«الكرك» «من ذاقه ما صبر عنه»

عندما تمر من أمام أي مطعم أو مقهى فأول ما يلفت انتباهك زحام السيارات والعدد الكبير من الناس صغاراً وكباراً وحتى النساء! وحينما تقترب أكثر من باب الفضول لمعرفة سبب هذا التجمهر في هذا الوقت بالذات من العصر وحتى وقت منتصف الليل في أحيان كثيرة وفي هذا المكان بالتحديد، تكتشف السبب والدافع لهذا التجمع والازدحام: ان شاي الكرك يباع هنا. تفصيل يومي شاي «الكرك» هذا المشروب الذي «من ذاقه ما صبر عنه» كما يؤكد الجميع، أصبح له جماهير من مواطني الدولة خاصة والعرب والسياح عامة فمن أجل أن تحصل على كوب من الشاي لابد أن تنتظر دورك وقد يمتد لدقائق إلى أن تحصل عليه مقابل درهم وقد يصل في بعض الأماكن الأخرى المرموقة الى درهمين أو ثلاثة، وقد بات رمزاً من رموز الحياة الاجتماعية وتفصيلاً يومياً وله آداب خاصة لشربه. يقول سالم محمد: «من آداب شراء «الكرك» أن توقف السيارة في وسط الطريق أمام باب الكافتيريا، وتطلب من النادل كمية الأكواب المطلوبة عن طريق التأشير بالأصابع من دون أن تنزل من السيارة، ليقوم النادل بتوصيل صينية الكرك، فتأخذ الكؤوس وتضع فيها المقابل الذي كان لا يتجاوز نصف درهم للكوب الواحد، إلا أنه تضاعف في الفترة الأخيرة بفعل الإقبال الكبير من جميع عشاقه. والطريف أننا نترك أحياناً إكرامية تتجاوز أضعاف سعر كوب الشاي». فرادة النكهة إن كان سالم يعشق شرب شاي الكرك فإن هناك الكثير من محبيه يشربونه يومياً لما له من مذاق خاص، لذلك لا عجب حين نرى هذا المشروب الهندي الأصل يدخل كل بيت، ويتربع على عرش العديد من المشروبات الساخنة التي تقدم للضيوف في المنزل وخارجه. ولا عجب قبل الذهاب إلى الدوام أو المدرسة أن يقبل الكثير من متذوقيه على شربه «لتعديل المزاج». ومثلما لشربه تكلفة فإن صنعه وتحضيره أيضاً يحتاج لمهارة وحرفية في التذوق. يقول عن ذلك حيدر راميش (يعمل في محل لبيع الكرك بالشارقة): «إن هذا النوع من الشاي يحتاج لصبر حتى يجهـز وهو عبارة عن شاي يتم غليه لدرجة عالية ثم يتم وضع الحليب كامل الدسم أو غير كامل الدسم عليه وغليه أيضاً، ويجب أن تكون المقادير متوازنة وإلا فقد فرادة نكهته». يضيف: «يشرب الكرك ساخناً سواء كان في كوب زجاجي أو من البلاستيك. وكثر من الزبائن لا يكتفون باحتساء كوب واحد، ويطلبون أكثر من كوب خلال دقائق معدودة». هل تعلم؟ أن «كرك» هي كلمة هندية في الأساس تعني: الجامد أو المضاعف. كناية عن الشاي الثقيل وهو لفظ بلغة «الأوردو». كما أنه من أشهر أماكن صنع «الكرك» في العالم مقاطعة البنجاب الهندية ويكثر شربه حتى في الطرقات ومحطات القطارات. ومن طقوسه القديمة أن يشرب الكرك في كأس من فخار، حيث يضفي الفخار نكهة وطعماً مميزين عليه وبعد الانتهاء من الشرب يكسر الكأس بضربه في الجدار!