الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإمارات شريكة الأمن والاستقرار في شبوة

الإمارات شريكة الأمن والاستقرار في شبوة
8 أكتوبر 2018 01:50

علي سالم (شبوة)

إنجازات أمنية عديدة حققتها النخبة الشبوانية المدربة على أيدي القوات المسلحة الإماراتية العاملة ضمن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، بعد انتشارها في المديريات الجنوبية لمحافظة شبوة «ميفعة، حبان، الروضة ورضوم»، حيث استطاعت تأمين سواحل المحافظة ومنشآتها الحيوية، وطرد عناصر الإرهاب منها، كما نشرت قواتها على طول طرق السفر الرئيسية، وتمكنت من تأمين المسافرين بين المديريات والمحافظة وسائر مناطق البلاد، وهو الأمر الذي أسهم في تثبيت الأمن والاستقرار في عموم المحافظة، وانعكس ذلك بشكل إيجابي على حياة الناس.

النخبة الشبوانية
تم نشر أولى دفعات قوات «النخبة الشبوانية» في منطقة «بالحاف» بمديرية رضوم لأهميتها، فقد كانت المنطقة قبل وجود قوات النخبة تعيش فراغاً أمنياً، إذ لا يوجد بها مركز شرطة واحد، باستثناء وجود نقاط تابعة لمقاومة «بالحاف» التي تحمي ميناء تصدير الغاز الطبيعي المسال، أهم مشروع اقتصادي لليمن. وبدأت التدريبات النوعية للمئات من شباب المحافظة ضمن إطار قوات النخبة الشبوانية منذ شهر يوليو 2016 في معسكر «الخالدية» بمنطقة «رماه» في محافظة حضرموت، واستمر التدريب حوالي عام كامل، وذلك عندما شعرت دولة الإمارات بالفراغ الأمني الكبير الذي تعيشه المحافظة بعد تحريرها من سيطرة الميليشيات، ولعدم وجود جيش وجهاز أمني، نتيجة لسياسات النظام السياسي السابق الذي أفرغ الجنوب من قدراته الأمنية، وبالتالي كان لزاماً إعادة بناء جيش قوي وفق أحدث الطرق التدريبية العسكرية، وتحت إشراف خبراء وقادة عسكريين، وتم ذلك بدعم سخي من دولة الإمارات.

واحة الأمن والأمان
يثمّن وكيل محافظة شبوة لشؤون المديريات الجنوبية، سالم باعوضة الحميري، في حديثه لـ«الاتحاد» دور قوات النخبة في تثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المديريات الأربع، واعتبرها تجربة رائدة، مّنى تعميمها على سائر المديريات الأخرى في المحافظة، ولفت الوكيل الحميري إلى أن الأوضاع تغيرت أمنياً بالمجمل في «الحوطة وعزان» وبقية المدن الأخرى. وأشاد الوكيل الحميري بالشجاعة النادرة والمآثر التي سطرها الأبطال الميامين منتسبو قوات النخبة الشبوانية في سبيل تأمين وحماية المديريات الجنوبية والانتصار لشبوة وسيادتها. ووجه وكيل محافظة شبوة لشؤون المديريات الجنوبية سالم باعوضة، شكره وتقديره، نيابة عن أبناء المديريات الأربع، للجهود التي تبذلها دولة الإمارات لمساعدة المحافظات اليمنية المحررة، ومنها شبوة في شتى المجالات، وجهودها الإغاثية والتنموية عبر ذراعها الإنسانية في اليمن «هيئة الهلال الأحمر الإماراتية».

محور عزان
يعتبر محور عزان، محوراً استراتيجياً إذ يضم 4 مديريات، منها مديرية ميفعة التي شهدت عاصمتها «عزان» سيطرة لتنظيم «القاعدة» عليها لمرتين، وتضم أيضاً مدينة الحوطة التي شهدت مواجهات عسكرية مع عناصر التنظيم، وتم إخراجهم منها، وهي الآن تعيش في سلام كحال عزان.

