الذي لا يتعدى عدده أصابع اليد الواحدة.. فقد جاء أغلبها إما مستهزئاً بالعقول، أو خارجاً عن حدود المنطق والعقل، بل إن الغريب أيضاً ذلك التباين في الآراء الذي أحاط بجميع تلك المسلسلات فلم يتفق اثنان من النقاد أو الجمهور على مسلسل واحد على الرغم من كم النجوم الكبار الذين شاركوا داخل السباق الدرامي لهذا العام.. حاولنا من خلال هذا التحقيق الوقوف على حقيقة ما يحدث من جانب أهم نقاد الدراما في مصر، وأيضاً الجمهور الذي هاجم الدراما بشكل لم يسبق له مثيل.. أعمال محبطة تؤكد الناقدة ماجدة خير الله، أن دراما هذا العام لم تكن في مستوى الأعوام الماضية على الإطلاق، وترى أنها افتقرت إلى أهم العناصر التي تؤسس عليها أو تقوم عليها وهي الكاتب والمخرج على رغم الإنتاج الباهظ لهذه المسلسلات إلا أن عنصري السيناريو والإخراج قد غابا عن أغلبها مما أدى بالنتيجة إلى الفشل. وتستطرد قائلة: إن العديد منها جاء محبطاً للجميع ويأتي في مقدمها «أستاذ ورئيس قسم» لـ عادل إمام، فقد وقع في فخ التكرار وعاد مرة أخرى إلى دراما النجم الأوحد بعد أن بدأت الحياة تتغير خلال الأعوام السابقة، فالتكرار والبطل الأوحد جعل من عادل إمام تلميذاً وليس أستاذاً كما يسمي مسلسله، وهو ما خلق حالة من الملل والإحباط لدى كل من تابع المسلسل. ومن المسلسلات أيضاً التي خلقت حالة من الإحباط أيضاً، في رأي خير الله، مسلسل «حالة عشق» لـ مي عز الدين، حيث إن القصة مكررة ولا تحتوي جديداً في أي شيء، حيث يناقش المسلسل الفروق بين الطبقات ومدى تقبل المجتمع لها علاوة على الأداء الباهت للشخصية، أما أحمد السقا فاعتقد أنه وقع من أعلى الأدوار إلى الأرض دون سابق إنذار من خلال مسلسله «ذهاب وعودة» والذي أخرجه أحمد شفيق مع عماد الجيزاوي، فقد اعتمد السقا على الإثارة والأكشن، على الرغم من فقر السيناريو والإخراج وفقره هو أيضاً في ارتداء ثوب تلك الشخصية والتي جاءت مهلهلة عليه تماماً فكان الرسوب. وترى ماجدة خير الله أن دراما هذا العام جاءت في معظمها خالية من رسم الشخصيات بالطريقة التي تؤدي إلى تكوين لوحة درامية متكاملة، إضافة إلى الاستخفاف بالمنطق وعقل المشاهد، فـ خالد الصاوي على سبيل المثال يتحدث إلى نفسه في كل الحلقات وكأنه يعيش شخصية لا مثيل لها ! كرنفال درامي في اتجاه آخر ترى الناقدة ماجدة موريس أن الدراما الرمضانية جاءت في أشكال متباينة من حيث المضمون والمستوى، فهناك مسلسلات جيدة وهناك مسلسلات لا تستحق حتى مجرد النظر إليها، ولكن في النهاية تعد جميع هذه المسلسلات بمثابة الكرنفال فقد تغيرت الأمور اليوم وأصبحت الدراما بمثابة المهرجانات السينمائية. وترى موريس أن الدراما هذا العام شهدت تنوعاً غير مسبوق وناقشت قضايا تستحق الانتباه والوقوف مثل المخدرات والفساد اللذين احتلا مقدمة هذه المسلسلات، ولعل عادل إمام حاول مناقشة الفساد التعليمي والحكومي بشكل خلق حالة من الاستنفار داخل الجامعات والمؤسسات الحكومية في مصر ليضع بذلك ملفاً كاملاً أمام رئيس الوزراء. أما «حارة اليهود» فكما تقول موريس فهو من المسلسلات التي تضعنا أمام حقبة تاريخية هامة لنرى من خلاله العديد من الشخصيات التي صنعت التاريخ. وعن القاسم المشترك في هذه المسلسلات من ألفاظ خارجة وإيحاءات جنسية ومخدرات وسلاح، فقد أكدت أن ما يقدم على الشاشة هو انعكاس لحالة الشارع المصري متسائلة ألا يوجد مخدرات، ألا يوجد سلاح؟ بالتأكيد كل هذا موجود فلماذا ندفن رؤوسنا في الرمال كالنعام ولا نناقش هذه الحالة داخل الشارع المصري. أما المسلسلات التي تستحق التحية، من وجهة نظر ماجدة موريس، فمنها كما تقول «تحت السيطرة» و«أستاذ ورئيس قسم» و«حق ميت» وأيضاً «بعد البداية»، أما عن أفضل ممثل، فهناك العديد من الممثلين الذين أجادوا، يأتي في مقدمتهم نيللي كريم ومنة شلبي وهاني عادل وحسن الرداد. التكرار الناقد الفني طارق الشناوي، يرى أن الدراما هذا العام قدمت كماً مرضياً للجمهور ولكن غلب على أكثرها الوقوع في فخ التكرار إلا القليل من المسلسلات لهذا حققت نجاحاً واستحساناً، ويأتي في مقدمتها مسلسل «تحت السيطرة» لـ نيللي كريم والتي أعتبرها الملكة التي استطاعت أن تقدم شيئاً مميزاً ذا قيمة ورسالة، وأيضاً مسلسل «العهد» فـ غادة عادل قدمت مستوى رفيعاً من خلال هذا المسلسل كعمل جاء متكامل الأوجه من الناحية الفنية. وعن حالة الجدل التي شهدها مسلسل «حارة اليهود»، أكد الشناوي أن المسلسل شهد بعض الأخطاء التاريخية والتي لا يمكن تجاهلها ولكن في مجملها لم تؤثر على السياق الدرامي للعمل، كما أن منة شلبي صنعت حالة فريدة من خلال هذا العمل، وأعتقد أن مدحت العدل استطاع توضيح الفرق بين اليهودي والصهيوني بشكل درامي جيد. أما وائل إحسان ومن خلال مسلسله «أستاذ ورئيس قسم»، فأعتقد أنه لم يقدم نفسه بالشكل الجيد المتعارف عليه، فوائل مخرج له قيمة لكنه رسب في الامتحان هذه المرة. أما الفنان طارق لطفي فهو يملك أدوات الفنان بشكل جيد ويعرف خطواته جيداً دون تعقيد أو ابتذال. رأي الجمهور أما الجمهور أو مستهلك الدراما الرمضانية فبدوره ومثل النقاد تباينت ردود أفعاله حول المسلسلات، ففي الوقت الذي يرى البعض أن هناك أعمالًا تستحق المشاهدة، فقد أبدى البعض الآخر حزنه لمستوى الدراما هذا العام شكلاً وموضوعاً. نهى الوسيمي طالبة في الفرقة الأخيرة في طب أسنان القصر العيني ذكرت أنه لا يمكن تقييم الدراما الآن نظراً للكم الهائل من المسلسلات، مؤكدة أنها تتابع مسلسلاً واحداً وهو «بعد البداية». أما رمضان صقر، ويعمل محامياً، فقد أكد حزنه الشديد لما وصلت إليه الدراما من انحدار وانهيار أخلاقي، حيث يقول إننا لا نشاهد إلا السلاح الأبيض والناري والعاريات ولا نسمع إلا الألفاظ الخارجة التي يقشعر لها الجسد. معظم المسلسلات أصابت الجميع بالإحباط ماجدة خير الله بالتأكيد هناك أخطاء ولكن هناك ما يستحق المشاهدة طارق الشناوي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©