بيروت -''الاتحاد'' ووكالات الأنباء: مجزرة ''القاع'' وحرب الجسور هما عنوانا اليوم الرابع والعشرين من العدوان الإسرائيلي على لبنان، الذي استشهد فيه أكثر من 45 لبنانياً، حيث شنت الطائرات الإسرائيلية غارات هي الاكثف والأكثر شراسة منذ بداية هجومها ووصلت الغارات إلى جسور بمناطق مسيحية شمال بيروت كانت بمنأى عن القصف منذ 12 يوليو الماضي لتصبح كافة المناطق اللبنانية في مرمي النيران الإسرائيلية ولتقطع اوصال بيروت تماما، فيما تجددت الغارات على ضاحية بيروت الجنوبية المدمرة، كما استشهد 7 في قصف على منزل بالنبطية·
مجزرة القاع
وفي مجزرة إسرائيلية جديدة، استشهد 33 عاملا عدد منهم من السوريين والاكراد في غارة جوية إسرائيلية استهدفت العمال الذين كانوا يقومون بتفريغ خضار وفاكهة عند معبر ''الجوسة'' ببلدة القاع الحدودية مع سوريا شمال البقاع شرق لبنان، وتناثرت جثث الضحايا على الطريق·
وقالت مصادر إن العمال كانوا يقومون بتفريغ الخضار من غرفة مبردة إلى شاحنة متوقفة في حرم مبنى الجمارك اللبنانية في المعبر·
ووفقا للمصادر فقد أطلقت الطائرات الإسرائيلية ثلاثة صواريخ على الاقل على الشاحنات التي كان يجري تحميلها بالدراق (البرقوق) والخوخ· وذكر مصدر بالدفاع المدني اللبناني أنه تم إجلاء 20 جريحاً إلى داخل الحدود السورية· وأضاف أن أشخاصاً ما زالوا تحت انقاض الغرفة المبردة'' التي انهارت من جراء الغارة الاسرائيلية·
وزعم متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن الغارات الجوية على سهل البقاع استهدفت بنايتين أظهرت معلومات استخباراتية ان ''حزب الله'' يستخدمهما لتخزين الاسلحة·
وجاءت المذبحة الجديدة بعد أقل من اسبوع من مذبحة قرية قانا وأدت الى مقتل 54 مدنيا معظمهم من الاطفال· وتقع بلدة القاع على بعد 50 كيلومترا شمال شرق بعلبك وتبعد عدة كيلومترات من الحدود اللبنانية - السورية·
وكانت غارة اسرائيلية اولى قد استهدفت مشروع ناصر الجبالي الزراعي في القاع الذي يصدر منتجاته الى خارج لبنان من دون ان تسفر وفق مصدر امني عن وقوع اصابات·
وأغارت مقاتلات اسرائيلية اربع مرات على منطقة قرب المدخل الشمالي لمدينة بعلبك من دون ان تؤدي الغارات الى وقوع اصابات وفق مصدر امني· واوضح المصدر الامني ان الغارات الاربع استهدفت شاحنة معطلة متوقفة الى جانب الطريق في منطقة الشراونة على بعد كيلومترين شمال بعلبك·
حرب الجسور
وركزت الطائرات الإسرائيلية على قصف الجسور لليوم الثاني لاستكمال قطع اوصال لبنان، واستهدفت للمرة الاولى 4 جسور أساسية، ووصل القصف إلى مناطق ذات أكثرية مسيحية اعتبرت آمنة حتى امس· مما ادى إلى استشهاد 5 واصابة 11 على الاقل· والجسور التى قصفت هي المدفون والمعاملتين والفيدار وكازينو لبنان·
وذكر الصليب الأحمر اللبناني أن 5 قتلوا بينهم جندي لبناني، 3 منهم في قصف على جسر المدفون واثنان في قصف على جسر الفيدار·
وبدأ القصف بجسر ''معاملتين'' في منطقة جونية، وانشطر الجسر في منتصفه بحفرة ضخمة ابتلعت عربة فان صغيرة مدمرة· فيما جرح 3 اشخاص بالمنطقة· ثم قصفت الطائرات الإسرائيلية جسر ''كازينو لبنان'' المجاور له واصيب باضرار ايضا دون ان ينهار فيما جرح 4 أشخاص·
وبعد دقائق ، توسع القصف شمالا ليضرب جسر ''الفيدار'' قرب جبيل (40 كيلو مترا شمال بيروت)، مما ادى إلى تدميره بشكل كامل واستشهاد 3 أشخاص· ثم طال القصف جسر ''المدفون'' (الفاصل بين محافظتي جبل لبنان والشمال) ودمره بالكامل· مما ادى الى توقف قافلة من ثماني شاحنات تحمل 150 طنا من امدادات الاغاثة وقطع ما تصفه الامم المتحدة ''بالشريان الرئيسي'' لامدادات الاغاثة·
