الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الدكتور أحمد كريمة: خلط السياسة بالدين أفرز التطرف والغلو

الدكتور أحمد كريمة: خلط السياسة بالدين أفرز التطرف والغلو
14 يوليو 2015 22:55
حسام محمد (القاهرة) واحد من أبرز الذين وقفوا بالمرصاد لجماعات العنف التي تسترت بالدين وحاولت ممارسة السياسة تحت ستار أنهم يطبقون شرع الله، وهو يؤكد دوماً أن خلط الدين بالسياسة يخلق التطرف والغلو الذي يقود أصحابه لممارسة العنف والجرائم الإرهابية، هو الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية في جامعة الأزهر، والذي يقول إن كتاب المستشار الدكتور محمد الدمرداش «الإسلام السياسي من عام الجماعة إلى حكم الجماعة» استوقفه بشدة لأنه تناول قضية من أهم قضايا العصر وهي خطورة الخلط بين الدين والسياسة. صعود وهبوط يضيف: الكتاب يناقش تاريخ الخلط بين السياسة والإسلام كدين منذ صدر الإسلام وحتى صعود وهبوط جماعة الإخوان في كثير من المجتمعات العربية والإسلامية، حيث يوضح أنه بين عام الجماعة وتولي الجماعة حدثت أحداث جسام واختلفت البلدان والتوجهات وظل الهدف واحداً وهو الصراع على السلطة وتحت ستار الدين تم تقنين الفتن وطارت الرؤوس وهدمت المساجد ودور العبادة وانتهكت الحرمات وصار الحرام حلالاً والحلال حراماً وصـار سفك الدماء وسيلة لتوكيد الإيمان، حتى وصلنا إلى اليوم الذي صار الرويبضة يفتي بشرعية جهاد النكاح وكل هذا يتم تحت زعم أنهم يحاولون إقامة الدولة التي أقامها النبي والخلفاء الراشدون من بعده. أمر التوحيد ويوضح المؤلف في بداية كتابه كيف مارس النبي السياسة وكيف أن الرسول الذي كان يوحى إليه أقام دولته محافظاً على العلاقة الجيدة مع التجمعات العربية التي كانت تحيط بالدولة الإسلامية وعلاقـته بالتجمعات العربية المسلمة التي كانت قائمة في عهده وتضمنت البيعة التي أخذها من المسلمين: الالتزام بالطاعة للنبي صلى الله عليه وسلم في المعروف فلم تكن بذلك بيعة مطلقة أو خضوعاً من طرف واحد لحكم فــرد مُطلَق ولم يكن الرسول يهتم بفرض سلطته السياسية على القبائل العربية التي كانت تدخل في الإسلام بقدر ما كان يهمه ويشغله أمر التوحيد والصلاة والزكاة وتثبيت دعائم الدين الحنيف وكذلك لم يفرض شكلاً للحكم أو الحكومة على من اتبعه، بل ترك أمور الدنيا يصرّفها كل مجتمع حسب حاجاته وظروفه. رضا الأمة ويمر الكاتب في سطور كتابه بأهم التحولات السياسية وهو عهد الخلفاء الراشدين الذي عايش فيه المسلمون نوعاً من الحكم المنبثق عن رضا الأمـة عبر مبايعة أهل المدينة لأبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وإن اختلفت صيغة وشكل مبايعة كل منهم مع الإشارة للحوادث التاريخية البارزة التي مرت بعهد كل خليفة منهم رضي الله عنهم، ومن دولة الخلفاء إلى دولة الإخوان في مصر والتي خرجت من رحمها جميع التيارات الإسلامية الحديثة، وبداياته علي يد مؤسس جماعة الإخوان حسن البنا ومقتله، ثم التحول الدامي على يد سيد قطب راصداً خروج الدفعة الأولى للتيارات الجهادية المختلفة من عباءة الإخوان فترة الستينيات والسبعينيات - مشيراً إلى خريطة التيارات السلفية وروافدها، ونجوم الفضائيات من مشاهير الدعوة. وحول تقييم المشهد ومستقبل الجماعات السياسية التي ترفع لواء الدين يرصد الكاتب بعض صور التاريخ للإسلام السياسي الذي رفع شعار إحياء الخلافة الإسلامية كمؤشر ورمز لوحدة المسلمين، ولكنهم من باب إحياء الخلافة غرقوا في بحور السياسة واستخدموا الدين، وعليه تم استدعاء الأنصار، وعقد التحالفات السياسية لتحقيق غرضهم الحقيقي وهو السلطة، وفي النهاية تشرذمت هذه الأمة المنكوبة بأبنائها. تطرق الكتاب إلى التحولات السياسية في عهد الخلفاء الراشدين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©