الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أبوظبي تنافس عالمياً كنقطة جذب للسياحة العلاجية

أبوظبي تنافس عالمياً كنقطة جذب للسياحة العلاجية
8 أكتوبر 2018 01:39

رشا طبيلة (أبوظبي)

وقعت دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي، أمس، مذكرة تفاهم مع «منظمة السياحة العلاجية»، لتنسيق الجهود التسويقية الاستراتيجية التي تعزز من موقع أبوظبي على خريطة وجهات السياحة العلاجية المتميزة والمفضلة في العالم، حيث تنص على إنشاء مكتب إقليمي للمنظمة في أبوظبي.
وستنقل المنظمة مؤتمرها السنوي العالمي للسياحة العلاجية والمؤتمر العالمي للرعاية الصحية إلى أبوظبي، والذي يجمع خبراء ومنظمات متخصصة من أكثر من 100 دولة، ويستقطب سنوياً أكثر من 10.000 زائر وحوالي 200 جهة عارضة وراعية، علاوة على استضافة ما يصل إلى 100 من كبار المهتمين.
وتضع المذكرة، التي وقعها سيف سعيد غباش، وكيل دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، وجوناثان ادلهايت، الرئيس التنفيذي لمنظمة السياحة العلاجية، رئيس مجلس الإدارة والمؤسس الشريك لـ«جلوبال هيلث كير ريسورسيز»، الخطوط العريضة للتعاون الاستراتيجي بين الجهتين لتطوير استراتيجيات تسويقية وترويجية لاستقطاب زوار السياحة العلاجية من الأسواق الرئيسة المستهدفة بما في ذلك روسيا والصين والهند ودول مجلس التعاون الخليجي، إلى الإمارة.
وتفصيلاً، تنص الاتفاقية أيضاً على إنشاء مكتب إقليمي لـ«منظمة السياحة العلاجية» في العاصمة الإماراتية، وإصدار دليل جديد للسياحة العلاجية والاستشفاء في أبوظبي، والذي سيمثل منصة لنشر الوعي بمقومات السياحة العلاجية في الإمارة، ونقل رسالة الوجهة السياحية إلى الأسواق المستهدفة. وتعتبر «منظمة السياحة العلاجية» شريكاً رئيساً للهيئات والوجهات الراغبة في توسيع دائرة نشاطها في قطاعات الرعاية الصحية والاستشفاء والسياحة.
وتنص المذكرة أيضاً على مجالات التعاون بين الدائرة والمنظمة، بما فيها إجراء تقييم شامل لاستراتيجية السياحة العلاجية الحالية في أبوظبي، وتنسيق مبادرات التسويق الرقمي، وتنظيم جولات ترويجية في الصين والهند وروسيا ودول مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى استضافة كبار المشترين والعاملين في قطاع السياحة العلاجية في زيارات تعريفية لمرافق ومنشآت الرعاية الصحية الحديثة في أبوظبي.
وستسلّط هذه الزيارات الضوء على مقدمي خدمات الرعاية الصحية، ومستويات جودتها العالية، واللوائح التنظيمية والقوانين التي تضمن حقوق النزلاء وحصولهم على أفضل وأرقى الخدمات، والباقة الكبيرة والمتنوعة من العلاجات وبرامج الاستشفاء المتاحة حالياً في أبوظبي، إلى جانب التجارب والبرامج والجولات السياحية والترفيهية التي يحظى بها المرضى ومرافقوهم.
روافد واعدة
وأكّد سيف غباش أن إبرام هذه الاتفاقية يتماشى مع أهداف ورؤى الدائرة في الترويج لمقومات السياحة العلاجية في أبوظبي، باعتبارها إحدى الروافد الواعدة لتنشيط حركة السياحة في الإمارة واجتذاب المزيد من الزوار، وهو ما يدعم رؤية أبوظبي الاقتصادية 2030 التي تقود نمو وتطور اقتصاد الإمارة.
وقال غباش: «تمنحنا مذكرة التفاهم فرصة الاستعانة بأفضل الخبرات والممارسات العالمية والاطلاع على أحدث التوجهات في هذا القطاع، وتطوير استراتيجيات ديناميكية فعالة للترويج لوجهتنا السياحية في الأسواق المستهدفة الرئيسة، وزيادة مساهمة السياحة العلاجية في إجمالي الناتج المحلي للإمارة»، مشدداً على أهمية استضافة أبوظبي للمؤتمر السنوي للمنظمة الذي سيعقد في سبتمبر من كل عام، حيث إنه فرصة لمزودي الخدمات الصحية للتعرف على ما تمتلكه أبوظبي من مقومات، وبالتالي جذبهم للاستثمار في القطاع الصحي بالإمارة.
وأشار غباش إلى أن الأسواق المستهدفة للسياحة العلاجية تتمثل في تلك التي تشهد فيها أبوظبي نمواً ملحوظاً، وهي الصين والهند وروسيا ودول الخليج، إلى جانب الدول التقليدية التي تشهد أبوظبي منذ سنوات طويلة إقبالاً منها، وهي ألمانيا وبريطانيا وأميركا.
وأفاد: «نعمل مع شركائنا في القطاع الصحي من القطاع الحكومي إلى جانب مزودي خدمات الرعاية الصحية من مستشفيات ومراكز صحية، إضافة إلى المدن الطبية المتخصصة وشركات التأمين، فضلاً عن قطاع الضيافة، لتعزيز مكانتنا كوجهة سياحية علاجية مؤثرة في العالم».
وأكد غباش، أن الهدف من الاتفاقية العمل على تنظيم جولات في الأسواق المستهدفة، بما في ذلك الصين والهند وروسيا ودول الخليج، لتعريفها حول ما تمتلكه أبوظبي من مقومات جاذبة للسياحة العلاجية، سواء من خلال تطور القطاع الصحي ومرافقه، أو المرافق الترفيهية والثقافية التي تعزز من تجربة السياح الذين يأتون بهدف العلاج.
وأضاف: «تتضمن خطة العمل ضمن الاتفاقية، أيضاً استضافة جولات تعريفية إلى أبوظبي لبعض المنظمات والشخصيات المختارة لزيارة المرافق والمنشآت المشاركة في الاستراتيجية».
ويتم تسليط الضوء عند استضافة المهتمين بالسياحة العلاجية في أبوظبي، على مرافق تقديم خدمات الرعاية الصحية في الإمارة وجودة الخدمات المقدمة والقوانين واللوائح التنظيمية التي تضمن حقوق النزلاء والزوار، ومجموعة العلاجات وبرامج الاستشفاء الواسعة التي يتم تقديمها بأبوظبي، إضافة إلى أن أبوظبي توفر قيمة عالية مقابل الإنفاق على السياحة العلاجية مقارنة بمستوى الخدمات، فضلاً عن التجارب السياحية والوجهات الترفيهية المتنوعة التي توفرها أبوظبي للمرضى وعائلاتهم.
وقال غباش: «سنعمل من خلال هذه الشراكة على جعل تجربة سائح العلاج مميزة، منذ مغادره بلده حتى وصوله لأبوظبي ومغادرته الإمارة، من خلال شركائنا مثل الاتحاد للطيران ومطار أبوظبي والفنادق والمرافق السياحية والجهات الصحية المعنية بأبوظبي، إذ سنقدم تسهيلات وحوافز لجذب هذا النوع من السياحة لأبوظبي، وسندرس احتياجات كل سوق في القطاع الصحي».

