إعداد ـ محمد عبدالرحيم:
شرعت الصين في أكبر توسعة للسكك الحديدية في العالم على مر التاريخ كما أنها تأتي في الوقت المناسب حسب آراء المسافرين· وهناك أصلاً مسارات للسكك الحديدية في كامل أنحاء الدولة بطول يبلغ 46 ألف ميل (75 ألف كيلو متر) أي أكثر مما لدى أي دولة آسيوية أخرى إلا أن هذا الرقم ما زال أقل بكثير من أن يلبي الطلب من قبل الركاب والبضائع·
وكما ورد في صحيفة التايمز اللندنية مؤخراً فإن وزارة السكك الحديدية وضعت خططاً طموحة لتجاوز عنق الزجاجة بحيث يتم إضافة 6 آلاف ميل من المسارات الحديدية بحلول العام 2010 (أي ما يعادل 60 في المئة من شبكة السكك الحديدية البريطانية الحالية) قبل أن يتم تمديد هذه الشبكة إلى إجمالي يبلغ 60 ألف ميل بحلول العام ·2020
ومن المؤكد أن هذه الخطط سوف تلقى ترحيبا من مئات ملايين الركاب الذين اعتادوا على السفر إلى مسافات بعيدة في ظروف بالغة السوء حتى لو حالفهم الحظ في الحصول على تذكرة· وتشير يو ماي إلى رغبتها في الهرب من صيف بكين الساخن لقضاء عطلة في بحيرة هولون في وسط منغوليا على الحدود مع روسيا إلا أن تذاكر القطارات المتجهة لهذا الركن النائي من الصين قد تم حجزها بالكامل طوال شهر أغسطس الجاري· لذا فقد عمدت السلطات إلى تسيير عدد إضافي من القطارات بعد أن سمحت لأعداد إضافية من الركاب باستقلال القطارات، وهو الأمر الذي بات يعني بقاء المزيد من المسافرين في حالة الوقوف في رحلات تمتد لعشرات الساعات في ظل تكدس الممرات والحمامات وعربات تناول الوجبات بأكثر من طاقتها الاستيعابية·
وإلى ذلك فقد لجأت سلطات السكك الحديدية في الدولة إلى تمديد خطوط منحرفة من المسارات الرئيسية بحيث تستخدم لمواكبة الطلب المتنامي على نقل البضائع أو في أوقات الذروة الخاصة بالعطلات· وهنالك أكثر من 100 ألف عربة قطار لنقل البضائع تشق طريقها بشكل يومي على طول مسارات السكك الحديدية الصينية·
إلا أن الحاجة إلى 280 ألف عربة قطار باتت تعني أن شبكة السكك الحديدية لم يعد بامكانها سوى تلبية 35 في المئة فقط من الطلب الاجمالي· وقال هوانج مين مدير إدارة التطوير والتخطيط في الوزارة ''بات من الواضح أن السرعة التي يمضي بها تطوير شبكة السكك الحديدية أبطأ بكثير عن سرعة النمو الذي يشهده الاقتصاد''·
أما جون سكيلز كبير اختصاصي قطاع النقل في البنك الدولي في بكين فيقول ''من الناحية التاريخية فإن الصين تعتبر الدولة الوحيدة على الإطلاق التي تحاول تنفيذ مثل هذه التوسعة، وهو الأمر الذي لم يشهد له التاريخ مثيلاً من قبل· ولا تزال مسألة التمويل تشكل معضلة للسلطات الصينية من أجل المضي قدماً في وضع هذه الخطط المطوحة موضع التنفيذ، فالصين تحتاج إلى مبلغ تريليون يوان (143 مليار جنيه استرليني) بحلول العام 2020 حتى تتمكن من بلوغ أهدافها في الوقت لا تستطيع فيه سوى رصد نصف المبلغ·
لذا فإن أحد أبرز الصناعات الحكومية الاحتكارية في الصين بدأت تتجه إلى القطاع الخاص طلباً للمساعدة بالإضافة إلى توجه السلطات لبيع أحد المسارات الحديدية الخاسرة في ولاية جواندونج الجنوبية في مزاد علني·
عدد اليوم
