الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأزمة الأوكرانية.. هل حان وقت الحسم؟

22 يناير 2014 23:10
تدور في أوكرانيا حالياً حرب أعصاب تُستخدم فيها الحجارة وزجاجات المولوتوف وأجهزة منجنيق كاملة مزودة بالقنابل الحارقة، الأمر الذي جعل رجال السياسة في أوكرانيا يعيدون حساباتهم يوم الاثنين الماضي، وبدا الأمر وكأن الدولة تقترب من المواجهة النهائية الحاسمة. وقد أمضى المتظاهرون الذين يرتدون الخوذات والأقنعة وشرطة مكافحة الشغب ساعات طويلة في مناوشات على أراضٍ منزوعة السلاح بعد اشتباكهم التي جرت خلال الآونة الأخيرة التي اتسمت بالعنف. أما الشباب الذين قاموا مساء الأحد الماضي بنقل محور احتجاجاتهم التي استمرت شهرين من معسكر بساحة الاستقلال إلى ساحة المعركة في شارع “روشسكي” المجاور، فقد بدا الأمر وكأنهم معجبون بهذا النزاع، وبقدرتهم على الصمود في وجه شرطة “بيركت” لمكافحة الشغب التى تواجههم. ولكن ليس هناك أدنى شك في أنه من المرجح أن يتمكن أحد الطرفين أو الآخر من وضع نهاية للمواجهة في شارع “روشسكي”- وربما قريباً. وقد اعترض السياسيون من المعارضة الذين يتزعمون هذه المظاهرات بشدة على المنحني العنيف للأحداث بقيادة جماعات قومية تبحث عن معركة مع السلطات. ولكن جماعة أخرى من المتظاهرين أيدت هذا التصعيد على مضض باعتباره الخطوة الوحيدة الممكنة بعد أن فرضت الحكومة في وقت متأخر من الأسبوع الماضي قوانين من شأنها قيوداً على حرية التعبير والتجمع. وأعلن الرئيس فيكتور يانوكوفيتش، وهو محور غضب المتظاهرين، أن حكومته سوف تدخل في محادثات مع المعارضة للبحث عن وسيلة للخروج من الأزمة. لكنه قال: لن يشارك في هذه المحادثات. وقد عين قادة أحزاب المعارضة نوابا للمشاركة نيابة عنهم، حيث بدأت المحادثات أخيراً. بدأت الاحتجاجات في أوكرانيا في شهر نوفمبر الماضي عندما تراجع “يانوكوفيتش” عن توقيع اتفاق التجارة مع الاتحاد الأوروبي، ولكنها بدت مؤخراً وكأنها استنفذت طاقتها بسبب الإرهاق والإحباط. لكن “يانوكوفيتش” أثارها مجدداً مع إقراره للتشريع الجديد، الذي اسمته المعارضة انقلاباً، وملأت الحشود الغاضبة الشوارع مرة أخرى. وفي مساء الاثنين الماضي، ألقى “يانوكوفيتش” كلمة وجهها إلى الأوكرانيين، وحث الأمة على الحوار وتعهد بالحفاظ على السلام. وقال الرئيس: “إنني أؤمن بالشعب في أوكرانيا. إنني على ثقة من حكمة شعبنا”، حسبما ذكرت وكالة “انترفاكس” للأنباء. وأضاف: “إنني على استعداد لخدمة الدولة والشعب بإخلاص وأمانة طالما أمتلك القوة الكافية للقيام بذلك، وطالما كان الناس يثقون بي”. ومن جانبه، حث “فيتالي كليتشكو”، بطل الملاكمة في الوزن الثقيل وزعيم حزب “أودار” المعارض، الأوكرانيين يوم الإثنين الماضي على السفر إلى كييف، لتشكيل مزيد من الحصار بسياراتهم وشاحناتهم. وقد جاء ذلك أيضاً في وقت لاحق من اليوم على لسان منظم الاحتجاجات “أندريه باروبي” الذي ذكر أنه يخشى من أن هجوم الشرطة على ميدان الاستقلال أصبح وشيكاً. وقال مسئولو الصحة في كييف: إن 103 متظاهرين قد تلقوا العلاج، وأن 42 منهم تم نقلهم إلى المستشفى في وقت متأخر يوم الأحد الماضي وصباح يوم الاثنين. كما أصيب مئة من أفراد الشرطة، وتم نقل 61 منهم لتلقي العلاج في المستشفى، وفقاً لبيانات وزارة الداخلية. كما ذكر مسؤولو وسائل الاعلام في كييف أن 15 صحفياً على الأقل قد أصيبوا أثناء تغطيتهم لأحداث العنف مساء الأحد والاثنين الماضيين. وبعد ظهر يوم الاثنين الماضي، أصبح شارع “روشسكي” أشبه بمشهد مسرحي، حيث قام المؤيدون بالضرب على أسطح معدنية، وأصابوا لافتات الشوارع، وأعمدة الإنارة مراراً وتكراراً بالمطارق، وملأ الصخب الهواء المعبأ بالدخان طوال اليوم. وقام بعض المخاطرين بالخروج عن الحشد، والوصول لحواجز الحافلات المحترقة ورمي حجارة الرصيف على الشرطة. وعند نقطة معينة، انتقلت قوات وزارة الداخلية نحو الحافلات، والمثير للدهشة أنها بدأت بالقاء الحجارة على المتظاهرين. وفي الوقت نفسه، بدأت مجموعة من المتظاهرين، والتي أمضت ساعات طويلة في بناء المنجنيق الذي يبلغ ارتفاعه ثمانية أقدام بإلقاء وابل من الحجارة في حوالى التاسعة مساء. وفي وقت مبكر من المساء، قام العديد من المتظاهرين بإلقاء زجاجات المولوتوف من أسفل القوس الاحتفالي بمدخل ملعب “دينامو”، حيث سقط معظمها في بركة صغيرة من دون التسبب في أي أضرار، لكنها أثارت هتافات الحشد. وفي موسكو، اتهم مسؤولون روس الولايات المتحدة باثارة المتاعب. واتهم “ليونيد سلوتسكي”، رئيس اللجنة البرلمانية في روسيا- وهي المسؤولة عن التكامل الأوراسي- “أصدقاء استراتيجيين” من الغرب بتأجيج الأحداث في أوكرانيا. وأضاف: “إنهم يقومون بتمويلهم من خلال مختلف المنظمات غير الحكومية، التي بدأت المشاكل التي تحولت إلى اضطرابات وعنف لا يتماشى مع الأفكار الأوروبية المتحضرة، والتي يتم حث أوكرانيا باستمرار على الالتزام بها”. وفي كييف، قام “فاديم كوليسينتشنكو”، أحد أعضاء البرلمان بحزب المناطق الحاكم، بتوجيه نفس الاتهام. وأعرب مسؤولون بالاتحاد الأوروبي عن قلقهم إزاء الأحداث في أوكرانيا، لكنهم لا يفكرون في فرض عقوبات على “يانوكوفيتش” أو حلفائه. وذكرت شابة أوكرانية معارضة على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر” أن “الاتحاد الأوروبي يشعر بقلق بالغ . وانني على ثقة ان هذا الفكر سوف يزيد من حماستي عند مواجهة شغب الشرطة أو الذهاب الى السجن عقاباً على تغريداتي”. ‎ويل إنجلند وكاثي لالي موسكو ينشر بترتيب خاص مع خدمة “واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس”
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©