الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شراء لعب الأطفال مهمة صعبة تحير الآباء

شراء لعب الأطفال مهمة صعبة تحير الآباء
15 أكتوبر 2010 20:22
يدخل أبو سعود محل الألعاب ولا توجد بمخيلته اللعبة التي سيختارها لابنه، الذي يبلغ من العمر 6 سنوات، يجوب المكان من أوله لآخره عله يجد ضالته في لعبة تناسب عمر طفله، وبعد البحث ينتهي المطاف به إلى اقتناء لعبة تعمل بالريموت كونترول، ومجسم صغير للملاكم المشهور جون سينا. ويتكرر ما حدث مع أبو سعود مع أغلب الأسر التي لديها أطفال، إذ تنتابهم الحيرة عند وقوفهم في متاجر بيع ألعاب الأطفال، ويجدون أنفسهم عاجزين عن اختيار لعبة مفيدة ومسلِّية في الوقت نفسه. لعب الأطفال تعني لهم الكثير، فبها يتواصلون مع العالم الخارجي ومن خلالها يعبِّرون عن طاقتهم وإبداعاتهم. ولأنَّ الحديث عن ألعاب الأطفال أساسه مبدأ اللهو عند الطفل لا بد بداية أن يعرف الأهل أهميَّة اللعب عند الأطفال، وكيفية اختيار الألعاب التي تناسب فئاتهم العمرية وقدراتهم ومخيلتهم. خيارات متعددة تحتوي متاجر الألعاب على العديد من أشكال وأنواع الألعاب، إلى ذلك يقول خالد عبدالله «أب لثلاثة أطفال»: «إن هناك العديد من الخيارات الصعبة أمام الأهل، خاصة مع التطور التكنولوجي اللافت الذي طال أيضاً لعب الأطفال». ويضيف، وهو يبحث عن لعبه هدية لابنه بمناسبة عيد ميلاده: «من خلال مشاهداتي الكثيرة لما يحدث في متاجر الألعاب، فإن معظم الأهل لا يتمتَّعون بالمعرفة اللازمة التي تخولهم اختيار اللعبة المناسبة لأطفالهم»، مشيراً إلى تجربته الأولى في هذا المجال مع ابنه حمدان الذي كان لا يفرح بلعبته سوى لبضع دقائق ومن ثم يكون مصيرها النسيان أوالكسر؛ لأنها لم تكن تناسب حاجاته وعمره. ويوضح: «أصبحت اليوم أكثر عقلانية في شراء الألعاب خاصة التربوية منها؛ لأنها لا تناسب إلا الأطفال فوق عمر ثلاث سنوات. إلى جانب اهتمامي بقراءة التعليمات الموجودة في كل لعبة من حيث العمر فهذا كفيل بتخفيف الحيرة التي يمر بها كل رب أسرة عند اختيار لعبة ما». أما سعاد حميد، فتشير إلى تجربتها مع ولدها عبدالعزيز الذي يبلغ من العمر خمس سنوات، وتقول: «لقد جلبت له الكثير من الألعاب التي اكتشفت لاحقاً أنها لم تكن تناسبه». وتضيف: «اليوم ابني يختار لعبه بنفسه، ويحب ألعاب الأسلحة والمسدسات وألعاب (سي دي) العنيفة، رغم علمي بمضار ذلك، إلا أنني أرضخ لطلباته في نهاية الأمر، ولكن في كل مرة أحاول بعد جهد الاستغناء عن اللعبة العنيفة التي اختارها في مقابل شراء شيئاً يحبه من أجل تجنب غضبه». ‏ دقة الاختيار لعب الأطفال كما يوضح علي الأحمد، من أهم الأدوات التي ينبغي اختيارها بدقة كونها تساعد على تشكيل وتعزيز مهارات الطفل الفكرية، حيث تؤثِّر وبشكل كبير على شخصيته في المستقبل. ويضيف: «بعض الأسر تفضل أن يشتري الطفل لعبته بنفسه، وآخرون يفضلون وجود الوالدين مع الطفل، وفي كلا الحالتين نجد الأطفال هم من يشترون ألعابهم بأنفسهم إما لأنهم شاهدوا إعلانها في التلفزيون أو لأنهم رأوها مع أحد أصدقائهم». ويبين: «من خلال زيارتي الكثيرة لمحال بيع الألعاب أصبحت أشاهد هذه المواقف التي تتكرر أمام ناظري، فلا الأهل قادرين على اختيار ما يناسب أبنائهم، ولا الأطفال يعرفون ما ينفعهم أو يضرهم، لينتهي الأمر بأن الابن يشترى والأب يدفع». ‏ الواقع أن من لديه أطفال لا يستطيع الامتناع عن زيارة محال الألعاب باستمرار. في هذا الإطار، تقول مريم سالم (أم لخمس أولاد): «في كل مرة أذهب مع أبنائي لمحل بيع الألعاب، أتركهم يختارون ما يرغبون به من ألعاب مهما كان ثمنها». وبخصوص الألعاب التي يختارها الأبناء، تقول سالم: «أغلب الألعاب التي يركز أولادي على شرائها هذه الأيام هي تلك التي تتم مشاهدتها عبر محطات التلفاز؛ فسالم وحسين يفضلان شراء الشخصيات الكرتونية مثل أبطال الديجيتال، وسبايدر