الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«المسرح الملحمي والشرق» يرصد تأثر وأثر برشت في المسرح

«المسرح الملحمي والشرق» يرصد تأثر وأثر برشت في المسرح
12 يوليو 2012
عصام أبو القاسم (الشارقة)- صدر حديثا عن الهيئة العربية للمسرح في الشارقة كتاب بعنوان “المسرح الملحمي والشرق” للناقد المغربي سعيد الناجي، ويقع في 112 صفحة من القطع المتوسط. والكتاب الذي يبرز تأثر المسرحي الألماني برتولد برشت (1898/ 1956) بالثقافات الشرقية بخاصة في رؤاه المسرحية كتابةً وإخراجاً، مقسم إلى ثلاثة فصول، أولها يقرأ تأثرات برشت الكاتب وثانيها تأثراته كمخرج، أما الفصل الثالث ففيه استعراض لتجليات الفلسفة الشرقية في فهم برشت لعلاقة المسرح بالمتلقي. يستهل الناجي كتابه بالحديث عن وضعية النص في المسرح الملحمي، ويقول ان برشت انطلق في مغايرته للتجارب المسرحية التي سبقتها من النص إذ عمد إلى تغيير محتواه ولغته وحكايته. يقرأ الناجي مقالة برشت الموسومة بـ “ خمس صعوبات عند كتابة الحقيقة” ويبين كيف أن المسرحي الألماني نظر إلى اللغة باعتبارها “مؤسسة غير بريئة” إذ لا يمكن “لاستعمالها إلا ان يكون أيديولوجياً” ويقول الناجي ان برشت تبنى لغةً تمزج النثر والشعر والفصحى والعامية، أي لغة مهجنة، وبذلك “يكون برشت انزاح عن معايير البلاغة القديمة التي تميز الأنواع حسب لغتها حيث تعتمد التراجيديا لغة نبيلة وقوية والكوميديا تلجأ إلى لغة بسيطة”. وفي ما يتعلق بالحكاية التي احتلت موقعا مهما في برنامج المسرح الملحمي فهي بالنسبة لبرشت”روح الدراما”، ويتفق صاحب “الاورجانون الصغير” مع أرسطو طاليس في هذا التقدير للحكاية. ولكن برشت يختلف مع القاعدة الأرسطية المتعلقة ببناء الحكاية إذ سيقدم اقتراحاً حكائياً لا يعتمد تلك الخطية “بداية وسط ونهاية” فهو لا ينظر إلى العمل الفني بوصفه “كلاً تاماً” إنما أجزاء مستقلة أو وحدات منفصلة وكل وحدة يمكن ان تبدو مثل مسرحية صغيرة؛ وقد قال برشت انه استوحى هذا المنظور إلى بناء الحكاية من الرسم الصيني ، فاللوحة الصينية هي: تجميع لأشياء متعددة تتوزع على الورقة مثل السكان الذين يتوزعون في المدينة في ترابط لا يفقدهم استقلالهم الخاص. ويلاحظ الناجي “نعتبر علاقة برشت بالرسم الصيني تجاوزت الإعجاب إلى تغذية برنامجه الجمالي بمبدأ تنظيمي ينطبق على الحكاية وسواها من مكونات العملية المسرحية”. في الفصل الثاني يستند الناجي إلى جملة من تعليقات برشت ليبين تأثره بالرسم الصيني أيضا في تصوراته المتعلقة بالسينوغرافيا. حيث يشير برشت إلى ان الديكور سابقا “كان يبنى قبل بدء الممثلين التدريبات ويتيح مجالا صغيرا للعب المسرحي كما يجعل تحديد مواقع الممثلين مسألة اعتباطية” ويقترح صاحب “القائل نعم القائل لا” ديكوراً مرناً يمكن للممثل ان يغيره أو يبدل موقعه في ساحة اللعب ومن هنا على مصمم الديكور ألا يضع قطعة ثابتة لا يمكن نقلها. وهذه الحركية في الديكور ستخلق علاقة دينامية بين “الفراغ” و”الممثل” و”قطع الديكور” في فضاء العرض المسرحي. ويقول الناجي، مقتبساً من أوريل سيرين، ان ذلك يشبه حال اللوحة الصينية التي تحمل متلقيها عبر مناظر طبيعية تتجدد باستمرار. اما الفصل الثالث من الكتاب فيعرض رؤى برشت حول علاقة المسرح بالجمهور وذلك استنادا إلى مشاهداته في المسرح الصيني، ويكتب الناجي في هذا الفصل على خمس محاور هي “التلقي في المسرح الملحمي واستلهام فلسفات الشرق” و”جدلية الاندماج والتغريب” و”التغريب بين المعرفة واللذة” و”أصول التغريب؛ تقاطع الشرق والغرب”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©