عائشة المشوي: المرشد السياحي سفير بلاده في الداخل والخارج

موزة خميس (دبي) عائشة المشوي .. انضمت إلى العمل في دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة، لكنها وجدت في نفسها القدرة على اقتحام مجالات كثيرة، فتعاملت مع ذلك بروية، والتحقت بورش تجريبية وتدريب حول مجال التراث من خلال العمل الوظيفي، كما عملت على الاحتكاك مع المرشدين السياحيين خارج الدولة، ولم تتردد في التسجيل للحصول على رخصة «مرشد سياحي». وخلال مسيرة عملها تدربت عبر 27 دورة في مجال السياحة، على تفعيل الحراك السياحي الذي أثبت أنه بحاجة إلى مرشد مؤهل، يقود الأفواج القادمة إلى الوطن، ليقدم قصص الآثار والتراث والمكان، والإنسان الذي صنع كل ذلك. وعن ذلك توضح: كم من المرات شعرنا بالآسى ونحن نتوقف في أماكن مهمة، وهناك فوج سياحي يتلقى معلومات خاطئة من شخص ليس له علاقة، لا بتاريخ المكان ولا تراثه أو الإنسان وحضارته، وكنا نجد أنفسنا مكتوفين أمام مرشد يفتقر لأدوات المهنة والمعلومات الصحيحة. ثقافة وتقول عائشة المشوي: نحن نقضي وقتاً كبيراً من عمرنا مع أناس لا نعرفهم، وسيغادرون ويأتي آخرون غيرهم، وربما يؤثر ذلك على البعض بشكل سلبي، إلا من قام بتنمية قدراته وثقافته وطرق تعامله مع الآخرين، وبصراحة لم أكن أتوقع أن أحصل على الترخيص في البداية، ولكن بناء على رغبة في ترشيح إماراتيات، ترشيحي شرط أن يقدم كل مرشح أطروحة مميزة حول التراث، وكانت هناك منافسة انحصرت بيني وبين زميلة لكني في نهاية الأمر حصلت على الترشيح، ونالت أطروحتي نجاحاً كبيراً في تونس وسط مشاركة 15 دولة عربية بأطروحات كبيرة فعلاً وبعد نجاحي في هذه الدورة في تونس، صدرت توصية من منظمة «اليونسكو» بأحقية الناجحين في العمل مرشدين سياحيين. لوائح ولفتت إلى أن مهمتها كمرشد سياحي تتطلب أن تجيد أكثر من لغة من بينها اللغة الإنجليزية، وملمة باللوائح التي تنظم وتخدم أعمال المؤسسات والمرافق السياحية، وأيضاً أن تمتلك معلومات سياحية وأثرية عن المدن والمواقع والمعالم والمرافق السياحية؛ لذا تحاول بصفتها أول مرشد سياحي مرخص أن تعطي صورة مشرقة للتراث الإماراتي، خاصة أنها قدمت أطروحة في دورة متخصصة عن طريق منظمة «اليونسكو»، وكانت عن أبرز المعالم التراثية في الإمارات، واختارت سوق العرصة وبيت النابودة وهما من أبرز معالم الشارقة، وركزت على التراث الإنساني والمعماري، لأن المعلمين من محاور التجارة والاقتصاد في الإمارة في مرحلة ما. ونال عرضها استحسان وقبول القائمين على الدورة، وتعلمت خلالها أساسيات الإرشاد السياحي وشروطه، فضلاً عن الدور الذي يلعبه المرشد السياحي في إبراز الصورة الحقيقية لمجتمعه، وليس أفضل من ابن البلد في ذلك، خاصة أنه تلقى معلوماته عن الأهل والأجداد وعن معيشته ومعايشته وأيضا بالدراسة والثقافة، محذرة من بعض الأخطاء التي تحدث في الإرشاد ومن أهمها أن يرافق سائق أحد الأفواج السياحية ويتطوع من خلال تقديم معلومات من دون أن يدري أنها غير صحيحة. عادات وتقاليد وقالت: مهمتنا أن نكون المصدر الأول للسائح عندما يريد الحصول على المعلومات حول التراث الحضاري والتاريخي والثقافي، وأيضاً العادات والتقاليد والحياة الاجتماعية، ولذلك علي ألا أتوقف عن التعلم وتطوير ذاتي، ورغم أني أمارس عملي الوظيفي كأول مرشد في معهد الشارقة للتراث، وعضو في المركز العربي للإعلام والسياحة، إلا أني أشعر بالسعادة أكثر عندما يتم تكليفي بمرافقة السياح، موضحة أن السائح الأجنبي حريص على زيارة كل ما له علاقة بالحياة سواء في المدينة أو في الأماكن الصحراوية، ويحب زيارة الأسواق القديمة ويبحث في أدق التفاصيل، مثل المواد المستخدمة في تزيين البيوت التقليدية والطرق المستخدمة في البناء. رسالة وأشارت إلى أنها تجد نفسها موفقة في أداء هذا العمل؛ لأن لديها معلومات كثيرة عن البيئة المحيطة تستخدمها في الإرشاد، وكل معلوماتها ليست من الكتب، ولكنها من الرواة ومن لديهم حصيلة من الأخبار الشعبية؛ لذا تتلقى رسائل شكر وثناء من المجموعات السياحية حتى بعد مغادرتهم، وبالنسبة لها مشاهدة علامات الراحة والاستحسان على وجوه الأشخاص هي رسالة شكر. وقالت: هناك أهمية بالغة لمهنة المرشد السياحي تكمن في نجاح الرحلة أو الجولة السياحية، ونحن حين نعمل لا نكون مجرد مرافقين، فنحن من نترك تلك الصورة الإيجابية أو السلبية عن الإنسان والدولة، خاصة أن الزائر ربما لا يقابل خلال تجواله إلا من يقوم بالتجوال معه، ولذلك تكمن أهمية الأخلاق وحسن التعامل، وكثير من السياح لا يهتمون كثيراً بالتفاصيل التي سمعوا عنها قبل قدومهم؛ لأنها قد تكون مبالغا فيها أو كاذبة، ولذلك نتمنى أن يتم تأهيل أعداد كبيرة من الكوادر الوطنية باللغة والمهارات والمعلومات، ليكونوا خير سفراء للدولة ومن داخلها أو خلال السفر للخارج. تعاليم عائشة تعلمت عائشة من خلال تربيتها وأسلوب مجتمعها في المعيشة، أن تبسّط المعلومة كي تصل إلى المتلقي بشكل واضح، وأن تتحلى بالصبر في الكثير من المواقف، خاصة عندما تكون مع فوج سياحي، موضحة أن في شهر رمضان ربما تتوقف بعض النشاطات النهارية، لكنها على استعداد للعمل في أية لحظة لتقديم الخدمات، ومزاولة الإرشاد السياحي، حيث تجد متعة في العمل وتجديد نشاطها عبر مهنة خالية من الملل، وتسعد حين ترافق السياح إلى أبرز المعالم والمواقع السياحية والتاريخية والأثرية، وتقدم خلال الرحلة والتجوال المعلومات وتجيب عن أسئلتهم، وربما يطرحون أسئلة لها علاقة بالملابس الوطنية أو بعض الحياة التقليدية التي تخص أبناء الوطن؛ ولذلك هنا تكمن أهمية وجود مرشد سياحي لديه أمانة في نقل المعلومة الصحيحة وليس تشويه الصور أو نقل معلومات خاطئة.