مقومات الإمارة تجعلها وجهة مثالية للسياحة العلاجية

قال جوناثان ادلهايت، الرئيس التنفيذي لمنظمة السياحة العلاجية: «تتيح مذكرة التفاهم التي عقدناها بين دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي ومنظمة السياحة العلاجية نمواً نوعياً لصناعة السفر الطبي، إذ نعمل معاً لتعزيز مكانة أبوظبي كوجهة سياحية علاجية موثوقة، وسنبدأ بإطلاق جولات مشتركة في دول مجلس التعاون الخليجي، والصين والعالم».
وأضاف ادلهايت «تمتد مذكرة التفاهم لمدة عشر سنوات، مما يعكس التزام أبوظبي طويل المدى لتصبح واحدة من أكثر الوجهات السياحية العلاجية تطوراً واستدامة في العالم، ويعد نقل مؤتمرنا العالمي للسياحة العلاجية ومؤتمر الرعاية الصحية العالمي إلى أبوظبي، خطوة استراتيجية لتحقيق أهدافنا المشتركة، فموقع أبوظبي المركزي يسهل الوصول إلى المهتمين بالسفر الطبي، وشركات التأمين، والمستشفيات، والمستثمرين. نتوقع أن ينمو هذا الحدث العالمي في أبوظبي، وسنطلق أكبر برنامج لاستضافة المهتمين بالصناعة، مما يجعل أبوظبي مركزاً أساسياً لتطوير أعمال السفر الطبي».
وقال ادلهايت في رد على سؤال لـ«الاتحاد»، حول اختيار أبوظبي وجهة للسياحة العلاجية ومقراً لمكتبها الإقليمي: ما جعلنا نختار أبوظبي التزام حكومتها برؤية طويلة المدى والتي تنعكس إيجاباً على القطاع السياحي والعلاجي بالإمارة فهي بفعل هذه الرؤية تمتلك جميع المقومات التي تؤهلها لتكون وجهة عالمية للسياحة العلاجية.
وأضاف ادلهايت «أبوظبي تمتلك بنية تحتية متطورة وتعاوناً وثيقاً وناجحاً بين القطاعين العام والخاص إلى جانب المرافق السياحية والفنادق ذات المستوى العالي، الأمر الذي يقدم تجربة سياحية ناجحة للزوار».
وبين ادلهايت أن العائدات من السياحة العلاجية مرتفعة جداً مقارنة بالسياحة العادية، فمعدل إقامة سياح العلاج أكبر بكثير من السياح العاديين ويصل إلى عدة أسابيع ما يجعل معدل إنفاقهم أعلى، وبالتالي فإن أبوظبي تمتلك من مقومات ترفيهية ومرافق سياحية تجعلهم يعيشون تجربة سياحية مميزة إلى جانب السياحة العلاجية.
وأكد «نسعى من خلال هذه الشراكة لاستقطاب مشغلي خدمات صحية وطبية عالمية إلى أبوظبي لتساهم مع المنشآت الطبية العالمية الموجودة حالياً مثل (كليفلاند كلينيك) في جعل أبوظبي وجهة مثالية للسياحة العلاجية في العالم».
وتشكل السياحة العلاجية أحد محاور رؤية أبوظبي الاقتصادية 2030 لتنويع اقتصاد الإمارة. وتهدف مذكرة التفاهم إلى نشر الوعي بالوجهة السياحية وبرامج السياحة العلاجية بها إقليمياً وعالمياً، واستقطاب قطاعات متنوعة من زوار السياحة العلاجية من الأسواق المستهدفة، وفي الوقت ذاته، يضع أبوظبي في مصاف الوجهات المفضلة للسياحة العلاجية في العالم.

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©