الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القتلى الإسرائيليون.. وفاتورة الحرب!

القتلى الإسرائيليون.. وفاتورة الحرب!
4 أغسطس 2014 22:40
تكررت المراسم الجنائزية 63 مرة في أنحاء المدن الإسرائيلية خلال الأسابيع القليلة الماضية وحتى الساعات الأولى من صباح يوم الأحد عندما تأكد مقتل جندي كان الجيش يعتقد أن حركة «حماس» اختطفته أثناء الهجوم البري الذي تشنه إسرائيل على قطاع غزة. ولكن على رغم ارتفاع أعداد القتلى في صفوف الجنود الإسرائيليين بمعايير الحرب الإسرائيلية الحديثة، إلا أن هذه الحصيلة لم تثر الانتقادات المتوقعة التي شهدتها الهجمات الإسرائيلية السابقة على المدن الفلسطينية. وبدلاً من ذلك، يقول أنصار نتنياهو إنه قد بات هناك ما يشبه اتفاقاً شعبياً واسع النطاق على أن هؤلاء القتلى ثمنٌ لابد من دفعه والتضحية به في مواجهة حركة «حماس». وفي هذا السياق أكد «ياغيل ليفي»، الأستاذ في الجامعة المفتوحة الإسرائيلية الذي يدرس علاقة الجيش مع المجتمع، أن «حكومة نتنياهو تحاول بكل الوسائل إقناع الإسرائيليين بأن هناك تهديداً حقيقياً ناجماً عن الأنفاق التي يتم حفرها تحت قطاع غزة، وأن الطريقة المثلى للتعامل مع هذه الأنفاق هي إرسال قوات عسكرية في هجوم بري، وأنه ستكون هناك تكلفة لا يمكن تفاديها ناجمة عن هذه الحملة العسكرية». ولا تزال خسائر الصراع الحالي أكثر في صفوف الفلسطينيين، حيث استشهد ما يربو على 1800 فلسطيني، غالبيتهم من المدنيين وبينهم ما يربو على 354 طفلاً وكثير من النساء، حسب أحدث تقديرات الأمم المتحدة الصادرة يوم الأحد الماضي، وهو ما يظهر المعاناة الباهظة المترتبة على العدوان الإسرائيلي على القطاع. وعلى النقيض، فإن الغالبية العظمى من القتلى الإسرائيليين عسكريون، إذ لم يُقتل سوى ثلاثة مدنيين نتيجة إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، على رغم أن حركة «حماس» والجماعات الإسلامية الأخرى المتحالفة معها أطلقت ما يزيد على ثلاثة آلاف صاروخ وقذيفة سقط بعضها على تل أبيب، ومدينة القدس المحتلة. ويزعم جيش الاحتلال أن نظام «القبة الحديدية» المضاد للصواريخ قد نجح في اعتراض معظم التهديد الذي تمثله صواريخ «حماس». غير أن إسرائيل اعتبرت أن تدمير شبكة الأنفاق الواسعة التي تم حفرها تحت رمال قطاع غزة وجنوب إسرائيل، قد تطلب من قوات الدفاع الإسرائيلية شن هجوم بريّ خلال الشهر الماضي. وتعتبر خسائر عدد القتلى في صفوف القوات الإسرائيلية هي الأعلى منذ حرب عام 2006 في جنوب لبنان، عندما قتل أكثر من 119 جندياً. ولكن من اللافت الآن بالمقارنة مع ذلك الصراع، الذي أسفر عن انتقادات شديدة داخل إسرائيل حول ما إذا كانت الحكومة سفكت دماء جنودها عبثاً، أن الانتقادات في هذه المرة قد تكون أقل نسبياً، على رغم حقيقة بدء الهجوم العسكري منذ أكثر من شهر من دون نتيجة حاسمة أو دلالة على أن حركة «حماس» مستعدة للرضوخ والاستسلام. وفي هذا السياق أكد «ياغيل ليفي» أن غياب الاعتراضات والانتقادات اللاذعة بسبب حصيلة القتلى المرتفعة في الحرب الحالية ربما يرجع بصورة جزئية إلى أن جيش الاحتلال اعتمد بصورة ذاتية أسلوباً أكثر انتقائية خلال السنوات الأخيرة، فعلى الرغم من أن القوات الإسرائيلية لا تزال ملتزمة بمبدأ أداء جميع الإسرائيليين الخدمة الإجبارية، إلا أنها أصبحت تسمح للجنود بالتطوع بأنفسهم في المعارك على الجبهة، مضيفاً: «بات بمقدور الجنود اختيار المواجهة في الصفوف الأمامية، ومن ثم تراجعت الانتقادات الشعبية عندما يتعرض بعض هؤلاء الجنود للقتل». وبدوره أشار «أموتز آسائيل»، وهو زميل بمعهد «هارتمان» للدراسات والأبحاث، إلى أن تحمل الإسرائيليين للخسائر له علاقة أيضاً بطبيعة ما يعتقدون أنه تهديد شديد يمثله مقاتلو حركة «حماس» والفصائل الأخرى المسلحة في قطاع غزة، زاعماً أن الصواريخ والأنفاق تمثل «تهديداً مباشراً» على المجتمع الإسرائيلي، وقد أضحى جميع الإسرائيليين هدفاً للهجمات في ضوء تطور أساليب المقاتلين الفلسطينيين. وقد أصيب الإسرائيليون بالرعب خصوصاً بعد اكتشاف الأنفاق وساد خوف واسع من أن يخرج مقاتلو «حماس» فجأة من بين الرمال لأخذ أسرى والعودة بهم إلى قطاع غزة. وخلال الأيام القليلة الماضية، نشر الإسرائيليون على نحو واسع النطاق إشاعة أن مئات من مقاتلي «حماس» يخططون لاستخدام الأنفاق من أجل تنفيذ هجوم جماعي أثناء العطلات اليهودية. وفي غضون ذلك، زعم الجيش الإسرائيلي يوم الأحد الماضي أن كافة الأنفاق المعروفة تم هدمها، وأنه قد تم سحب غالبية القوات من قطاع غزة، ولكن على رغم ذلك لا تزال هناك خسائر متواصلة في صفوف الإسرائيليين في مؤشر على فاتورة الحرب الصعبة. وكانت تقارير إخبارية أكدت يوم الجمعة الماضي مقتل اثنين من الجنود الإسرائيليين. وكان من المعتقد أن ملازماً ثالثاً يدع «هادار جولدين» قد تم اختطافه بعد تعرض أفراد مجموعته لهجوم أثناء محاولتهم تدمير نفق بالقرب من مدينة رفح جنوب قطاع غزة. وظل مصيره غير مؤكد حتى الساعة الثانية من صباح يوم الأحد، عندما أخبر الجيش أسرته بمقتله، لتشرع في جنازته بمدافن جيش الاحتلال في مدينة «كفر سابا» بعد ظهر يوم الأحد. . كما قتل أيضاً خمسة جنود آخرون الأسبوع الماضي عندما استخدم مقاتلو حركة «حماس» أحد الأنفاق في التسلل إلى إسرائيل. يُنشر بترتيب خاص مع «خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©