الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الجماهير الأجنبية.. "محاولات فردية" في غياب "الحلول الجذرية"!

الجماهير الأجنبية.. "محاولات فردية" في غياب "الحلول الجذرية"!
9 أكتوبر 2018 00:19

مراد المصري (دبي)

على غرار الممثل الشهير بيل موراي في فيلمه «ضائع في الترجمة»، حينما كان يجسد شخصية رجل أميركي تائه في اليابان بسبب عدم معرفته باللغة وكيفية التواصل بصورة صحيحة للحصول على المعلومات التي يريدها، فإن جماهير كرة القدم الأجنبية تمر بنفس الحالة كلما أرادت متابعة منافسات دوري الخليج العربي، فالمعلومات شحيحة والتواصل معهم ضعيف من الأندية ويظهرون وكأنهم تائهون في ملاعبنا، مما يجعل حضورهم محدوداً للغاية.
واستنجدت المدرجات شبه الخاوية بعد مرور 5 جولات على انطلاق منافسات دوري الخليج العربي، حيث بلغ معدل الحضور الجماهيري نحو 2029 متفرجاً للمباراة الواحدة، ولكن وسط تباين واضح بين الأندية، وذلك لظروف مختلفة متعلقة بتوقيت إقامة المباريات المبكر في الجو الحار أو النتائج السلبية التي من شأنها أن تجعل المحبين يهجرون فريقهم مؤقتاً، لكن الملاحظ هو حضور عدد من الجماهير الأجنبية المقيمة على أرض الدولة، وإن كانت بأعداد بسيطة لكنها تستحق الوقوف عندها والتفكير بكيفية الاستفادة من 88% من مجموع المقيمين في الدولة، وتحديداً من غير الناطقين باللغة العربية.
ورغم غياب البرامج الملموسة على أرض الواقع من الأندية، فإن المدرجات تميزت بحضور جماهير أجنبية، جاءت بمبادرة فردية منها بسبب عشقها للعبة كرة القدم، دون انتظار حملات ترويجية أو تواصل من الأندية، وإنما دفعها عشقها للعبة كرة القدم فقط من أجل الحضور ومعايشة الأجواء في دورينا، وهو ما جعل لنا وقفة مع عدد من هذه النماذج التي تُعد نواة نرى أنه يجب الاستثمار فيها على المدى الطويل، والعمل على جذب المزيد من هذه الأعداد بما من شأنه أن يعيد الرونق للمدرجات التي تصرخ مقاعدها اشتياقاً للجماهير التي غابت، في ظل محدودية التواصل وعدم القدرة من الاستفادة من وجود أكثر من 7 ملايين مقيم على أرض الدولة من أكثر من 200 جنسية، في ضوء التركيز على الجماهير الإماراتية، وتمحور التواصل الأساسي باللغة العربية بما يجعل التأثير محدوداً على عدد من الجاليات دون تفعيل صحيح للناطقين ببقية اللغات ممن يتمنون الحصول على المعلومات الأساسية والمحفزة للحضور إلى الملاعب.
ويتميز عدد من أنديتنا بامتلاكها شعبية من المقيمين الأجانب، لكنهم يشعرون وكأنهم في عزلة في المبادرات ذات المدة الزمنية القصيرة التي لم يكن لها تأثير كبير، إلى جانب غياب الاستمرارية في الترويج من قبل الأندية، كما أن التغطية الإعلامية تقتصر على الجانب الرياضي من نتائج وأخبار فقط، دون التنويع في أساليب الترويج، حيث تغيب عن شوارعنا إعلانات مسابقة الدوري، ولا نجدها ضمن الفعاليات البارزة عند تصفح المواقع الإلكترونية والمجلات المتخصصة في إبراز الفعاليات، حيث يكون التركيز بشكل أكبر على اللغة العربية مع تناسي هذه الفئة المهمة.
وبالنظر للأحداث الرياضية الأخرى، التي تقام على أرض الدولة، نجد الحضور الجماهيري كبيراً، تحديداً من هذه الفئة في البطولات التي تقام سنوياً بأعداد ضخمة، وذلك لما تجده من ترويج وخدمات مقدمة في تلك البطولات ومنها، على سبيل المثال وليس الحصر، بطولات الجو جيتسو والجولف والرجبي وغيرها.
وسبق أن نفذت أنديتنا مبادرات، لكنها جاءت أغلبها قصيرة الأمد دون تأثير واضح لاحقاً، خصوصاً السحوبات التي تقام لمرة واحدة على جائزة كبرى، أو الاشتراك المرتبط بنفس هذا النوع من الأمر دون استمرارية في تنفيذه.
وتحدث البريطاني ريك بيفين، المتخصص في التسويق الرياضي، موضحاً أن السبب الرئيس يكمن في انشغال الأندية بإعداد فرقها ومواجهة ضغوطات النتائج والتركيز على الجانب الفني، بما يجعل مسألة النظر إلى استقطاب الجماهير غير المعتادة أو الناطقة باللغة الإنجليزية مهمة بحاجة لجهد ووقت هي بغنى عنه، أو تعتبره مسألة «شكلية» في ظل عدم نظرها لعائدات تذاكر المباريات أو مبيعات منتجات الفرق، إلا في حالات نادرة تقريباً، وبجهود ما زالت في بدايتها، مقارنة بالحاصل على المستوى العالمي.
وتابع بيفين، موضحاً أن لجنة دوري المحترفين تتحمل جزءاً من المسؤولية بوصفها المروج لمسابقات المحترفين، لكنها ليست المتهم الأول بقدر ما هو ذنب الأندية التي لا تلقي بالاً لهذا الجانب، ونشاهد أن أغلب المبادرات تتم بصورة فردية من جماهير تبحث هي بنفسها عن الحضور عوضاً عن جذبها.
وأوضح بيفين، أن الجماهير الناطقة باللغة الإنجليزية، تحتاج إلى المزيد من التواصل، وأن تشعر أنها جزء من هذه الأندية أو المسابقات المحلية، ولعل القرار الذي أصدره صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، من شأنه أن يمهد الطريق في السنوات المقبلة للمزيد من انخراط الجماهير وحضورها للمدرجات، في ظل قدرة أبنائهم حالياً على الانضمام إلى الأندية وممارسة مختلف الألعاب الرياضية، بعدما كان هناك حاجز بين هذه الأندية وبقية فئات المجتمع، فيما بات لمواليد الدولة والمقيمين فرصة ذهبية، نتمنى أن يتم استغلالها من خلال الحضور الجماهيري للمشجعين الأجانب.
وختم بيفين، موضحاً أن المنتج بحاجة للمزيد من الجهود لإبرازه في المجتمع، حيث إن الجماهير الإماراتية يجب بالتأكيد أن تكون محور التركيز في الترويج والتواصل، لكن لزيادة العدد على المدرجات يجب ابتكار أفكار من خارج الصندوق، أو الاستفادة من الشركات المتخصصة في مجال إدارة الفعاليات في حال كانت هناك نية جادة.
من جانبه أكد وليد الحوسني، المدير التنفيذي للجنة دوري المحترفين، أن الخطة الاستراتيجية 2017– 2020 للجنة تهدف إلى تعظيم قاعدة عشاق كرة القدم، بتعزيز الاتصال والتواصل مع الجماهير من خلال ابتداع وسائل جديدة ومبتكرة تساعد على الوصول إلى الجماهير، وتطوير عمليات التسويق والترويج الرياضي وجذب فئات جديدة من الجماهير، وقال: وتنفيذاً لهذه الخطة، حرصنا على إتاحة الفرصة للجاليات الأجنبية للتعرف أكثر على مسابقات المحترفين من خلال تنظيم أنشطة ترفيهية وعائلية، حيث شاركت اللجنة في فعاليات عديدة منها، على سبيل المثال، كانتين الشاطئ الذي نظمته دائرة دبي للسياحة والتسويق على شاطئ جميرا.
وتابع: على صعيد الحضور الإعلامي، وقعنا مذكرة تفاهم مع وكالة أنباء الإمارات «وام» في فبراير الماضي، تتضمن خدمة بث الأخبار على موقع الوكالة بعدة لغات تشمل: الإنجليزية، الفرنسية، الإسبانية، البرتغالية، الصينية، الروسية والأوردو، مما سيساهم في تحقيق أهدافنا الاستراتيجية الرامية إلى الوصول إلى شرائح من المجتمع، من غير الناطقين باللغة العربية.
وأضاف: ومع بداية هذا الموسم أطلقنا حساباً مخصصاً باللغة الانجليزية على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، ليضاف إلى الموقع الإلكتروني الجديد المتوفر بالإنجليزية.

