الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القصة القديمة- الجديدة لابتكار الكمبيوتر اللوحي

القصة القديمة- الجديدة لابتكار الكمبيوتر اللوحي
15 أكتوبر 2010 20:36
الكمبيوتر اللوحي tablet computer ليس ابتكاراً جديداً بالرغم من أنه أول جهاز يتيح للمستخدم التفاعل مع الشاشة مباشرة لتشغيل مئات الألوف من التطبيقات. وكان الإطلاق الصاخب للكمبيوتر اللوحي “آبل آي باد” في شهر يناير الماضي مجرّد تجسيد لفكرة قديمة ولكنّه سرعان ما أصبح الحدث الأكثر إسالة لحبر المحررين والصحفيين في العالم أجمع حتى قيل إنه الحدث الأهم في عام 2010. وربما كان هذا الضجيج الإعلامي كافياً لإثارة التساؤل عما ينطوي عليه ابتكار هذا الجهاز من إبداع حقيقي. ومن حيث المبدأ، لا يبدو “آي باد” مختلفاً في شيء عن أجهزة قديمة مشابهة من حيث الوظيفة والأداء؛ وهي أجهزة كمبيوتر محمولة سبق استخدامها ولكنّها تخلو من لوحة المفاتيح. ويعود أصل فكرة تصميم الكمبيوتر اللوحي إلى عدة عقود ماضية؛ فلقد ظهر أول جهاز كمبيوتر محمول ذو شاشة تعمل باللمس برؤوس الأصابع في مسلسل الخيال العلمي “ستار تريك” الذي يعود لعام 1966. وما لبثت أن ظهرت أول نسخة تجارية منه في عام 1989 تحت اسم “جريدباد” GRiDPad. ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن، لم يطرأ على التصميم الأصلي للجهاز إلا تغيرات طفيفة تتعلق بالشكل وقوّة الأداء والمحتوى ونوعية البطاريات والمعالجات المستخدمة في التشغيل وطرق التواصل مع الشبكات ونوعية البرامج التطبيقية “السوفتوير”. وفي بداية الأمر، لم تكن مبيعات الكمبيوترات اللوحية بمثل الضخامة التي نراها عليها اليوم، إلا أنها كانت تستخدم في قطاعات مهمة مثل إدارة المصانع وفي الأماكن التي لا يمكن استخدام الكمبيوترات العادية فيها كالمطاعم والمقاهي. وقبل هبوط “آي باد” إلى الأسواق، لم يكن أي من هذه الأجهزة مثيراً للاهتمام. ولعل الشيء المهم الذي أدى إلى تحقيق القفزة التطورية للجهاز “آي باد” هو أنه يعتمد على نظام تشغيل خاص سبق استخدامه في جهاز الهاتف الذكي الشهير “آبل آي فون” وليس على أنظمة التشغيل الخاصة بأجهزة الكمبيوتر المحمولة “اللاب توب” أو الشخصية. وكان هذا الفارق كافياً لدفع الخبراء إلى تصنيف الكمبيوترات اللوحية في فئة جديدة ومستقلة من الأجهزة الإلكترونية أطلق عليها البعض اسم “الألواح الإعلامية” media pads. وجاء أول ردّ على “آي باد” من شركة “سامسونج” الكورية عندما أطلقت الكمبيوتر اللوحي “جالاكسي تاب” من دون أن تتردد في الإعلان عن أنه يأتي ليتحدى “آي باد” في الأسواق. وبالرغم من كثرة أسماء الكمبيوترات اللوحية التي بدأت بالظهور خلال الأشهر القليلة التي أعقبت إطلاق “آي باد”، إلا أن القليل جداً منها تمكّن من النزول الفعلي إلى الأسواق. وتتنوع حجوم هذه الأجهزة كثيراً؛ فمنها ما هو أكبر بقليل من الهاتف الذكي “آي فون” مثل “ديل ستريك” المجهّز بشاشة قياسها القطري 5 بوصات، و”بلاك بيري بلاي بوك” ذو الشاشة التي يبلغ مقاسها 7 بوصات فيما يبلغ القياس القطري لشاشة “آي باد” 10 بوصات. وأحدث هذه الأجهزة يدعى “وي تاب” وأطلق في ألمانيا مؤخراً ويعمل بنظام “لاينوكس مي جو” ويباع بسعر 750 دولاراً. ولا شك أن السبب الرئيسي وراء نجاح “آي باد” يكمن في أنه اعتمد نفس البيئة الإلكترونية السائدة في سلسلة أجهزة “آبل آي بود” الشخصية لتشغيل الموسيقى بعد أن جرى تعديلها وتطويرها. وما لبثت “آبل” أن أضافت مخازنها الافتراضية لبيع وتنزيل التطبيقات المختلفة كالقطع الموسيقية وأفلام الفيديو ونظام الملاحة الشخصي “جي بي إس” والألوف من الوظائف الافتراضية الأخرى التي تسمى “التطبيقات” applications. وكتب لكل هذه العوامل أن تتضافر لتجعل من “آي باد” منصّة للإبداع والاختراع بدلاً من كونه يمثل بحدّ ذاته ابتكاراً حقيقياً. وسرعان ما دخل التايوانيون على خطّ تطوير الكمبيوتر اللوحي حين عمد خبراء في المعهد التايواني لبحوث التكنولوجيا الصناعية إلى بناء أجهزة كمبيوتر لوحية أرق وأكثر خفّة ومرونة في الأداء حتى يصبح حملها واستخدامها أكثر سهولة. وفاز هذا المعهد بـ”جائزة وول ستريت جورنال للإبداع” لهذا العام. ومن المنتظر أن تظهر بواكير النتاجات الأولى لهذا التطور قريباً على شكل كمبيوترات لوحية أكثر مرونة في الاستخدام وخاصة في أعمال تتطلب السرعة والدقة كحسابات المطاعم والمقاهي. والمجال الثاني للتطور الذي ينتظر الكمبيوترات اللوحية يتعلق ببرمجيات أنظمة التشغيل المستخدمة في تشغيل الوظائف والتطبيقات التي يمكنها إنجازها. وتشارك في تطويرها الآن شركات عالمية شهيرة مثل “مايكروسوفت” و”نوكيا” و”مي جو” و”ريسيرتش إن موشن” و”إتش بي” والتي تتعاون مع شركة “بالم” في تطوير برنامج التشغيل “ويب أو إس” Web OS الذي يستخدم بنجاح في تشغيل الهواتف الذكية والكمبيوترات اللوحية. ومن المتوقع أن تعتمد معظم أجهزة الكمبيوتر اللوحية المقبلة على نظام التشغيل “جوجل أندرويد أو إس” الذي يشبه إلى حد بعيد البرنامج “آبل آي أو إس” ويستخدم الآن في تشغيل أجهزة “آبل” المتنوعة بما فيها الهواتف الذكية والكمبيوترات اللوحية. ولا يمكن استخدام هذا البرنامج على الإطلاق إلا في أجهزة “آبل”. عن صحيفة “وول ستريت جورنال” ترجمة: عدنان عضيمة
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©