أمس وسموه يجلس معنا على طاولة النقاش، ويتنقل بين مجموعات العمل، أدركت من جديد وتأكدت أن ما بناه الشيخ محمد بن راشد ليس أعلى برج في العالم، ولا أكبر جزيرة صناعية، ولا أفضل بنية تحتية، إنما بنى إنساناً إماراتياً مختلفاً، وشكل شخصية إماراتية استثنائية، شيء مختلف عن كل شيء، وبناء لا يمكن أن يقلده أحد مهما حاول، فالبرج العالي قد يأتي ما هو أعلى منه، لكن الإنسان العالي في الفكر والعمل والإنجاز لا يمكن أن يأتي بمثله إلا القلة من القادة.
       لا أشك أن كل من حضر خلوة الخير أمس، وضع نصب عينيه مقولة الشيخ محمد بن راشد الشهيرة: «الإنسان أمامه خياران، إما أن يكون تابعاً أو مبادراً، ونحن نرغب في أن نكون مبادرين ومتقدمين».. وكل ما قام به من كانوا في خيمة خلوة الخير من عمل وحماس يبين أنهم اختاروا الخيار الثاني، وهو أن يكونوا مبادرين.
       هناك أشياء نفتخر بها، وهناك أشخاص لا يمكن إلا أن نقف لهم إعجاباً واحتراماً، ليس مجاملة ولا مبالغة، وإنما قناعة وإيمان مبنيان على أسس واقعية وحقيقية لا تخطئها عين مبصر، ومن هؤلاء الشيخ محمد بن راشد الذي هو أعلى مسؤول حكومي في الدولة، وفي الوقت نفسه هو أكثر من يعمل ويتحرك ويتابع الأعمال في كل مكان وباستمرار.