والجسور الاربعة هي جسور رئيسية لحركة السير بين بيروت وشمال لبنان ومنه إلى سوريا، بعد أن قطعت الغارات الإسرائيلية عمليا الطريق إلى معبر المصنع الحدودي المؤدي إلى سوريا عبر شرق لبنان· ومنذ بدء القصف على لبنان قبل اكثر من ثلاثة اسابيع اغار الجيش الاسرائيلي على البنى التحتية مثل مطار بيروت ومطارين آخرين صغيرين ومرافىء عدة الى نحو مئة جسر وطرقات ومحطات توليد للكهرباء، من دون ان يستهدف بشكل مكثف المناطق المسيحية·
وقالت امرأة مسيحية في حي جونيه حيث يقع أحد الجسور الاربعة التي تعرضت للقصف: ''لا نعلم ماذا نتوقع، يحاول الاسرائيليون تركيعنا بتدمير بنيتنا التحتية وتجويعنا وعزلنا عن العالم''· وصرخت المرأة بغضب: ''لم يعد شيء أمامهم (الاسرائيليون) ليدمروه·· كفاية··كفاية''·
الضاحية تحت النار
واستيقظ سكان العاصمة بيروت والمناطق المجاورة لها فجرا على دوي انفجارات ضخمة استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت·واطلقت الطائرات الإسرائيلية صاروخين على حي الرويس وعلى حارة حريك·
وادت الغارات على منطقة ''بئر حسن'' المجاورة لمطار بيورت إلى تدمير مقار 4 مؤسسات خيرية تابعة لـ''حزب الله'' والمؤسسات هي 3 مدارس واحدة منها للصم والبكم والعميان، والرابعة هي مركز يستخدم مخزناً للأدوية·
واحصت الشرطة اللبنانية أكثر من 30 غارة على منطقة الأوزاعي المحاذية لمطار بيروت واحياء الضاحية، وقتل جندي لبناني واصيب 3 آخرون في غارات طالت مرفأ للصيادين في منطقة الاوزاعي ·وقال مصدر أمني ان المقاتلات الاسرائيلية شنت 19 غارة في اقل من ساعة على هذا القطاع الذي يمر فيه الطريق السريع الذي يربط بيروت بجنـوب لبنان، ولم تتمكن قوى الامن من تحديد الاهداف التي تعرضت للقصف في هذه المنطقة، ولم تستبعد قوى الامن مشاركة السفن الحربية الاسرائيلية في عملية القصف· وأوضح سكان في المنطقة ان معظم الضربات الجوية تركزت على هدف واحد ولكنهم لم يتمكنوا من تحديده·
وشوهدت السنة النيران ترتفع في في الاوزاعي الذي غطت سماءه سحب دخان اسود في وقت كان هدير المقاتلات الاسرائيلية يسمع معه في جميع احياء بيروت التي تسمع فيها اصوات انفجارات القنابل الاسرائيلية·
الطيبة
وافادت الشرطة اللبنانية ان سبعة مدنيين قتلوا واصيب عشرة آخرون بجروح في غارة اسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة الطيبة في القطاع الاوسط من جنوب لبنان·
وقال مصدر أمني إن الغارة دمرت المنزل الذي كان المدنيون يحتمون بداخله خلال المعارك الشرسة الدائرة عند اطراف القرية بين القوات الاسرائيلية ومقاتلي ''حزب الله''·
البقاع
وفي سهل البقاع (شرق لبنان)، شن الطيران الإسرائيلي 6 غارات على محطة لتوليد الكهرباء ·واوضحت الشرطة اللبنانية أن المقاتلات الإسرائيلية استهدفت محطة ''ابراهيم عبد العال'' لتوليد الكهرباء في ''سحمر'' التى تقع على بعد 4 كيلومترات جنوب بحيرة القرعون على سد نهر الليطاني· وادى القصف إلى انقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة·
القصف على الجنوب
وفي جنوب لبنان تركزت أكثر من 51 غارة على طرق وجسور في منطقة صيدا (54 كيلو متراً جنوب بيروت) والنبطية ( 57 كيلومترا جنوب بيروت) غداة رمي منشورات في قرى النبطية تتضمن انذارا من الجيش الإسرائيلي لسكانها بضرورة اخلاء قراهم والاتجاه شمالا·
عدد اليوم
