الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جوريتش: أنا أشبه مورينيو!

جوريتش: أنا أشبه مورينيو!
9 أكتوبر 2018 00:19

عبد الله القواسمة (أبوظبي)

يحظى الكرواتي كرونسلاف جوريتش المدير الفني لبني ياس باهتمام كبير في الآونة الأخيرة، بعدما قاد فريقه لتقديم عروض جيدة فاقت التوقعات التي وضعها المراقبون، ليستقر مع «السماوي» في منتصف الترتيب «المركز السابع» وبرصيد 6 نقاط، ثلاثة منها جاءت بعد فوز تاريخي سطره الفريق على الوحدة في الجولة الرابعة بنتيجة 4-2، وهو الفوز الذي جاء بفضل النزعات التكتيكية الفريدة التي يضطلع بها هذا المدرب.
وفي حواره الحصري مع «الاتحاد» تحدث كرونسلاف في حوار شامل للمرة الأولى، ليكشف عن العديد من الرؤى الفنية التي عكست مقدار الخبرة الكبيرة التي يتمتع بها، وهو الذي سبق له قيادة دينامو زغرب الكرواتي إلى العديد من الإنجازات المحلية المهمة، قبل أن يخوض تجربة تدريبية متواضعة في المملكة العربية السعودية لبضعة أشهر أعقبها الإعلان عن قيادته بني ياس.
وكشف كرونسلاف عن الأجواء التي واكبت قدومه إلى بني ياس: «كنت أملك معلومات جيدة عن كرة القدم الإماراتية قبل قدومي إلى هنا، ومن خلال حديثي مع العديد من الزملاء الذين سبق لهم العمل في دوري الخليج العربي، مثل زلاتكو أو من الذين لا يزالون على رأس عملهم مثل زوران ماميتش مدرب العين الحالي، الآن أرى الكثير من الأمور الجيدة في الإمارات يتقدمها عملية التنظيم المحكم للبطولات، إلى جانب وجود لاعبين أجانب يتمتعون بمستويات فنية كبيرة وعدد كبير من اللاعبين المواطنين الصغار في السن».
ويقول كرونسلاف: «النقطة السلبية الوحيدة التي كنت أسمعها عن كرة الإمارات قبل قدومي تتمثل في أن اللاعبين المواطنين غير ممتثلين لطريقة اللعب الاحترافية، إلى جانب الكسل في العمل وافتقاد روح المنافسة فيما بينهم، لكنني في بني ياس رأيت العكس تماماً فجميع اللاعبين يمتازون بالانضباطية الكبيرة والرغبة الجامحة في الفوز والعطاء سواء في التدريبات أو المباريات، هذا في بني ياس أما في الأندية الأخرى، فأنا لا أعلم ماذا يحدث داخلها»، مضيفاً: «مسألة المنافسة بين اللاعبين يجب أن تكون دائمة داخل الفريق الرياضي فهي التي تصنع اللاعب الجيد، وإذا انعدمت المنافسة، فإن العملية برمتها مصيرها الفشل».
ورفض كرونسلاف أن يحيد عن الهدف الذي رسمته شركة بني ياس لكرة القدم، وهو البقاء والثبات في مصاف دوري الأضواء رغم النتائج الإيجابية التي حققها الفريق في الجولات الأولى، وقبل الخسارة من عجمان، قائلاً: «ليس من السهولة رفع سقف التطلعات، وتخطي هذا الهدف الرئيس، إذ ستكون مسيرة الفريق حينها محفوفة بالمخاطر، فتغيير الأهداف تبعاً لها ليس بالأمر المنطقي، وكرة القدم تحتاج إلى الوقت، وأكبر مثال على ذلك مورينيو عندما قدم إلى مانشستر يونايتد، فالنادي الأخير قام بصرف ما يناهز الـ300 مليون جنيه إسترليني في الموسم الأول، وهو الأمر الذي لم يغر مورينيو الذي قال على الملأ وفي أول مؤتمر صحفي له إنه لن يحقق أي شيء هذا الموسم، باختصار كرة القدم تحتاج إلى الوقت، فالعمل يكون مع أشخاص من لحم ودم وليس آلات».
وبمناسبة الحديث عن مورينيو، أكد كرونسلاف أن المدرب البرتغالي هو الأفضل في العالم رغم الظروف الصعبة التي يعيشها في الوقت الحالي، لافتاً إلى أن المدرب البرتغالي تخطى العمل المنوط به وهو التدريب، وأصبح بمثابة شخصية جدلية عالمية تثير الصخب، في حين يشعر كرونسلاف نفسه بأن شخصيته قريبة الشبه من شخصية مورينيو في العديد من الجوانب.
وعن أسباب الصعود اللافت لكرة القدم الكرواتية واحتلالها وصافة العالم قال كرونسلاف: «في كرواتيا نلحظ وجود رغبة كبيرة من قبل كافة الفئات العمرية في ممارسة الرياضة، إلى جانب وجود صراع محموم من قبل الأندية على تبني المواهب واكتشافها، وهو الأمر الذي يشمل كافة الألعاب الرياضية، إلى جانب ذلك يلحظ وجود عدد كبير من المدربين الذي يضطلعون بخبرة كبيرة وجلهم من اللاعبين المعتزلين، الذين اكتسبوا خبراتهم من خلال احترافهم مع الأندية الكبيرة على الصعيد العالمي، وهو ما أثرى اللعبة في البلاد وجعلها تصل إلى هذه المرتبة الفريدة رغم أن البنية التحتية متواضعة مقارنة مع هو متوافر هنا في الإمارات، يستثنى من ذلك طبعاً نادي دينامو زغرب».
وعما إذا كان إنجاز منتخب كرواتيا قد منحه رصيداً معنوياً كمدير فني يعمل في الخليج، قال كرونسلاف: «كرة القدم الكرواتية زاخرة بالأسماء التدريبية اللامعة، التي لم تنل لغاية الآن الفرص الكافية، وعندما أتيت إلى الخليج صدمت بالكثيرين يتساءلون من هذا المدرب، وربما إذا بذلوا بعض الجهد لعلموا أنني دربت دينامو زغرب على مدار 5 مواسم حصلت خلالها على لقب الدوري 3 مرات، إلى جانب المشاركة في دوري أبطال أوروبا مرتين، كما سبق لي الإشراف على تدريب لوكا مودريتش وماريو ماندزوكيتش وغيرهم من اللاعبين المعروفين في الوقت الحالي».
وأضاف كرونسلاف: «هناك مشكلة كبيرة في عملية استقطاب المدربين بمنطقة الخليج، وحتى في الإمارات أختصرها بعبارة قصيرة -أسماء تدريبية لامعة، تصرف عليها أموال كثيرة والمحصلة نتائج سلبية- فالاسم التدريبي الكبير وبعمر يتخطى العقد السادس عادة ما يبحث عن اللاعب الجاهز لتوظيفه، فهو لا يبذل جهداً في سبيل تنمية قدرات اللاعبين الشباب والارتقاء بها، كما لا تهمه مشاكل اللاعبين».

