الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أزمة الريال تتعمق في ذكرى رحيل الملك ألفونسو!

أزمة الريال تتعمق في ذكرى رحيل الملك ألفونسو!
8 أكتوبر 2018 00:50

محمد حامد (دبي)

كرة القدم ليست مجرد لعبة، حقيقة أصبحت واقعاً يتجسد على أرض الواقع في العالم أجمع، ولكنها أكثر حضوراً ورسوخاً في إسبانيا، وريال مدريد ليس كياناً كروياً يتمتع بجماهيرية كاسحة حول العالم فحسب، بل رمز سياسي واقتصادي واجتماعي، ووجه حضاري يجسد القوة الناعمة لإسبانيا حول العالم مع منافسه التاريخي برشلونة، ومن ثم يصبح لربط الأحداث الكروية بتفاصيل التاريخ السياسي ما يبرره، فالأزمة التي يعيشها الملكي في الوقت الراهن، تعمقت على إثر الهزيمة على يد ديبورتيفو آلافيس للمرة الأولى بمعقل الأخير منذ عام 1931.
وفي ثلاثينيات القرن الماضي، أي منذ آخر مباراة شهدت فوز آلافيس على الريال، عاشت إسبانيا حدثاً كبيراً تمثل في سقوط ورحيل الملك ألفونسو الثالث عشر لتقوم الجمهورية الإسبانية الثانية، والأمر على هذا النحو لا يعني سقوط الريال لمجرد أنه يتعثر في انطلاقة موسم، إلا أن الأمور تسير بصورة لا يشعر معها عاشق الملكي بالارتياح، فقد نجح فريق آلافيس في مشاركة الريال في نفس عدد النقاط بعد خوض 8 مباريات لكل منهما، وهو 14 نقطة، بل إنهما يتشابهان في كافة التفاصيل من حيث عدد مرات الفوز، والتعادل، والهزيمة، ويتقدم الملكي على آلافيس في الوقت الراهن بفارق الأهداف فقط.
أزمة الملكي توقعها الجميع، فقد جاء رحيل كريستيانو رونالدو ليترك فراغاً هجومياً وتهديفياً قاتلاً، فقد رحل اللاعب الذي يسجل ما يقرب من 50 هدفاً في كل موسم، ولم يتم تعويضه بعنصر آخر يملك بعضاً من قدراته، مع استمرار كريم بنزيمة، وجاريث بيل، وغيرهما من العناصر الهجومية في تقديم الأداء الذي يطغى عليه ضعف الشخصية وافتقاد الكاريزما التي تثير خوف المنافسين.
ولا زالت الصحافة المدريدية، وكذلك الصحافة العالمية، تطرح قصة رحيل الدون مع كل عثرة ملكية، فقد أجمع نجوم الريال وكذلك إدارته الفنية وقطاع لا يستهان به من جماهيره على أن رحيل رونالدو سوف يجعل الفريق أكثر جماعية، ولا يعتمد على تقديم الخدمات للاعب واحد، وتسابق الجميع في التأكيد على أن بيل وبنزيمة سوف يتحرران من الضغوط التي شعرا بها حينما عاشا طويلاً في ظل الدون، وبلا نجومية حقيقية مع النجم الأوحد.
وبعد أن فشل الريال في تسجيل أي هدف في آخر 4 مباريات، بل تعرض للهزيمة في 3 منها، عادت نغمة افتقاد رونالدو من جديد، حيث يصف البعض ما حدث بأنه الخطأ التاريخي لرئيس الريال فلورنتينو بيريز، الذي لم يفعل الكثير للإبقاء على رونالدو، وفي الوقت ذاته لم يبادر بتعويضه بنجم آخر من العيار الثقيل، مما يجعل الملكي يعيش فراغاً كبيراً على المستوى التهديفي، وكذلك على المستوى المعنوي، فهو يفتقد النجم الكبير الذي يليق بتاريخ وجماهيرية الريال.
وعلى الجانب الآخر يقف البعض في معسكر دعم بيريز، ورفع شعار «الملكي أكبر من أي لاعب»، حيث يتمسك عشاق الريال بهذا المبدأ دائماً، ويكفي أن البرنابيو هتف ضد أبرز نجوم الفريق في بعض الفترات ومن بينهم رونالدو، مما يعني أن الكيان أهم من أي لاعب مهما بلغت درجة نجوميته وتأثيره، وهو ما يسمى بـ«كبرياء الملكي»، وما بين كبرياء الملكي وخطأ الرئيس بيريز يظل الريال في مأزق كبير بالنظر إلى الأرقام التي تؤكد أنه أصبح فقيراً هجومياً بصورة لم يعرفها منذ أكثر من 30 عاماً.
رقمياً لم يسبق للريال أن فشل في التسجيل في 4 مباريات متتالية منذ عام 1985؛ أي ما يقرب من 33 عاماً، وبدأت سلسلة العقم التهديفي للريال الموسم الحالي بالهزيمة بثلاثية أمام إشبيلية، ثم التعادل 0-0 مع أتلتيكو مدريد، والهزيمة على يد سسكا موسكو في الجولة الثانية بدوري الأبطال الأوروبي، وهي هزيمة أثارت غضباً في أوساط عشاق الملكي، خاصة أنه العملاق الأول للبطولة القارية، وعاد الريال ليسقط في ملعب مينديزو روزا معقل فريق آلافيس، صحيح أن هدف انتصار أصحاب الأرض جاء في الدقيقة 95 إلا أنه لا يعني أن الريال لم يكن محظوظاً، فالأزمة الحقيقية في الهجوم العقيم.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©