طالبت الصين الولايات المتحدة بعدم جعل اليوان كبش فداء لمشاكلها الداخلية، في الوقت الذي حذر فيه المدير العام لمنظمة التجارة الدولية باسكال لامي من عودة الحمائية التجارية بسبب التوترات المتزايدة بشأن العملات.
وقال متحدث باسم وزارة التجارية الصينية أمس إنه ينبغي للولايات المتحدة ألا تجعل اليوان كبش فداء لمشاكلها الداخلية. ومتحدثاً قبل مواجهة الولايات المتحدة قراراً بشأن هل تصف رسمياً الصين بأنها تتلاعب بالعملة، قال ياو جيان إن من غير الانصاف انتقاد سعر صرف اليوان بالاشارة فقط إلى الفائض التجاري للصين. وأضاف المتحدث الصيني أن الصين دولة تتصرف بمسؤولية وستمضي قدماً في إصلاح العملة على اساس ظروفها المحلية.
ومن ناحية أخرى، قال تشو شياو تشوان محافظ البنك المركزي الصيني إن الصين ستسمح لليوان بالتحرك في إطار نطاقات التداول الحالية. وفي مقال نشر في مجلة "تشاينا فاينانس"، التي يصدرها بنك الشعب الصيني (البنك المركزي)، جدد تشو سياسة الصين القائمة منذ فترة طويلة للإبقاء على اليوان مستقراً بشكل أساسي.
من جانبه، حذر المدير العام لمنظمة التجارة العالمية صانعي السياسات من أن التوترات المتزايدة بشأن العملات قد ينتج عنها عودة إلى الحمائية التجارية على غرار تلك التي حدثت في ثلاثينيات القرن الماضي. وفي مقابلة مع صحيفة "الجارديان" البريطانية، قال باسكال لامي إنه مع سعي الحكومات إلى تعزيز النمو عن طريق التلاعب بأسعار صرف عملاتها، فإن الخطوة التالية ستكون إقامة حواجز من التعريفات الجمركية. وأضاف "منذ عامين ونحن نعيش في هذه الاجواء". وأبلغ لامي الصحيفة أن حرباً للعملات والحمائية التجارية هما المشكلتان الوحيدتان اللتان لم تواجها الاقتصاد العالمي أثناء الأزمة على مدى الأعوام الثلاثة الماضية. وحذر من أن العزوف عن استخدام اجراءات حمائية هو الآن موضع اختبار، قائلاً إنه ينبغي للدول أن تتفادى الانزلاق إلي سلسلة من الاجراءات الحمائية الانتقامية التي ستكون لها آثار سلبية متزايدة.
وفي مدريد، قال خوسيه مانويل جونزاليس بارامو عضو مجلس البنك المركزي الأوروبي إنه ليس هناك حرب عملات دولية، وحث الأسواق الناشئة مثل الصين على انتهاج أسلوب أكثر مرونة فيما يتعلق بالعملة. وقال في حديث مع محطة تلفزيون اسبانية "أعتقد أن فكرة حرب عملات فكرة مؤسفة وليس هناك حرب عملات... هناك حوار دائم بين السلطات في الدول الرئيسية في العالم سواء الناشئة أو المتقدمة". وقال إن العملات يجب أن تعكس الاساسيات الحقيقية للاقتصاد ويجب عدم التلاعب بها. وأضاف "الأسواق الناشئة ذات الفوائض ومنها الصين يجب أن تنتهج أسلوباً مرناً فيما يتعلق بعملاتها".
إلى ذلك، قال متحدث باسم الحكومة الألمانية إن أسعار الصرف من الموضوعات المدرجة على جدول أعمال زعماء المانيا وفرنسا وروسيا الذين سيجتمعون الأسبوع الحالي. ومن المقرر ان تجتمع المستشارة الألمانية انجيلا ميركل مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف في مدينة دوفيل الفرنسية يومي 18 و19 أكتوبر الجاري. وأضاف المتحدث الألماني ستيفين شيبرت أن ساركوزي أوضح أن أسعار الصرف تحتاج للبحث. وقال المتحدث للصحفيين "لذلك يمكن افتراض أن هذا سيكون من بين الموضوعات التي ستجري مناقشتها".
عدد اليوم
