السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التصاميم التراثية تتجلى في حياكة الملابس المحلية التقليدية

التصاميم التراثية تتجلى في حياكة الملابس المحلية التقليدية
4 أغسطس 2014 20:45
تعتبر الملابس التقليدية سمة مهمة من السمات الثقافية التي تتميز بها الشعوب وتنفرد بها عن غيرها، لكونها مستمدة من عادات المجتمع وطبائع سكانه التي تستمد من قيمه وتراثه الثقافي. ولقد برعت الأمهات قديما في حياكة الأقمشة التي كانت تجلب من الهند في ذلك الوقت، وقدمن ملبوسات زاهية متنوعة لها مسمياتها ومناسباتها التي تلبس فيها. وبالرغم من تطور الأقمشة والملبوسات، إلا أن التصاميم التراثية لا تزال سيدة الموقف في المناسبات التراثية والمناسبات الخاصة، فلا يمكن أن ينسلخ المرء عن ماضيه وحاضره ومستقبل أبنائه. مع تطور الأقمشة والملبوسات التي واكبت تطور جميع مناحي الحياة، تطورت أيضاً المسميات التي دمغت بها الأقمشة، مما أكسبتها ميزة وسمة خاصة تميزها الأقمشة التقليدية التي تتسم بالزركشة تارة، وبخطوط أفقية ملونة تارة أخرى، وبزخارف بسيطة في شكلها وتداخل ألوانها إلا أنها اختلفت في مكان ومناسبة ارتدائه. تقول الباحثة التراثية آمنة عبيد «أم محمد»: «الأزياء التقليدية الإماراتية كانت بسيطة جداً، فثوب المرأة توزع بين كل من ثوب للمنزل، وآخر للخروج، وأيضاً للمناسبات سواء العامة أو الخاصة، فعادة ما ترتدى المرأة في بيتها ثوب قطني مطرز بخيوط قطنية بسيطة، في حين ترتدي ثوب «بو ذايل» للخروج. فالمرأة قديماً لم تكن ترتدي العباءة، فعادة ما تستخدم ذيل الثوب لتغطية وجهها عند الخروج» وتضيف:« نجد ثوب «الميزع» وهو عبارة عن ثوب متعدد الألوان مزخرف بخيوط التلي أو خيوط الزري، ومضاف إليه السروال الذي يحمل في نهايته أيضا تطريز. وأيضاً البرقع وهو غطاء الوجه وعادة ما تنفذه سيدات متخصصات يطلق عليهن «المقرضة» أي التي تقوم بمهمة قص البرقع وحياكته. إلى جانب «الشيلة» وهو غطاء الرأس الذي ترتديه المرأة فيطلق عليه بندوه والميده بودقه، والنيل». المناسبات ولأن المرأة لا تتردد في القيام بواجباتها وعملها في منزلها، فهي المربية والمدبرة والمهنية أيضاً، فهي المسؤولة أيضاً عن تجهيز وحياكة ملابس أفراد أسرتها، خصوصاً في مناسبات الأعياد، فتقوم بتجهيز الملابس قبل العيد بشهرين، من حياكة ثياب الرجل والصبية والبنات، ونظراً لشظف العيش ومشقة الحياة في تلك الفترة، وعدم وجود آلة حياكة تعين المرأة على عملها في الحياكة، فكان يتم عمل ثوب واحد للعيدين. وتوضح «أم محمد»أن الأقمشة اختلفت بخاماتها وألوانها وما تحمله من نقوش، الأمر الذي على ضوئه أيضاً تتحدد طبيعة ومكان استخدامه أو ارتدائه، ومن بين هذه الأقمشة العديدة التي كانت تجلب من الهند، حتى أصبحت جزءاً من موروث البيئة المحلية، ومن هذه الأقمشة: بو قليم وهي تحمل خطوط رفيعة طولية، وصالحني، وبوطيرة ، وتحمل نقشة زهرة على شكل طير، وثوب التور المخرفة، وتور بودقه، وهو قطعة قماش من التور موشحة بحبيبات من الخيوط. وهناك أيضاً ثوب النقدة وهي تعني وزن الفضة، فهي قطعة موشحة بقطع من الفضة أو خيوط منه وكانت تباع بالوزن ويتم حياكة ثوب من التول. وتضيف أم محمد قائلة: بوتيله بو نيره، قماش من القطن موزع عليها دوائر ملونة، المزراي مطعمة بخيوط الزري، والمليوص، ورسمة الموتر وتحمل خطوطاً عريضة، وبو«الكازو» وتحمل شكل الكاجو، وبوبريج الأقمشة التي تحمل رسمة شبيهة بالأبريق، وبو الربوع موشحة بدوائر بحجم ربع درهم، وفي أحيان أخرى قد تسمى الأقمشة نسبة لطبيعة ملمسها، حيث يطلق على نوع من القماش «البروشوت» لكون ملمسه يشبه قماش المظلات. وهذه التسميات الشعبية التي أثرت نوعية الأقمشة وميزتها أصبحت شفره متداولة بين الأهالي حتى يومنا هذا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©