بيروت - ''الاتحاد'':تصطف السيارات في طابور طويل امام محطات الوقود بعد ان لاحت في الافق بوادر فقدان للوقود قبل العاشر من الشهر الجاري حيث سيصل الاحتياط من هذه المادة الى حده الادنى في وقت تفرض فيه البحرية الاسرائيلية حصاراً محكماً على طول الشاطئ اللبناني مما يحول دون وصول ''الفيول'' والمشتقات النفطية الى لبنان·
كما ان الطرق المقطوعة بين لبنان وسوريا ستحول دون امكانية استيراد هذه المادة من البلد المجاور· انها ازمة محروقات حقيقية، اعادت المشهد الى ما كان عليه خلال سنوات الحرب او خلال الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام ·1982
وفي ظل اجواء كهذه فإن الازمة تنعكس على اكثر من مستوى منها انعدام وسائل النقل العام والخاص وغلاء اسعار المادة حيث تنشط السوق السوداء وهو ما بدأت تعيشه مناطق كثيرة حيث وصل سعر عشرين ليتراً من المادة الى حوالي اربعين الف ليرة لبنانية اي ما يوازي 28 دولاراً وربما بمواصفات غير كاملة للمادة·
شيء من الاذلال يعيشه المنتظرون امام محطات الوقود، انه الانتظار المر والصعب والابتزاز العلني، لكن للضرورة احكام خاصة عند اولئك الذين تفرض عليهم وقائع الحرب الانتقال الى اماكن آمنة·
ويتحكم بعض اصحاب المحطات مع غياب الرقابة في تحديد سعر المادة وايضاً في الكميات التي تباع· فثمة محطات لا تبيع الا بحدود العشرين ليتراً للسيارة الواحدة·وكما في كل حرب، يعمد بعض اللبنانيين الى شراء جالونات لتخزين هذه المادة في البيوت من اجل استخدامها عند الحاجة·والملاحظ ان حركة السيارات بدأت تخف فعلاً في العاصمة والمناطق ليس بفعل الغارات فقط بل ايضاً بفعل عدم وجود المشتقات النفطية والتي بدأت تنعكس ايضاً على المؤسسات والمستشفيات وغيرها حيث أطلقت مستشفيات بيروت نداءات عاجلة من اجل تأمين المشتقات النفطية لان احتياطي هذه المستشفيات قد نفد وان هذا سيشكل خطراً على اجهزة كثيرة في هذه المستشفيات في غرف العمليات وبنك الدم وغسيل الكلى وغير ذلك·
انه الحصار القاسي الذي تفرضه اسرائيل على لبنان والذي بدأ يفرض نفسه بقسوة على كل ايقاعات الحياة اليومية في هذا البلد الذي لم يتعب من الحروب المتنقلة بعد·
عدد اليوم
