الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حفلات الزفاف التقليدي .. تحيي قرية مقدونية

حفلات الزفاف التقليدي .. تحيي قرية مقدونية
18 يوليو 2011 23:58
غاليكنيك (ا ف ب) - طيلة العام، يعيش زوجان لا غير في قرية غاليكنيك النائية، لكن مرة في السنة خلال عطلة نهاية الأسبوع، يتوافد آلاف الأشخاص غالبيتهم من أهلها، إلى هذه القرية المقدونية الضائعة لحضور مراسم زفاف تقليدي فريد من نوعه. يمشي العروسان في الشوارع الضيقة على وقع الطبول والأبواق التي تسمى “زورلي”، باتجاه كنيسة، حيث ستجرى مراسم الزفاف، وتمتطي العروس حصاناً برفقة عائلتها وأقربائها مرتدية 47 قطعة من الثياب المختلفة، كل قطعة منها مطرزة ومزخرفة يدوياً، ويبلغ وزنها الإجمالي 25 كيلو جراماً. وتمتد الاحتفالات على مدار يومين وتتبع “سيناريو” محدداً، مستندة إلى تقاليد قديمة، يقضي أحدها بدعوة الأسلاف المتوفين. ويجرى حفل الزفاف هذا كل سنة خلال عطلة نهاية الأسبوع الأقرب إلى تاريخ 12 يوليو. وبمناسبة هذا الحفل، يعود السكان القدامى لقرية غاليكنيك بأعداد كبيرة، بعدما أجبروا على مغادرتها جراء النزوح الريفي أو للبحث عن العمل في الخارج. عريس هذا العام هو جوبكو رافانوفسكي، الذي يتحدر من غاليكنيك ودرس علم الجيولوجيا، وهو يحلم منذ عمر الخامسة عشرة بالزواج وفق هذا التقليد، ويقول “أعشق هذه الأزياء الفريدة ولطالما كنت أرغب في الحفاظ على هذا التقليد”. وكل سنة، يترشح العديد من الأزواج لإجراء زفافهم في غاليكنيك، ويجري الحفل بتمويل من الرعاة ودولة مقدونيا بعد اختيار زوجين لا أكثر، شرط أن يكون لأحدهما جذور عائلية في القرية. ويشعر الكاتب والمعلق الصحفي ميليتيجي بركوفسكي، وهو أيضاً مؤرخ غاليكنيك، بالحنين لحفلات الزفاف القديمة، ويقول: “يا لها من حفلات! كانت الجبال تعج بالمدعوين وكانت الموسيقى تصدح من كل حدب وصوب”. ويعرف سكان المنطقة الذين يلقبون بـ”ميجاك” بمنحوتاتهم الخشبية وأيقوناتهم. والهجرة لديهم قديمة العهد، لكنهم يبذلون جهداً للعودة إلى قريتهم لمناسبة عيد القديس بطرس. وكان شيوخ القرية التي أصبحت خالية من سكانها بعد الحرب العالمية الثانية يكررون دوماً: “أينما كنتم عودوا إلى المنزل في عيد القديس بطرس”. وتقول إيفانا ليسيسكان (27 عاماً) من سكوبيي، وأصلها من قرية تريسونس القريبة من غاليكنيك: “أعجز عن تفسير الشعور الذي ينتابني عندما أرى تاريخ عائلتي كاملاً. أنا جد فخورة وأرغب في البكاء في الوقت عينه”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©