بشائر الخير
أثلج شبابنا للطائرة الصدور ''في عز الحر''، وخففوا علينا طقس أغسطس بإنجازهم، وكأس زايد الذي رفعوه وحلقوا به عالياً في سماء الخليج، لتقلع طائرتنا من جديد وتعاود عصر الإنجازات والبطولات، وتردف لقب بطولة مجلس التعاون الخليجي العاشرة لشباب الطائرة بالإنجاز الصيفي الآخر الذي أحرزه أبيض الكرة الصغير منذ أيام بفوز منتخب الناشئين بلقب ''خليجي''4 للناشئين، وحلقت طائرتنا بلقب كأس زايد بعد طيران ماراثوني تخطت من خلاله المنتخب السعودي ولتعانق اللقب بكل جدارة واستحقاق، فارضة نفسها بقوة على الساحة الخليجية ومستعيدة نغمة الإنجازات والانتصارات للكرة الطائرة بعد غياب ليس بالقصير، ورغم أن المباراة حبست الأنفاس وخاصة في شوطها الخامس والحاسم الذي تفوق من خلاله أبطال الإمارات على ضربات المنتخب السعودي الساحقة وألعابه وأطوال لاعبيه الفارعه، مهدين للإمارات إنجازاً رائعاً حلقوا به من الصالة الجزراوية ''الإعجوبة'' التي أبهرت الجميع، وكانت فأل خير على طائرتنا بالإنجاز الخليجي·
وبالتأكيد لم يأت اللقب الخليجي من فراغ، بل كان خلفه كوكبة من السواعد والأبطال، تقدمهم من في الملعب من رجال كانوا عند حسن الظن وأحسنوا تمثيل الشعار الذي زين صدورهم، ونجحوا في رفع علم الدولة خفاقاً عالياً، فاللاعبون هم الأبطال الحقيقيون ويستحقوا رفع القبعة لهم على أدائهم البطولي، وروحهم القتالية العالية وحماسهم وإصرارهم ومعنوياتهم المرتفعة التي كانت أهم أسلحتهم لمواجهة أشقائهم الخليجيين مع مهاراتهم الفنية التي تفوقوا فيها ورفعوا بها كأس زايد، ناهيك عن الجهود المقدرة للجهازين الفني والإداري ودور اتحاد اللعبة في توفير الظروف الملائمة والقيام بواجبه تجاه المنتخب· فهنيئاً لأبطال الطائرة الإنجاز واللقب الغالي، وهنيئاً للإمارات ورياضتها كأس زايد·
إن ما يزيد من قيمة إنجاز الطائرة ومن قبله إنجاز القدم، وما يضاعف من فرحتنا وغبطتنا بهما هو أن كلا الإنجازين كانا لفرق المستقبل، مما يعني سلامة قاعدتنا وفرق المراحل السنية لمنتخباتنا الرياضية، وهو ما يضع المسؤولين والقائمين على اتحاداتنا أمام مسؤولية مضاعفة للاهتمام بهذه الكوادر والنخبة والأبطال ومواصلة صقل مواهبهم وتحضيرهم ومواصلة برامجهم وإعدادهم للمستقبل، ليستمر السيل وتتواصل وتستمر البشائر، ويكبر الأولاد وتكبر معهم البطولات·
مجرد رأي
في كلا البطولتين يكون المنتخب السعودي الطرف الآخر المنافس لنا، سواء في الطائرة او الكرة، وفي كلا البطولتين يؤكد أبطالنا التفوق، محلقين باللقب والفرحة، تاركين الحسرة للأخضر السعودي، وكأن الصغار بأعمارهم الكبار بإنجازاتهم يردون الدين·· كما أن إنجازاتهم يجب أن تكون حافزاً ودافعاً للكبار للاقتداء بأثرها·
محمد عيسى
mohdema@hotmail.com
عدد اليوم
