الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

وفاة الطفل «حمودي» أقدم مريض في مستشفى القاسمي بالشارقة

وفاة الطفل «حمودي» أقدم مريض في مستشفى القاسمي بالشارقة
5 أغسطس 2014 16:38
توفى الطفل المواطن محمد عباس المازم، الذي كان يحلو لجميع العاملين في مستشفى القاسمي بالشارقة تدليله بـ«حمودي»، خلال التحاور معه طوال 11 عاما قضاها في وحدة العناية الفائقة بالمستشفى، التي دخلها عام 2003 إثر إصابته في حادث دهس، وهو يتنزه مع والده في منطقة الرماقية بالإمارة، وكان عمره وقتها عامين. وأحزنت وفاة «حمودي» كل العاملين داخل مستشفى القاسمي، خاصة الكادر الطبي والممرضين في وحدة العناية الفائقة، بعد أن كانت رؤيته ومداعبته مشهداً وفعلاً يوميا اعتادوا عليه طوال نحو 4 آلاف يوم، واظبوا خلالها على الاحتفال بعيد ميلاده في مارس من كل عام دون انقطاع. ولم يغادر حمودي مستشفى القاسمي خلال 11 عاما على سرير العناية الفائقة بمستشفى القاسمي إلا 4 مرات، اصطحبه خلالها والداه 4 مرات للعلاج في الخارج على حساب الدولة. وكان الطفل البريء «حمودي» ترك يد والده وهما يسيران في الشارع للحظات لتصدمه سيارة في حادث أدى لإصابته بكسر في فقرات العنق العليا، نتج عنه شلل رباعي، فدخل المستشفى عام 2003 في حالة غيبوبة، خضع لفترة علاج طويلة عاد بعدها إلى الوعي، إلا أنه لم يستطع التنفس إلا من خلال جهاز تنفس صناعي بغرفة العناية المركزة. وظل الكادر الطبي والممرضون القائمون على رعاية «حمودي»  يقدمون له العناية اللازمة كلها طوال هذه السنوات بعناية فائقة، فلم يصب جسمه بأي قروح أو مضاعفات نتيجة النوم طوال هذه السنوات. وكان والدا «حمودي» اصطحباه لمركز متخصص في ألمانيا وآخر في بانكوك، وأخذ خلال هذه الرحلات حقنا لعلاج الخلايا الجذعية لكن استجابته للعلاج كانت ضئيلة، كما أسفرت إحدى الرحلتين إلى ألمانيا عن تركيب جهاز تنفس صغير يمكن استخدامه خارج المستشفى ليعيش حياته العادية، حيث لم يكن هذا الجهاز متوفراً في الدولة، وظل في رحلته الأولى ما يقارب سبعة أشهر ليعود بعدها إلى بيته الذي قضى فيه معظم حياته. . وحدة العناية المركزية. وأكدت إدارة مستشفى القاسمي أن الجميع حزن حزناً شديداً علي وفاة «حمودي»، لأنه نال طوال تلك السنوات حب الجميع العاملين بالمستشفى والقائمين على رعايته، وظل وجهه البريء عنوان التفاني في العمل بالنسبة لهم على أمل في أن يعود للحياة بصورة طبيعية. وأضافت الإدارة: إنه بعد كل تلك السنوات يعتبر حمودي الحالة المرضية الأقدم والأكثر مكوثا داخل المستشفى لتلقى العلاج. وأنها كإدارة ظلت تهتم به طوال تلك الفترة بشكل كبير حتى أصبحت غرفة العناية المركزة الموجود بها بمثابة غرفة منزله، بها متعلقاته الشخصية وجهاز فيديو يعرض الكثير من برامج الأطفال والأفلام الكارتونية، وكانت تسعى بكل جهدها لرسم الابتسامة على وجهه، وعلى وجه أسرته التي سلمت أمرها لقضاء الله، وظلوا يترددون يومياً عليه في المستشفى، إلى أن سلّمت روحه لخالقها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©