الأسترالي توم: «حمل زوجتي» ليس عائقاً !
برز الأسترالي توم وزوجته ليزا بحضورهما في مدرجات دورينا، وذلك رغم أن ليزا حامل بطفل تتوقع ولادته قريباً، حيث يحرص هذا الثنائي على الحضور إلى الملاعب لمتابعة المباريات عوضاً عن البقاء في المنزل والمشاهدة عبر شاشة التلفاز.
وتحدث توم، موضحاً أن حمل زوجته ليس عائقاً لحضورهما إلى الملعب، وقال: الرياضة جزء مهم من هوية الشعب الأسترالي، واعتدنا دائماً أن نذهب إلى الملاعب ونتابع عن قرب المنافسات الرياضية، وبصفتي محباً لكرة القدم فقد اخترت القيام بهذا الأمر.
وقال: نحن مقيمون في دبي، وأعمل في شركة إنشاءات وزوجتي معلمة، ولا نكتفي بحضور المباريات في دبي، ولكننا نذهب أيضاً إلى العين كلما سنحت الفرصة لنجد أفضل الخدمات في استاد هزاع بن زايد، إلى جانب مستوى الفريق المميز.
وتمنى توم الحصول على المزيد من المعلومات عن المباريات والمسابقات عموماً، وقال: عوضاً عن وضع اسم الملعب فقط ربما يمكن أن تضيف الأندية عبر حسابات التواصل خريطة الملعب أو عنوانه عبر محركات البحث، نظراً لتشابه أسماء الملاعب لنا باللغة الإنجليزية.

