أصابت امرأة

«أصابت امرأة وأخطأ عمر».. رسالة الإسلام للعالم أجمع قبل 1400 سنة، رسالة تجزم أن المرأة تساوي الرجل، بل تفوقه أحياناً فكرياً، في حين تداخلت الأصوات واختلط الكلام، فصعب فك طلاسم ما يقال وما يروى في كل اتجاهات العالم، بحت الحناجر تنادي مطالبة بإعلاء صوت المرأة لنصرتها اجتماعياً، فكرياً وحقوقياً لتتساوى مع الرجل، بينما إنجازاتها يتحدث عنها التاريخ ولا مجال للمزايدة على موضوع محسوم. نساء حفرن الصخر بأناملهن ليسيل ماء عذبا أجاجا، بل فاقت قدراتهن ما يتخيله البعض في أقاصي العالم، فلا أظن أن المرأة تقف حواجز في طريقها إلا ما تضعه هي بنفسها حاجزاً، فلا أحد يقف في وجه الطبيبة إن كانت متفوقة، ولا يمكن تعطيل قدرات أي مندفعة نحو الحياة لتبصم زمانها بالتفرد في العطاء، والدلائل كثيرة على تحفيز بوادر النجاح، وليس النجاح في أوج كماله. هذا ما تحدثت عنه نخبة من نساء المجتمع الراقي نساء خبرن الحياة من خلال نضالهن للوصول إلى ما وصلن إليه من نجاح، أسهبن في سرد إنجازات المرأة الإماراتية، وما وصلت إليه بفضل جهودها، وبفضل ميثاق الثقة الذي وضع سلفاً.. ينجح من يؤمن به ويتخذه نبراسا، وتحدثن عما تحقق لها في سنوات قليلة من امتيازات فاقت تصور العالم، بدعم عالٍ ينبع من كون المرأة شريكاً أساسياً في بناء الحياة والمجتمع، ومن سياسة رحيمة بها لرفع الظلم الاجتماعي عنها، فدرست وتمكنت ووصلت إلى مناصب قيادية حيث نسبة 30 في المئة من العاملين في وظائف قيادية عليا من النساء، حسب تصريح الشيخة هند القاسمي خلال احتفال الاتحاد النسائي العام بيوم المرأة العربية، وهذا رقم ليس من اليسير الوصول إليه في أغلب الدول الرائدة في مجال دعم المرأة والدفاع عن حقوقها، بينما وصلت مساهمة المرأة إلى المجلس الوطني إلى نسبة 22.3 في المئة حسب تصريح أمل القبيسي، بنفس المناسبة، وبلغت نسبة الأمية في الإمارات إلى 2 في المئة حسب فاطمة المغني، بينما تصل نسبة الملتحقات بالتعليم الجامعي في الإمارات إلى 76 في المئة حسب تقرير مؤسسة الفكر العربي حول التنمية الثقافية في الدول العربية مؤخراً، وهذا ما أكدت عليه عائشة سلطان في مداخلتها خلال الندوة الحوارية التي نظمها الاتحاد النسائي العام بمناسبة يوم المرأة العربية. هذه مؤشرات تدل على نجاح استراتيجية صناع القرار في الإمارات لدفع المرأة ودعمها بكافة السبل وتمكينها، والاعتراف بأنَّ للمرأة الإماراتية قدرتها وحق تقديرها، وأنَّها نهلت من فيض خير بلد يكرم أهله، ويفتخر بهم. لكبيرة التونسي