السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

راحوا الطيبين-2

4 أغسطس 2014 23:00
يقول «كلايتون كريس» المحاضر في جامعة هارفارد الشهيرة وصاحب كتاب «الحلول المبتكرة»، والذي وضع للمخابرات الأميركية التوقعات الواجب الاستعداد لها خلال الخمسين عاماً القادمة، إن أسلوب الحكومات التي تعتبر تأمين الحدود الخارجية على الطريقة العربية (بندقيتين ودبابة ومدفع قراصنة) لم يعد هو الهدف، حيث يجب أن تستعد الحكومات الذكية بتكنولوجيا متطورة لمواجهة أي حرب إلكترونية. وبعض الدول العربية لا تزال تشتري أسلحة ودبابات ستتعطل عند أول مواجهة مع «العدو الشقيق»، بسبب الفيروسات التي سوف يرسلها العدو إلى تلك الدبابات والطائرات لمنعها من الهجوم، ويمكن أن تستخدم ضد الدول التي اشترتها، إنها حرب لا تزال لها صبغة (البلاي ستيشن)، لكنها آتية لا ريب في ذلك. والاستعدادات لا تكتفي بالتحضير لصد هجوم القراصنة على برامج محطات كهربائية أو نووية أو على بنوك وبورصات - كما كنا نسمع سابقاً - بل المواقع الأكثر حماية اليوم وهي المواقع والأهداف العسكرية البحرية مثل الغواصات والفرقاطات، والصواريخ التي يمكن للقراصنة أن يتمكنوا من الدخول على برمجتها لحرف مسارها ولو سنتيمترات صغيرة لتغيير مجرى أي حرب يمكن أن تحدث. كل هذا يبدو خيالاً علمياً للمواطن العربي، الذي يعيش معزول الفكر رغم مشاركاته الإنترنتية بالعالم الإباحي. وأثناء ذلك تسعى «آبل» لابتكار ساعة بمقدورها التنبؤ بالنوبات القلبية قبل حدوثها، وسيارات تعمل على بطاريات ليثيوم. لكن الأهم من هذا وذاك هو الكشف الأميركي عن الاهتمام المتزايد بتطوير طرق (خوارزمية) تتبع المناهج الحسابية الذكية للكشف المبكر عن البلدان المهيأة لاندلاع ثورات. وهناك تقرير يظهر بشكل منتظم من قبل مختبر جامعة «دوك» الأميركية المختص بـ«التنبؤ بالنزاعات» يستطيع توقع الاضطرابات بنسبة تصل إلى أكثر من 89%، وتشير الإحصاءات إلى أن المخبرين العاملين مع لـ«سي آي إيه» كانت صدقيتهم لا تزيد على 60%، أما المعطيات التي يتم تحليلها معلوماتياً وفق المنهاج الجديد للتنبؤ، فإن صدقيتها حين طبقت على 29 دولة آسيوية وصلت إلى 80%. وهو ما يستدعي النظر إلى السياسات الخارجية الأميركية بطريقة تختلف عن الأسلوب الساذج الذي يتبعه المحللون العرب (خبراء الفضائيات العربية)، وهم يمتلكون الهزيل من المعطيات بنظام (يقولون وواحد خبرني)، مقارنة بمراكز متخصصة يعتمد عليها استراتيجيو الدول الكبرى. هكذا نفهم أننا كعرب أشبه بعميان بين مبصرين، وأن زوكربيرغ حين يستعير ذراعاً من «واتس أب»، وعينا من «إنستجرام»، فهو يستزيد. . معرفة. . بالمعنى العالمي للكلمة، تماماً كما دولته المزودة بآلاف وربما الملايين من العيون والآذان الإلكترونية التي تمكنها من التخطيط والتحليل والتعامل مع ما لم يأت بعد. . وسلم لي على هاتف «نوكيا الكيت كات القديم» فقد «راحوا الطيبين». خليفة الرميثي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©