السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«رئاسة الاتحاد» المقعد الذي ترفضه المرأة

«رئاسة الاتحاد» المقعد الذي ترفضه المرأة
17 فبراير 2016 22:09
شمسة سيف (أبوظبي) مازلنا ننتظر.. وطال الانتظار ! شاهدنا المرأة الإماراتية في مقعد الوزارة، وفي المجلس الوطني، وفي السفارة، وفي مجالات عدة، ولكنها حتى الآن تدير ظهرها لمقعد رئاسة اتحاد رياضي، وطال انتظار خبر أول سيدة إماراتية تترشح لرئاسة اتحاد التنس أو السلة أو الطائرة أو في أي لعبة رياضية ! كثيرة هى التساؤلات .. هل هي فعلاً مؤهلة لتولي زمام أمور اتحاد ما بأكمله، في جميع الألعاب الرجالية والنسائية على حد سواء؟ أم أنها تحتاج إلى مزيد من الوقت لتثبت أحقيتها في المستقبل القريب بأن تجلس على هرم الاتحاد بكل ثقة، وتعمل بكل خطى ثابتة وخطط طموحة من أجل أن تثبت للجميع أنها قادرة على رئاسة الاتحاد مثلها مثل الرجل الذي ما زال يحصد نصيب الأسد في كل دورة انتخابية جديدة. ومع اقتراب موعد الدورة الانتخابية الجديدة في 2016، بدأ جميع الأعضاء في الاتحادات الرياضية الترتيب مبكراً للدورة الجديدة، إلا أن مقعد المرأة مرهون فقط بعضوية مجلس الإدارة، ورغم أن اللائحة لا تمنع تولي النصف الآخر لمقعد الرئاسة فإنها تحجم عن دخول الانتخابات، كما أن الأسماء الموجودة في ساحة الاتحادات الرياضية على مدار دورات عديدة لا تتغير، وفي كل انتخابات تتكرر الأسماء ولا نجد جديداً. ومن هنا نفتح ملف المرأة الإماراتية وأسباب بعدها عن رئاسة الاتحادات الرياضية، والمعوقات التي تحول دون الوصول إلى ذلك، واستطلعنا آراء بعض قيادات الاتحادات، وأصحاب الشأن أنفسهم. في البداية، أعرب عبدالمحسن الدوسري الأمين العام المساعد للشؤون الرياضية في الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، في مستهل حديثه حول إحجام المرأة عن مشاطرة الرجل في رئاسة الاتحادات والاكتفاء بعضوية المجلس، بأن المرأة في الدولة حصلت على الدعم الوفير من القيادة الرشيدة في جميع إمارات الدولة، بالإضافة إلى الدعم السخي وغير المحدود الذي تقدمه سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيس الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة «أم الإمارات» للمرأة في مختلف المجالات، حتى أصبحنا نراها اليوم نموذجاً مشرفاً يحتذى بها في مختلف القطاعات التي وصلت إليها وقامت بترؤسها، وكل هذا ينطلق من ثقة قيادتنا بقدراتها في تطوير عجلة التنمية في الدولة. وأضاف: «ليس من الصعب أن نرى اليوم امرأة تقود أحد الاتحادات الرياضية في الدولة بعد أن تولت ثمانية مقاعد وزارية حكومية، فضلاً عن فوزها في انتخابات البرلمان وترأسها للمجلس الوطني الاتحادي، مما يؤكد أهمية دور النصف الآخر في تعزيز مشاركتها بعملية صنع القرار في الإمارات، ليس هناك عائقاً أمام أي امرأة تمتلك الخبرة الكافية على مدار سنوات في الاتحاد الذي تنوي ترؤُّسه، فقط تحتاج إلى التحلي بالشجاعة والرغبة بكل إصرار لخوض التجربة بهدف التحسين والتطوير». وأضاف: «نحن في الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة نقف بجانب المرأة وندعمها باستمرار، حيث إن تم إعطاؤها الفرصة منذ الدورتين الماضيتين للوجود ضمن الاتحادات الرياضية، ولكن يبقى السؤال هل المرأة نفسها تمرست واكتسبت الخبرة التي تؤهلها للجلوس على مقعد الرئاسة، من خلال الفترة التي وجدت وعملت بها في الاتحادات الرياضية، إذا كانت الإجابة نعم وتوافرت بها جميع المتطلبات التي تجعلها مؤهلة لقيادة دفة رئاسة الاتحاد، أعتقد أنها قريبة جداً ومن الممكن أن نرى إنجازاً جديداً يحسب للمرأة الإماراتية في المجال الرياضي بجلوسها على مقعد الرئاسة في اتحاداتنا الرياضية». وحول تكرار الوجوه النسائية، وعدم تغيير الأسماء في ميدان الاتحادات على مدى دورات عديدة قال: «حتى نكون صريحين يجب أن نعترف بأن عدد النساء اللواتي يمارسن العمل الإداري في الأندية جداً قليل، على الرغم