الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تكهنات بأثر رجعي

3 يناير 2012
الأيام لا تنتظر أحدا أبدا، تجري، وتجري، ونحن نلهث وراءها، تتيه بنا في دروبها الضيقة، تنساب أعمارنا وراءها باحثين عن الفرح رغم نسبيته المطلقة، أحلامنا موقوفة أو مؤجلة إلى حين، تنسحب ساعات أعمارنا التي يطويها الزمان في النسيان ونحن غير آبهين، كل يوم يمر يقتطع من حياتنا، تأخذنا دوامتها التلقائية والمتشابكة خيوطها، تنام ليلك ولازال هناك عمل في يدك لم تنهيه بعد. لكن توقفنا لحظات، تجبرنا على مراجعة ما فات والتطلع لما سيأتي، لحظات ترتبط بمناسبات أعياد وأفراح، أو أحزان أو مناسبة عام ينقضي لتوقظنا من غفواتنا أحيانا وتوقفنا عند حدود أعمارنا وما كنا عنه غافلين، دوامتها كادت تنسينا تفاصيلها وجزئياتها، وأنستنا العلاقات الاجتماعية وحميميتها، فينقضي العمر في اللامحدود إلى يوم يدرك نهايته دون تدارك نواقص الحياة. فعند انصرام عام، ويمر بكل ما تخلله من تفاصيل حياتية، يقف المرء يحصي ما عمله، ويذكر إنجازاته الدينية والدنيوية، فيدرك أنه 12شهرا كانت طويلة بجزئياتها الدقيقة وبتعبها وما تخللها من أحداث مفرحة وأخرى محزنة، لكن قصيرة جدا من حيث الإنجزات ومن حيث الأعمال التي تخلد المرء الذي يأبى ألا تمر حياته مرور الكرام. ـ لحظات مولد عام جديد يخلف بعض الشجن، والخوف من المستقبل، مما يجعل الكثير من الحركات المتطلعة للمستقبل، تنشط بشكل كبير بدعوى معرفة الغامض، وما يكتنفه من مصاعب اجتماعية واقتصادية وسياسية، هذه الأشياء تخدمها الحالة النفسية التي يكون فيها المرء حين توديع جزء من عمر أصبح في عداد الماضي، والفرد بطبعة يفزع من المستقبل الذي لا يعرفه إلا خالق الكون، فيزيد الإقبال على هذا الدجل والتكهن الذي يشفي غليل البعض، حيث يصدقونه إرضاء لأنفسهم، فترى واحدة منهن مثلا تقدم قراءة لكل برج من الأبراج، وتقول بالقطع، أن صاحبه سيعرف محنا كبيرة وسيترك عمله، ويكون عامه حزين، ولن يرزق بأولاد، في حين يفصل في برج آخر ويقال إنه سيكون أيامه فرح وعامه مزدهرا، ويكسب من الناحية العاطفية والحياة الشخصية، فهل جميع المنتسبين له صغارا وكبارا سيعرفون نفس الأحداث؟ فهذا ضرب من الجنون، ومع ذلك نصدق بائعي الأمل أحيانا. لكن هذه السنة ونظرا للمتغيرات الكبيرة في العالم من الناحية الكونية و البشرية وما يعرفه من تقلبات، فإن الغالبية العظمى من المتكهنين ليست متفائلة، بل تدفع بحدوث كوارث طبيعية وهزات أرضية وثورات بشرية وغضب شبابي، وتنبأت بحدوث عواصف ستحدث في عواصم عالمية حتى الغربية منها. وبأثر رجعي بات يُصرح البعض منهم بأنهم سبق وقرأوا ما حصل السنة الماضية من ثورات عربية التي أطاحت برؤساء وزعماء، لإعطاء الشرعية لما يقولنه اليوم، وليصدقهم الشغوفون باستباق الأحداث ومعرفة الغائب، فربما تحدث أشياء غير متوقعة أيضا في الحسبان هذه السنة، ولا يَقدر المرء إلا أن يتمناها سعيدة. lakbira.tounsi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©