الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الزواج في الوقت الضائع

3 أغسطس 2006 23:53
الزواج وظيفة دوامها 24 ساعة يومياً''، مثل إنجليزي شهير، ورغم سيادة المفاهيم الغربية بين الشباب، إلا أن هذا المثل الغربي تحديداً والذي يعني بمفهوم الزواج كعمل ووظيفة رفض تماماً من قبل المجتمع، وقد سألت العديد من المراهقات عن طموحاتهن في العمل مستقبلاً، فلم تذكر واحدة منهن أنها تريد أن تتزوج وتكون أسرة أو أن تصبح ربة بيت، وانحصرت الاجابات في العمل كمدرسة وطبيبة ومهندسة ومصممة أزياء···، وعندما سألتهن: ''الا تطمحن بأن تصبحن زوجات وربات بيوت؟'' كانت الاجابة: لقد سألتينا عن العمل وليس عن الزواج مما يعني غياب قيمة الزواج كأهم عمل يقيم المجتمع· ولأنه لم يعد عملاً فلم يعد أملاً ولم يعد حلما تطمح إليه الشابات· فالزوجة التي تقود يومياً مؤسسة كاملة مسؤولة فيها عن زوج وبيت وأطفال أسرة تدبر شؤونها نهاراً وتذاكر لأفرادها ليلاً، تهتم بتحضير الطعام وتنظيف البيت وغسل الملابس والترفيه عن أفراد الأسرة والتخطيط لمستقبلهم، يتنكر زوجها وأبناؤها لعملها رغم أنها لو أخذت إجازة ليوم واحد، فلربما يلمس الأبناء حجم هذا العمل اليومي الكبير الذي تقوم به الأم، ولكننا للأسف نريدها أن تظل جنديا مجهولة شخصيته ومجهول عمله، فاسترخص الأبناء هذا العمل ووصفه البعض بأنه عمل الكسالى وأنصاف الموهوبين حتى قالت لي إحدى الفتيات: إن الزوجة والأم في مجتمعنا تحكم ولا تملك فعملها بدون راتب وأحياناً بدون مصروف وفي أحيان أخرى هي التي تعول البيت وقالت أخرى: لن أتزوج إلا بعد أن أثبت ذاتي وأحقق نجاحي في عملي، فإذا فشلت عملياً فسأستسلم لقضاء الزواج ولو أنه ''dirty work''، في إشارة للأعمال الدونية للزواج ولو أنها ترجمة مهذبة للمعنى الصحيح للكلمة· فمن المسؤول عن جعل الزواج بهذا المعنى؟! ومن جعله مهنة من لا مهنة له، ومن أضاع بريق هذا الحلم الجميل لكل فتاة وشاب، حتى ارتفع سن الزواج في أغلب البلدان العربية، فصار الشباب يتزوج في الوقت الضائع، البكر فوق الثلاثين، والشاب يتزوج لأول مرة بعد تخطيه الأربعين ونسي الشباب أن هناك سنا محددة للإنجاب، أما التعليم والوظيفة فبإمكان أي سيدة أن تسعى للحصول عليها من المهد إلى اللحد· وتناسى هذا الجيل أن الزواج أهم عنصر مكمل لشخصية الإنسان النفسية والجسدية، ولو تم إهماله على هذا النحو، فسوف يتم الحكم عليه بالفشل السريع والذريع في آن واحد· فهذا البناء المؤسسي الضخم يحتاج بناؤه شابة فتية تشرع في تأسيسه في سن مبكرة حتى يتسنى لها أن تستمتع بالحياة في كل ركن من أركانه طوال عمر مديد ضمن أسرة يبنون فيه معاً مستقبلهم ويتشاركون الحياة بكل ما فيها· ونخلص إلى أن أزمة الزواج ليست أزمة ارتفاع مهور وتكاليف تأسيس بيت زوجية ومصارف فرح وهدايا وشهر عسل فحسب بل في غياب قيمة هذا الزواج في فكر وحياة جيل جديد، جعل أولويته تحقيق نجاح مادي أو شهرة أو غيره وغيب عنه أنه بامكانه تحقيق هذه الأهداف مع شريك يؤازره ويبدأ معه ويسلم لخلفه· ونقصد بذلك تلك المحاولات الحثيثة لزرع مفاهيم سلبية عن الزواج لدى الجيل الجديد'' فسقراط نصح ابنه: تزوج يا بني، فإن وفقت أسعدت، وإلا أصبحت فيلسوفاً'' وغيره يقول: إذا أردت أن تبيع حريتك، تزوج ''وزينون جعله شراً فقال: الزواج هو الشر الوحيد الذي يبحث عنه· أما توفيق الحكيم فقال: الزواج هو نقلة مفاجئة من التدليل إلى التذليل''· ''الزواج هو الترجمة النثرية الجافة لقصيدة الحب'' قالها أمين تقي الدين، أما محمد مندور فقال ''الرجال يحلمون قبل الزواج ويستيقظون بعده'' وأراد رئيف خوري أن ينفر بدوره من الزواج فقال ''الحب أعمى لا يستعيد بصره إلا بعد الزواج''· وأمام كل هذه الخبرات المنفرة من الزواج التي يتلقاها الشباب المقبل على الزواج لا نجد من الغرب سوى كلمة لنابليون بونابرت أنصف فيها هذه العلاقة فقال: ''أجل سنن الحياة الاجتماعية الزواج''· داليا الحديدي
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©