مان، وبان يت، أما عيسى وجاسم فألعاب الفيديو «سي دي» والمجسمات الكرتونية والألعاب الكهربائية التي تعمل بالريموت كنترول هي المرغوبة لديهما». سيارات ودمى يبدو راشد منذر «9 سنوات» منشغلاً باللعبة التي كان يقلبها يميناً ويساراً. يقول: «أحب ألعاب السيارات الكهربائية، فهي تعلمني قيادة السيارة بسرعة، وعندما أكبر سأشتري مثلها». يضحك، وهو يضع السيارة في عربة التسوق، ويقول: «في السابق اعتدت على تكسير ألعابي بعد استعمالها مرة أو مرتين، ولكن أبي أفهمني أن هذا التصرف خاطئ ولا يجوز إتلافها أو تخريبها؛ لأن شراء لعبة واحدة اليوم بات غالياً، وربما أثناء تفكيكها يؤذيني ذلك صحياً، وبعد مشاورة والدي في اختيار اللعبة المناسبة لعمري أصبحت أكثر قدرة وفهماً لفائدة اللعبة التي اقتنيها». وتحب حور خالد (10 سنوات) شراء العرائس وألعاب هانامونتانا. تقول: «لدي مجموعة كبيرة من الألعاب في غرفتي، وأنا من النوع الذي أحافظ عليها والسبب أنها غالية الثمن، وثانياً جاءتني الألعاب هدية من والداي وصديقاتي في يوم ميلادي، ويعز علّي تخريبها». وتضيف الصغيرة: «غالباً ما أختار ألعابي بنفسي، وأحاول أن تكون أكثر فائدة فهي تساعد على تطوير قدراتي الذهنية وتوسع من مهاراتي التعليمية». مراقبة السلامة عن الألعاب الأكثر تفضيلاً، يقول فيصل العرشي، نائب المدير العام لجمعية أبوظبي التعاونية: «كل الألعاب التي تملأ رفوف الجمعيات التعاونية تمتاز بالجودة العالية والتقنية الفائقة، وأغلب تلك الألعاب يتم استيرادها من وكلاء محليين معتمدين لديهم رخصة لبيعها». ويضيف: «أكثر الألعاب التي يميل الأولاد لاقتنائها هي السيارات الكهربائية، والشخصيات الكرتونية وألعاب (البلاي ستيشن)، أما الفتيات فغالباً ما يفضلن العرائس والدمى والألوان والأدوات المنزلية». ويوضح العرشي: «نركز أن تكون نوعية الألعاب التي نبيعها تعليمية لتساعد الطفل على تنمية المهارات الحركية والفكرية والذهنية، وهي تناسب كل الأعمار، ونحاول قدر الإمكان الابتعاد عن بيع الألعاب التي بها مواد تضر بصحة الطفل، حيث إن الجهات المختصة بمراقبة ألعاب الأطفال تقوم بزيارات دائمة للكشف عن الألعاب وأخذ عينات منها مع معرفة اسم الوكيل للاطمئنان على سلامة الأطفال». المراحل العمرية لكلِّ عمر لعبة تناسبه، وأي تجاهل من قبل الأهل للمرحلة العمريّة يؤدّي إلى عدم استفادة الطفل من اللعبة. في السياق ذاته، تقول الاختصاصية النفسية فاطمة سجواني، من منطقة الشارقة التعليمية، إنَّ الطفل من عمر أربعة أشهر حتَّى عمر سنتين يحب الألعاب الفرديّة وتستهويه الألعاب ذات الصورة والصوت والحركة. ويبدأ باللعب مع الأكبر سناً بشكل بسيط من عمر سنة حتَّى الأربع سنوات ويركِّز في هذه المرحلة على الألعاب الحركيَّة كالركض والمشي. أمَّا مع بلوغ الطفل عمر أربع سنوات، فيبدأ باللعب الجماعي، وتمتد هذه المرحلة حتى عمر ست سنوات. أما في عمر سبع سنوات، فتزداد الرغبة في اللعب الجماعي ويزداد الطلب على الألعاب الحركية، لافتة إلى أن عمر 11 - 12 سنة يعتبر عمر الحركة، حيث يتوجَّه الولد مع الرفاق إلى الألعاب الحركية والحرة».‏ وتتابع سجواني: «حتى يكون اللعب مثمراً ويحقق غايته وأهدافه التربوية والتعليمية والنفسية والاجتماعية، لا بد أن يرتبط بشكل وثيق بمدى وعينا بأهميَّة اللعبة أساساً وما يمكن أن تحقِّقه للطفل سواء على الصعيد النفسي أو التربوي». وتشير إلى جملة الشروط يجب مراعاتها لاختيار ناجح للألعاب وفي مقدمتها جانب الأمان، فاللعبة يجب ألا تؤذي الطفل أو تتسبب بأي حادث، كما يجب مراعاة متانتها ومواد تصنيعها، بحيث لا تكون قابلةً للكسر أو تؤثر على سلامة الطفل في حال وضعها في فمه. دون إغفال لأهمية تنظيم وقت اللعب عند الطفل وتحديد الأولويات، بحيث لا يكون وقت اللعب مفتوحاً.‏
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©