«الفهود» يلتفون حول الاسكتلندي بيست
تبنى عدد من الجماهير على عاتقه مد جسور التواصل مع المشجعين الأجانب، وكانت أبرز المبادرات ما قام به «عشاق» الوصل مؤخراً، حينما زاروا الاسكتلندي جولدن بيست، الذي أصابه مرض السرطان، وهو الذي لم يفوت حضور مباريات «الفهود» منذ نحو 15 عاماً.
وقامت جماهير الوصل بزيارة بيست في منزله، بما كان له بالغ الأثر في رفع معنوياته، خصوصاً أنه بات أحد الوجوه المألوفة دائماً على مدرجات ملعب الفريق، بحضوره أو اصطحاب أصدقائه وأبنائهم لتشجيع الوصل أيضاً، في ظاهرة إيجابية تعكس كيفية الاستفادة من ترسيخ العلاقات مع الجماهير الأجنبية المقيمة.
وأكد عبيد بن عابر، المشجع الذي كان سبباً في حضور بيست مباريات «الأصفر»، أن القيام بهذه الزيارة إنما هو نابع من محبة الجماهير للمشجع الذي أصبح وصلاوياً منذ تعرف عليه ودعاه لحضور المباريات، حيث كان يتمنى أن ينال فرصة الحضور إلى الملاعب كما هو حاله حينما زار اسكتلندا، واحتاج لمن ينصحه ويقدم له المعلومات اللازمة. وعبر بيست عن سعادته البالغة بهذه المبادرة من الجماهير، وقال: إنهم عائلتي في الإمارات، حضور مباريات كرة القدم في الملعب أمر مختلف كلياً.

5 أصدقاء يابانيين يطلقون «رابطة شيوتاني» لتشجيع «الزعيم»
أطلق 5 أصدقاء يابانيين مقيمون على أرض الدولة رابطة لتشجيع العين تحمل اسم «رابطة شيوتاني»، بهدف حضور مباريات «الزعيم» كافة، سواء التي تقام على ملعبه أو من خلال التنقل مع الفريق خارج الديار، وذلك انطلاقاً من إعجابهم بأداء الفريق عموماً، وفي إطار عشقهم للاعب شيوتاني، الذي انضم الموسم الماضي إلى العين، ويواصل اللعب في صفوفه للموسم الثاني على التوالي.
وتتراوح أعمار اليابانيين بين منتصف الثلاثينات، كما هو حال سوادا، وصولاً إلى أكبرهم واتانابي البالغ من العمر 57 عاماً، حيث يوجد كلاهما على مدرجات ستاد مكتوم بن راشد لحضور مباراة العين والنصر في الجولة الثالثة بدوري الخليج العربي.
وأوضح سوادا أنهما يقطنان في أبوظبي، حيث يعمل رفقة واتانابي في إحدى الشركات الخاصة، ويقومان رفقة بقية أصدقائهما بترتيب عملية الحضور لمباريات العين من أجل مساندة الفريق عموماً ومواطنهم شيوتاني على وجه الخصوص، وقال: لا نفوت أياً من مباريات العين على مدار الموسم، تحديداً التي تقام في العين، إلى جانب الحضور إلى دبي وبقية مناطق الدولة، حيث لا نهتم بقطع هذه المسافة الطويلة طالما نتمكن من متابعة فريقنا ولاعبنا المفضل.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©