أكد معالي محمد بن ظاعن الهاملي وزير الطاقة أن دولة الإمارات ملتزمة بالاستخدام الأمثل لأوجه الطاقة المتعددة وإتباع سياسة حكيمة إزاء استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، مشيراً إلى أن الإمارات تتبنى خيار الطاقة النووية السلمية بما يسمح لها بزيادة نسبة الطاقة الأحفورية المخصصة للتصدير.
جاء ذلك خلال جلسة مباحثات رسمية عقدت في هلسنكي أمس بين وفد دولة الإمارات برئاسة معالي محمد بن ظاعن الهاملي ومعالي مورين بيكارينين وزير الشؤون الاقتصادية في جمهورية فنلندا.
وتركزت المباحثات حول تطوير وتعزيز علاقات التعاون بين دولة الإمارات وفنلندا في مختلف مجالات الطاقة والصناعات المرتبطة بها وإمكانية توظيف استثمارات مشتركة في مجال الطاقة والاستفادة من الخبرات التي تتوافر للبلدين في هذه المجالات.
وأعرب معالي وزير الطاقة في بداية الجلسة عن تقديره وشكره للدعوة التي وجهها إليه معالي وزير الشؤون الاقتصادية الفنلندي لزيارة بلاده والاطلاع على التقدم الذي أحرزته فنلندا في مختلف المجالات الصناعية وخصوصا في مجال الطاقة مؤكدا أن هذه الزيارة ستساهم في تطوير وتعزيز العلاقات المشتركة بين البلدين.
وقال الهاملي إن دولة الإمارات وفنلندا تربطهما علاقات صداقة ومصالح مشتركة في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية وهما ملتزمتان بالاستخدام الأمثل لأوجه الطاقة المتعددة وإتباع سياسة حكيمة إزاء استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، مؤكدا أن الإمارات تتبنى خيار الطاقة النووية السلمية بما يسمح لها بزيادة نسبة الطاقة الأحفورية المخصصة للتصدير.
وأضاف الهاملي أن دولة الإمارات تشهد اقتصاداً متناميا، الأمر الذي يتطلب استهلاك المزيد من الطاقة، لافتا إلى أن معدل الاستهلاك السنوي لدولة الإمارات من الطاقة ومن الكهرباء خصوصا سيتضاعف بحلول عام 2020.
و قال “إنه ليس خافيا وجود تنافس متزايد بين مصادر الطاقة المتعددة وكان لا بد لنا من اختيار ما هو صالح لإنتاج النفط و الغاز في بلدنا سواء للاستهلاك المحلي أو التصدير الخارجي والبحث عن وسائل بديلة تساهم في توليد الطاقة الكهربائية وتحلية المياه وكان التوجه إلى استخدام الطاقة النووية السلمية باعتباره أفضل الخيارات “.
وأشار الهاملي في هذا الصدد إلى أن مؤسسة الإمارات للطاقة النووية في الدولة طرحت العام الماضي مناقصة لبناء أربع وحدات لإنتاج الطاقة الكهربائية باستخدام الطاقة النووية السلمية وبمعدل 400ر1 ميغاوات لكل وحدة، مؤكدا أن ذلك يشير إلى نهج الإمارات لتوليد الطاقة النظيفة و استخدامها لصالح الاقتصاد بما يتماشى مع قوانين الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأكد معالي محمد بن ظاعن الهاملي أن الإمارات بدأت تنفيذ مشاريع وبرامج مدنية لاستخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية وستظهر أولى نتائج هذه المشاريع في عام 2017 لتحقيق هدفنا بتوفير 25 بالمائة من احتياجاتنا من الطاقة الكهربائية.
وقال إن” برامجنا لاستخدام الطاقة النووية تتيح للدول الصديقة كفنلندا التي تربطنا بها علاقات تجارية مهمة استغلال الفرص الاستثمارية المتاحة في هذا الجانب في دولة الإمارات. “
وأكد وزير الطاقة أهمية تحقيق التوازن في استخدام مصادر الطاقة المختلفة، مشيرا إلى أن دولة الإمارات تعبر رائدة في مجال البحث عن الطاقة المستقبلية المستدامة.
ولفت معالي الوزير إلى أن شركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر” أطلقت مبادرات عدة تصل تكلفتها إلى مليارات الدولارات لبناء مشاريع استخدام الطاقة المتجددة، مؤكدا أن “ مصدر” وضعت أسسا للتعاون مع دول العالم كافة والمجتمعات البشرية من أجل إيجاد حلول للمشاكل التي تعترض البشرية مثل ضمان أمن الطاقة والتغيير المناخي والتنمية المستدامة.