من أن الإمكانات موجودة، ويأتي ذلك لعدم اهتمام الأندية نفسها بالمرأة الرياضية، فضلاً على قلة الفرق النسائية في الأندية نتيجة أسباب متعددة، وبالتالي لابد من اتخاذ خطوة من قبل جميع المؤسسات الرياضية في الدولة المتمثلة في الهيئات والمجالس والاتحادات الرياضية، بإنشاء وتفعيل أندية للفتيات في جميع إمارات الدولة، حتى تزاول الفتاة الإماراتية نشاطها المفضل، ومن هنا تستطيع المرأة أن تعزز دورها وتتجه خطوة للأمام في رئاسة الاتحادات الرياضية». وفي ختام حديثه، أثنى الدوسري على النسخة الثالثة من دورة الألعاب العربية للسيدات، مشيراً إلى أن استمرار استضافة البطولة يعتبر إنجازاً يسهم بشكل كبير في الارتقاء برياضة المرأة والنهوض بها. أمينة ثاني: «الممارسة» تمنح الرجل الأحقية للرئاسة أبوظبي (الاتحاد) أعربت أمينة ثاني عضو مجلس إدارة اتحاد الطائرة، رئيسة اللجنة النسائية، بأن أحد أبرز الأسباب التي تمنع المرأة من دخول غمار الانتخابات للتربع على كرسي رئاسة الاتحادات الرياضية هو العدد القليل والمحدود للقيادات النسائية الرياضية في الدولة بمختلف الاتحادات، فضلاً على عدم وجود كثافة في ممارسي الأنشطة الرياضية النسائية من الأساس، مشيرة إلى أن العمل الإداري في الاتحادات ليس بالأمر السهل، ويحتاج حنكة ودراية بالأمور الرياضية. وقالت: «المرأة تواجه العديد من المصاعب لترأس الاتحادات الرياضية، وعلى الرغم من أنني على ثقة تامة بأن هناك أكثر عن اسم نسائي في الساحة الرياضية على قدرة لتولي منصب القيادة، لما يمتلكنه من إمكانيات وخبرات واسعة في المجال الذي ينخرطون به، إلا أن هناك بعض العثرات التي تمنعهن من ذلك، حيث إن العضوات لا يمتلكن ميزانية كافية لتفعيل الأنشطة الخاصة بالفتيات بالشكل المطلوب، والتي تتوافق مع طموحات وخطط العضوة في الاتحاد، مما يعوق ويحجم المرأة من الدخول بقوة لمنافسة الرجل على مقعد الرئاسة». وتابعت: «على سبيل المثال، نملك شخصية رياضية فذة تستطيع أن تنافس الرجل اليوم في مقعد الرئاسة، وهي سحر العوبد عضو مجلس إدارة اتحاد ألعاب القوى، حيث إنها تشربت بما فيه الكفاية من المنهل الذي تنتمي إليه، وهي ابنة اللعبة منذ سنوات طويلة، فقد مارستها كلاعبة وتدرجت فيها لتصبح عضوة في الاتحاد، وهي تملك كل الخبرات الكافية التي تجعلها على قمة الاتحاد، وهي على ثقة كبيرة في نفسها، وترى بأنها قادرة للوصول كونها ملمة بجميع الأمور الخاصة باللعبة.وأضافت: «في الحقيقة هناك أمر آخر يمنع النساء من الوجود على كرسي الرئاسة، وهو أننا نعيش في مجتمع ذكوري يرجح كفة الرجل في لتولي مختلف المهام وخصوصاً في المجالات الرياضية في الدولة، لأن وبكل بساطة نسبة ممارسة الرياضة بمختلف أنشطتها أكبر عند الرجال أكبر بكثير مقارنة بـ«النسائية»، وهو ما يعطي الرجل الأحقية الأكبر في رئاسة الاتحادات الرياضية». ابتسام عبيد: الوجوه النسائية بحاجة إلى دماء جديدة أبوظبي (الاتحاد) ترى ابتسام عبيد إداري فريق كرة الطائرة للسيدات بنادي الوصل أن خبرة الرجال في رئاسة الاتحادات الرياضية تفوق النساء بمراحل عديدة، كون الألعاب المختلفة تحظى بممارسة أكثر من فئة الرجال، وهو الشيء الذي قد يمنح الرجل ويمهد له الطريق في كل دورة لرئاسة الاتحادات الرياضية بالدولة. وقالت: «لا ننكر بأن النساء يمتلكن القوة الكافية والشجاعة التي تجعلنا نراهن على تواجدهن في مقعد الرئاسة، ولكن باعتقادي في الوقت الراهن وجود المرأة كعضوة في الاتحاد أفضل، حيث إن الصعوبة ستواجهها بكل تأكيد على عكس الرجل الذي يمتلك مقومات أكثر لإدارة الاتحادات الرياضية». وتابعت: «عضوية المرأة في الاتحادات مهمة بشكل كبير، حيث إن صوت الأندية النسائية ومتطلباتهن يصل للاتحادات من خلال هذه العضوية، لكن وصلنا لمرحلة بأن الوجوه هي نفسها في كل دورة، ولذلك أتمنى أن يتم ضخ دماء جديدة في عضوية مجلس الإدارات لمختلف الاتحادات في الدولة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©