العين الأكثر إقناعاً بفضل «التوازن»
وصف كرونسلاف، مدرب بني ياس، العين بالفريق الأكثر إقناعاً، لكونه يضم اللاعبين المواطنين الأفضل في الدوري لغاية الآن، والذين يشكلون عماد المنتخب الوطني، حتى مع خروج عمر عبدالرحمن، وقال: «الفريق يتمتع بالتوازن ما بين المواطنين والأجانب، الأمر الذي يزيد من فرصه في المنافسة في الألقاب، في حين أن الوصل على سبيل المثال لا يملك القدرة على تقديم ما يقدمه العين؛ لأنه يفتقد لهذا التوازن بين العناصر التي تكمل بعضها بعضاً لتشكيل فريق قوي ينافس في البطولات».

نجم مونديالي وقائد فني فذ
يملك الكرواتي كرونسلاف جوريتش سيرة ذاتية نموذجية، وقد شارك منتخب بلاده في مونديال 1998، التي حصد فيها الكرواتي المركز الثالث كأول إنجاز لهذه الدولة التي لا يتخطى عدد سكانها الخمسة ملايين نسمة.
وكان كرونسلاف يحتل عادة موقع لاعب الارتكاز، وهو المركز الذي يتطلب من اللاعب حضوراً ذهنياً فريداً، الأمر الذي انعكس على حضوره الخططي كمدرب، بعدما اعتزل اللعب عام 2004، فيما تشير حياته الرياضية إلى احترافه مع سبعة أندية، تقدمها ناديه الأم دينامو زغرب، ثم أندية أنتر زابرشيتش، استرا، ثم نادي بيفارن البلجيكي فتورينو وسامبدوريا الإيطاليين، لينهي حياته الرياضية كلاعب مع نادي سلافن الكرواتي.
واستهل كرونسلاف مسيرته التدريبية مع بولا ستارو الكرواتي موسم 2005 - 2006 ليتنقل بين عدد من الأندية، أبرزها دينامو زغرب الذي قاده إلى الفوز بلقب الدوري الكرواتي 3 مرات مواسم 2008 - 2009، و2009- 2010 و2012 - 2013، إلى جانب الفوز بلقب كأس كرواتيا موسم 2008 - 2009.
وانطلقت مسيرة كرونسلاف الخليجية بدءاً من السعودية كمدرب لمنتخبات الفئات العمرية في عام 2017، حيث قاد المنتخب السعودي الرديف الذي شارك في بطولة كأس الخليج الأخيرة، قبل أن ينتقل لتدريب النصر خلال العام الحالي، ولمدة قصيرة لم تتجاوز الثلاثة أشهر.

دعوة زاكيروني إلى الاهتمام باللاعبين الصاعدين
في رده على تساؤل عن النصيحة التي يوجهها إلى المنتخب الوطني قبيل المشاركة في نهائيات كأس آسيا، ظل كرونسلاف يؤكد احترامه الكبير لخبرات المدير الفني الإيطالي زاكيروني، داعياً إياه إلى الوقوف على العناصر الواعدة التي تزخر بها صفوف الأندية في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن الوقت الذي يفصل المنتخب عن كأس آسيا قصير، وأنه ربما يكون من الصعوبة إحداث تغيير كبير في تشكيلة المنتخب، لكن لا بد من حدوث ذلك بعد النهائيات، حيث سيكون هناك مجال جيد لإتاحة الفرصة أمام هؤلاء اللاعبين لإبراز مواهبهم.

خسارة واحدة من 7 مواجهات
قاد كرونسلاف جوريتش بني ياس في 7 مواجهات رسمية الموسم الحالي، توزعت على بطولتي دوري الخليج العربي وكأس الخليج العربي، حيث نجح في تحقيق الفوز في مباراتين وتعادل في أربع وخسر واحدة فقط.
خسارة بني ياس الوحيدة، جاءت أمام عجمان في الجولة الخامسة لبطولة الدوري، وبنتيجة 1-2، في حين أن الانتصار الأثمن للفريق في الموسم الحالي لغاية الآن، جاء في ذات البطولة وعلى حساب الوحدة بنتيجة 4-2.
وأحرز «السماوي» تحت قيادة جوريتش 13 هدفاً في كلتا المسابقتين، فيما تلقت شباكه 9 أهداف.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©