وأشار الهاملي إلى وجود العديد من الفرص الاستثمارية المتاحة أمام فنلندا في المساهمة في المشاريع التي تنفذها “مصدر” وتتركز حول بناء مدينة خالية من الكربون في أبوظبي والتي حظيت مؤخرا باستضافة المنظمة الدولية للطاقة المتجددة “إرينا”. ونوه معالي وزير الطاقة بالدور الذي لعبته فنلندا لدعم ترشيح الإمارات لاستضافة مقر “إرينا” وقال: إننا نثمن عاليا مبادرة فنلندا للانضمام والتوقيع على الاتفاقية الدولية للطاقة المتجددة.
بدوره رحب معالي وزير الشؤون الاقتصادية الفنلندي مورين بيكارينين بزيارة معالي وزير الطاقة والوفد المرافق له إلى فنلندا مؤكدا أن هذه الزيارة ستساهم في تطوير وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين.
وقدم الوزير الفنلندي عرضا لواقع صناعة الطاقة في بلاده وخططها للتوسع المستقبلي في هذا المجال والمشاريع المطروحة للاستثمار في مجالات الطاقة المتجددة في فنلندا.
وأعرب عن إعجابه بما حققته دولة الإمارات في مجال صناعة النفط والغاز والطاقة المتجددة، مشيراً إلى أنه لمس خلال زيارته الأخيرة العام الماضي إلى دولة الإمارات مدى التقدم الذي أحرزته في هذا المجال وخصوصا فيما يتعلق ببناء مدينة مصدر، الأمر الذي يؤكد التزام الإمارات لاستخدام الطاقة النظيفة وصولا إلى التنمية المستدامة.
وقال إن تجربة الإمارات في هذا الصدد تمثل نموذجا يحتذى به لكثير من دول العالم.
واتفق الجانبان خلال المباحثات على مواصلة اللقاءات والزيارة المتبادلة على مستوى الشركات والمؤسسات المتخصصة في البلدين لتحقيق المزيد من التعاون المشترك بينهما في مجالات الطاقة المختلفة.
كما عقد الجانبان الإماراتي والفنلندي طاولة مستديرة شارك فيها ممثلو الشركات الإماراتية المشاركة في وفد الدولة، وممثلون عن مختلف الشركات الفنلندية العاملة في مجال صناعة النفط والغاز والطاقة النووية والطاقة المتجددة.
وقدم ممثلو الشركات في البلدين مجالات عمل هذه الشركات وخططها المستقبلية للتوسع في إنتاج وتوليد الطاقة بما يلبي احتياجات النمو الاقتصادي مؤكدين على أهمية الاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة في البلدين.
وأشار الجانب الفنلندي في هذا الصدد إلى أن دولة الإمارات وفنلندا يرتبطان بعدد من الاتفاقيات الرامية إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والصناعي والعلمي وحماية وضمان الاستثمار ومنع الازدواج الضريبي، إضافة إلى أن البلدين عضوان في منظمة التجارة العالمية، الأمر الذي يمثل أساسا وركيزة قوية للعلاقات الاقتصادية بين البلدين وخصوصا تنقل الشركات وتبادل الاستثمارات بين البلدين.
كما أبدى الجانب الفنلندي اهتمامه بمشاريع الطاقة المتجددة والمشاريع البيئية التي تنفذها دولة الإمارات، مؤكدا أن ما يتوافر لدى البلدين من خبرات واسعة في مجال الطاقة المتعددة يسمح لهما لبناء علاقات متطورة في هذا المجال.
كما التقى معالي وزير الطاقة والوفد المرافق مع عدد من رؤساء ومديري الشركات النفطية وشركات التكرير والطاقة النووية والطاقة المتجددة الفنلندية واستمع منهم إلى شرح عن الدور الذي تقوم به هذه الشركات في تأمين الطاقة لفنلندا، مشيرين إلى أن فنلندا تمتلك خمس محطات للطاقة النووية وتستورد النفط والغاز من الدول المجاورة، وتأمل في توسيع دائرة علاقاتها في مجال الطاقة مع الدول الأخرى.
وكان معالي وزير الطاقة وصل إلى هلسنكي ليل الخميس في زيارة رسمية إلى فلندا تلبية لدعوة من معالي وزير الشؤون الاقتصادية في جمهورية فنلندا.
وكان في استقبال معاليه عدد من المسؤولين الفنلنديين سعادة الشيخة نجلاء محمد سالم القاسمي سفيرة الدولة لدى مملكة السويد وسفيرة غير مقيمة لدى جمهورية فنلندا وسعادة ماتي لاسيلا سفير فنلندا لدى الدولة.
وضم الوفد المرافق لمعالي الوزير ممثلين عن الهيئة الاتحادية للكهرباء ومؤسسات الإمارات للطاقة النووية وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر” و شركة الاستثمارات الدولية “أيبيك” وشركة “ادناتكو” و “انجاسكو” .
وحضر جلسة المباحثات سعادة السفيرة وأعضاء الوفد المرافق لمعالي الوزير وسعادة السفير الفنلندي وأعضاء الوفد الفنلندي.
عدد اليوم
