الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مهرجان دبي لمسرح الشباب من النص إلى الخشبة

مهرجان دبي لمسرح الشباب من النص إلى الخشبة
15 أكتوبر 2010 21:11
شكلت الدورة الرابعة من مهرجان دبي لمسرح الشباب الذي نظمته هيئة دبي للثقافة والفنون خلال الفترة من الأول وحتى العاشر من الشهر الجاري، فرصة للنظر إلى هذا المهرجان من زوايا عدة، حيث يمكن الحديث هنا عن عناصر أساسية في التنظيم والإدارة والتحضيرات، كما يجدر التوقف عند عدد من الملاحظات حول عناصر العرض المسرحي، كما ظهرت في عروض المهرجان الثمانية، وخصوصا على صعيد النص والإخراج والمؤثرات الصوتية والضوئية، وأخيرا الندوة الفكرية والندوات التطبيقية التي ناقشت العروض. نبدأ من الأمور التنظيمية لنقول إن منظمي المهرجان قد نجحوا إلى حد بعيد في عملهم، وباستثناء بعض التأخير في مواعيد العرض، فقد كان المنظمون حاضرين في كل صغيرة وكبيرة، يسهلون ما قد يصعب على المشاركين والمتابعين، ويخلقون أجواء ملائمة لحركة وعمل الجميع، وهذا جانب مهم ولا بد منه لنجاح أي مهرجان. وفي إطار التحضيرات للمهرجان، يبدو أنها لم تكن على المستوى المطلوب، ففي مجال تحضيرات الفرق المسرحية ثمة فرق شكت من ضيق الوقت المتاح أمامها لإنجاز عملها، وفي مجال الندوة الفكرية التي أقيمت ضمن المهرجان واشتملت على ثلاثة محاور، اشتكى البعض من المشاركين في الندوة بأنه لم يأخذ الوقت الكافي لتحضير ورقة متخصصة في المحور الذي سيتكلم فيه، فجاءت بعض الأوراق لتعرض أفكارها بصورة عامة، أو أن بعضها مادته جيدة لكنها لا تدخل في صلب المحور المطلوب. وهنا أشار عمر غباش مثلا إلى غياب الفنانين الشباب عن هذه الندوات التي تم تنظيمها من أجلهم في الأصل. وبالتوقف عند الندوات التطبيقية التي تابعنا بعضها، استمعنا إلى شهادات حولها عموما، فقد كانت هناك شكوى من قبل بعض المشاركين في هذه الندوات بسبب ضيق صدور أعضاء فريق المسرحية أمام النقد الموجه إلى مسرحيتهم، وتحدث أحد أعضاء لجنة التحكيم عن ظاهرة “نفخ” بعض المواهب الشابة، إلى درجة تعتقد معها هذه المواهب أنها حققت الغاية المطلوبة، فلا تعود تعمل على تطوير نفسها. وكان من اللافت فعلا الحضور اليومي لعدد غير قليل من الفنانين المخضرمين، ممن تابعوا باهتمام عروض المهرجان وندواته، وشاركوا بفاعلية وصدق عبر الحوارات الجادة وإبداء الرأي حول العروض بتفاصيلها، ما خلق فرصة ثمينة لحوار الأجيال المسرحية، وإمكانية التواصل وتبادل وجهات النظر حول الكثير من القضايا التي تخص المسرحيين. وبالوصول إلى العروض نفسها، وقبل أن نتحدث عنها بشيء من التفصيل، نشير ابتداء إلى النصوص بوصفها الأساس الذي يقوم عليه العرض، فرغم أن ثمة نصوصا تمتلك إمكانيات معقولة، إلا أن المستوى العام للنصوص لا يرقى إلى المستوى المطلوب، فهناك عيوب وثغرات في كل من النصوص المشاركة، وهنا تنبغي الإشارة إلى أن تركيز غالبية النصوص على البيئة المحلية جاء من حيث الوعي أقل من المطلوب، وفي هذا المجال جرى الحديث عن عدم قدرة الفنانين الشباب على فهم الكيفية التي يمكن أن يستفيدوا بها من البيئة ومن الموروث الشعبي وغيره من العناصر المحلية. أما على مستوى العروض فافتقد معظمها الرؤية الواضحة لقضيته، فكان البعض يدور في دائرة معتمة، أو يطرح قضية كبرى بنص متواضع ومحاولة التغطية عليه بالعناصر الفنية المبهرة، ما يجعلها فقيرة رغم الجهود الكبيرة التي تبدو مبذولة فيها، الأمر الذي يدفع للتساؤل عن لجان اختيار النصوص وعروضها، والمعايير التي تقف وراء هذا الاختيار، واقتراح إقامة ندوة في ختام المهرجان لتقديم تقويم شامل للمهرجان، ونقاط الضعف والقوة فيه، من أجل دورة مقبلة للمهرجان أقل عثرات وأكثر تعافياً.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©