دعم الإمارات المشهود
من جهته قال عبدالله عاتق باعوضة، مدير عام مديرية ميفعة، لـ«الاتحاد» إن المديرية اليوم تنعم بالأمن والأمان مثلها مثل بقية المديريات الجنوبية الثلاث، وذلك بفضل من الله، ثم من دولة الإمارات العربية المتحدة التي أسست النخبة الشبوانية لمحاربة العصابات الإرهابية وضحت بالغالي والنفيس لمكافحة الإرهاب في مديرية ميفعة خاصة وشبوة عامة، مضيفاً أن عظمة ذلك الدور تجلى في التدريب والتجهيز النوعي لقوات النخبة الشبوانية، ومن خلالها تم بسط الأمن والاستقرار في المديرية والمديريات المجاورة التي كانت تعاني من انتشار العصابات، والانفلات الأمني المهول، وتصدت لهم النخبة «محور عزان» بكل شجاعة، وصنعت أروع الملاحم البطولية في القضاء على تلك الاختلالات وهزيمة الإرهاب وعناصره. وتابع باعوضة أن ذلك ما كان له أن يتحقق لولا دعم الإمارات المشهود، لمحاربة الإرهاب وبسط الأمن في ربوع المحافظة كافة.
وأعاد باعوضة إلى الأذهان حال المديرية قبل انتشار قوات النخبة، مبيناً أنها كانت في وضع لا تحسد عليه، إذ كانت تحت رحمة عصابات لا ترحم، تمارس القتل في وضح النهار، وتنهب الممتلكات بكل غطرسة وتكبر وتجبر. وأشار إلى أنه بعد مجيء قوات النخبة شعر المواطنين بالأمن والأمان والاستقرار، وتم منع دخول السلاح إلى المديرية.
وأكد أن الأمن والأمان اللذين تعيشهما المديرية واقع ملموس في وجود النخبة الشبوانية، والكل يشيد بها سواء من قبل السلطة المحلية، أو المواطنين والزائرين لها، ومنظمات المجتمع المدني.

تأمين السواحل
ما أن أنهت قوات التحالف العربي وقوات النخبة الحضرمية مهمة طرد تنظيم «القاعدة» من مدينة المكلا في 24 أبريل 2016، حتى واصلت جهودها لتأمين الشريط الساحلي لمحافظة شبوة، المحاذي لحضرموت، ودعم مناطق الساحل بقوات النخبة الشبوانية التي أعدت وفق خطة إماراتية مدروسة لاستتباب الأمن في تلك المديرية الساحلية المهمة.
وتمتلك مديرية رضوم، شريطاً ساحلياً طويلاً على بحر العرب إذ يبلغ طوله 220 كلم يبدأ من منطقة «رداء» غرباً المحاذية لمحافظة أبين حتى منطقة «ساحل ميفع» شرقاً بمحافظة حضرموت، ويمر به الطريق الساحلي الدولي «عدن- بالحاف-حضرموت»، وهذا الطريق الحيوي والهام يشهد حركة نشطة على مدار الساعة وتمر به يومياً مئات المركبات، إضافة إلى ما تكتسيه المديرية من أهمية جغرافية وأمنية كبيرة. وإلى جانب ميناء تصدير الغاز، فهناك خزانات النفط في منطقة «النشيمة»، ناهيك عن قربها من دول القرن الأفريقي وتدفق العشرات من اللاجئين من القرن الأفريقي، وما يمثله ذلك من هجرة غير شرعية إلى البلاد.
ويعدد الكاتب صالح مساوي، بعض الإنجازات المحققة على أيدي قوات النخبة الشبوانية، محور عزان، ومنها: طرد الإرهاب ومكافحته من معظم مناطق شبوة، ويعده إنجازاً فشلت الكثير من الحكومات المتعاقبة في تحقيقه، وتأمين الطرقات، وإنهاء ظاهرة حمل السلاح، والفصل في كثير من قضايا الأرض والعقار، وإعادة الممتلكات المنهوبة العامة والخاصة لأهلها، ومكافحة ظاهرة الثأر التي عانت منها شبوة لعقدين من الزمن، وانخفاض معدل الجريمة وبنسبة كبيرة جداً قد تصل إلى 95% وفقاً لتقارير المنظمات الدولية المهتمة بالشأن الأمني ومكافحة الإرهاب، وانخفاض معدل البطالة من خلال انخراط الشباب في النخبة، وكذلك خلق فرص العمل التي توافرت لليد العاملة والمهنية، بسبب الانتعاش الاقتصادي في المناطق التي تقع تحت سيطرة النخبة من خلال المشاريع التنموية التي تنفذها هيئة الهلال الأحمر الإماراتية، وبناء وترميم الكثير من المشاريع الخدمية.

ومن أهداف قوات «النخبة الشبوانية»، بسط الأمن والأمان في مديريات المحافظة كافة، ومحاربة الإرهاب وقمعه واستئصاله من شبوة، والحفاظ على ثرواتها من العبث والسرقة، وتأمين مواقع الشركات النفطية حتى تستمر في عملها، وتأمين الطرق للمسافرين من خطر قطاع الطرق والمجرمين، واستعادة مؤسسات الدولة والأملاك العامة.

هزيمة عصابات الشر
بدوره قال المقدم محمد سالم البوحر، قائد قوات النخبة الشبوانية «محور عزان» لـ«الاتحاد»، إن «دعم الإمارات قد لا يتسع المجال لذكره كله، فيكفيها فخراً قيامها بتجهيز قوات النخبة تجهيزاً عالياً، ووفق تدريب احترافي، وعلى مستوى خبراء لهم صولات وجولات، إضافة لقيامها بالمشاركة الفاعلة في تطهير المديريات من ميليشيات الانقلاب، وليس آخرها ما تقدمه الهلال الأحمر من دعم سخي متعدد الجوانب».
على ذات السياق يسير الأستاذ صالح مهدي الواحدي، مدير ثانوية عزان، مؤكداً أن المديريات الأربع تنعم بالأمن والاستقرار، وخالية من الفوضى وعصابات الشر والإجرام، وهي مناسبة لرفع الشكر والعرفان لإمارات الخير قيادة وحكومةً وشعباً، لما قدمته من مساعدات ومشاريع خدمية مهمة في المديريات الجنوبية، ولفت الواحدي إلى أن تلك المواقف الكريمة ليست بغريبة على دولة الإمارات.

إنجازات أمنية تكتب بماء الذهب
وأعرب الناشط صالح سعيد باعوضة، عن فخره وإعجابه واعتزازه بما حققته النخبة الشبوانية من نقلة نوعية خلال الأشهر القليلة الماضية، وقال «ينبغي أن نكتب ذلك بماء الذهب بعد أن كانت المديريات الأربع تعيش في ظل انفلات أمني، بعكس ما هو حاصل اليوم وما تنعم به من أمن وأمان لمسه الجميع حكاماً ومحكومين، وصار الجميع سواسية أمام القانون. وما كان لذلك أن يحدث لولا فضل الله، ثم بفضل سواعد الرجال من أبطال النخبة الشبوانية الذين يسهرون من أجل أن تعيش المنطقة في أحضان الأمن والسكينة والهدوء».

بشائر الفرح
بشائر الفرح العارم بدت واضحة على جموع مواطني محافظة شبوة وهم يرون قوات النخبة الشبوانية تنتشر في ربوع مديرياتها لبسط الأمن والأمان فيها عقب انفلات أمني استمر لسنوات، وأعربوا عن فرحتهم واستبشارهم وهم يرون القوات برجالها وعتادها يفرضون سيطرتهم وينشرون الأمن والطمأنينة والسكينة في ربوعها، ويؤمنون الطرق التي طالما شهدت عمليات قطع ونهب لممتلكات المسافرين، وانتشار عمليات القتل بدافع الثأر بين قبائل المحافظة المختلفة، بالإضافة إلى الحس الأمني المتقن من قبل الجنود في تأدية مهامهم، واحترام المارة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©