الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الدائرة القطبية.. والصوم في رمضان

14 يوليو 2015 00:06
في مدينة «إيكالويت» الكندية، يواصل العمال مهامهم لساعات طويلة من أجل إنهاء بناء أول مسجد في المدينة قبل حلول فصل الشتاء. وهم يفعلون ذلك من دون تناول أي طعام أو شراب، حتى المياه لمدة تصل إلى 22 ساعة يومياً. ومثل بقية المسلمين في أنحاء العالم، يصوم طاقم بناء المسجد من الفجر وحتى غروب الشمس في رمضان الذي يحل خلال العام الجاري أثناء فصل الصيف. ويعني التوقيت الصيفي أيّاماً أطول من دون غذاء بالنسبة للمسلمين في أنحاء نصف الكرة الشمالي. وينطوي ذلك على تحدٍّ خاص بالنسبة للآلاف الذين يعيشون بالقرب من الدائرة القطبية، حيث تكاد لا تغيب الشمس. وفي «إيكالويت»، إحدى أقصى مدن الشمال الكندي، يحين موعد الغروب في نحو الساعة الحادية عشرة مساء، وبحلول الساعة الثانية صباحاً تشرق الشمس مرة أخرى. وفي سان بطرسبورج بروسيا، يستمر النهار نحو 21 ساعة على الأقل. أما في ستوكهولم فتغيب الشمس الساعة الواحدة صباحاً وتشرق بعد ساعتين ونصف فقط؛ ولا توفّر تلك المنطقة التي تظل فيها الشمس مشرقة حتى منتصف الليل قدراً كبيراً من الوقت لتناول الطعام. ويقول «شانكار نير»، أستاذ الدراسات الدينية في جامعة «فيرجينيا»: «إن كيفية تعامل المسلمين مع شهر رمضان في المناطق التي يكون معظم يومها نهاراً باتت سؤالاً جديداً يطرح على رجال الدين». وحتى القرن العشرين، كان عدد المسلمين الذين يعيشون في المناطق الشمالية صغيراً جداً، ولكن سياسات الهجرة واللجوء جذبت كثيرين من أتباع الدين الإسلامي إلى كندا وشمال أوروبا. ويعيش الآن نحو 600 ألف مسلم في الدول القطبية. ويصل تعداد المسلمين في كندا إلى نحو مليون شخص. وقد أصدر علماء من مصر والسعودية فتاوى مختلفة بشأن كيفية صيام رمضان في المناطق التي تشهد سطوع الشمس لفترة طويلة من اليوم. وللمسلمين في هذه المجتمعات الاختيار من بين هذه الفتاوى. ويقرر البعض الالتزام بالصوم من الفجر إلى الغروب حسب توقيت أقرب المدن الجنوبية، حسبما يقول «حسين جوستي»، المدير العام والمسؤول المالي في مؤسسة «زبيدة طلب» للأعمال الخيرية في كندا. وفي «إيكالويت»، يعني ذلك الصوم من الساعة الـ 5:30 صباحاً إلى الساعة التاسعة مساء مثلما يفعل المسلمون في «أوتاوا». ولكن أعضاء آخرين في المدينة يفضلون الصوم حسب التوقيت المحلي، الذي يحدده قادتهم الدينيون. ويعتقد «جوستي» أن هذه دلالة على مزيد من الجدية. ويمثل ذلك تحدياً؛ إذ تشير الدراسات إلى أن الصوم معظم اليوم يمكن أن يؤدي إلى الصداع والتعب والجفاف. وفي الليل، على الصائمين أن يأكلوا ويشربوا ساعتين فقط، بعد يوم طويل ومرهق في بعض الأحيان. ويقول المسلمون في مدينة «كيرونا» السويدية، التي لا تغيب عنها الشمس، إن الصوم لساعات طويلة يجعل من الصعب عليهم المواصلة. وأوضحت «فاطمة كانيز» إنها في بعض الأحيان تتعب، وتستقل الحافلة من العمل إلى المنزل بدلاً من المشي. والمسلمون في هذه الأماكن لابد أن يتكيفوا مع واقع أن معظم الناس من حولهم لا يجوعون طوال 90 في المئة من وقت اليوم. وقد ذكر «جوستي» أن الأمر يمثل تحدياً أكبر عندما يكون الصائم في الخارج ويرى الناس يأكلون ويشربون، وهو يرى الطعام والمثلجات، مضيفاً: «في الدول الإسلامية الجميع يصومون، ولذا لا ترى مثل هذه الإغراءات». وعلى رغم الصعوبات، يربأ معظم الصائمين بأنفسهم عن الشكوى، ويرون أن البقاء ساعات طويلة من دون غذاء أو ماء اختبار للعقيدة. ويشير محمد حسن، الأمين العام للجالية الإسلامية في «نونافوت»، إلى أن أحد النجارين الذين يعملون في مسجد «إيكالويت» أخبره أنه لا يشعر بالعطش، بسبب درجات الحرارة المنخفضة، وأنه بمجرد التكيف مع الوضع، لا يكون الصوم لمدة 22 أو 23 ساعة صعباً. وهناك مجتمعات أخرى مسلمة توصلت إلى حل مختلف. ففي مدينة «إينوفيك» الكندية، التي يوجد فيها مسجد في أقصى الشمال، يستمر النهار طوال اليوم. ويقول عبدالله محمد، الذي هاجر إلى كندا من السودان عام 1991، إنهم يصومون ويصلون حسب توقيت مكة. وعلى رغم أنهم لا يتبعون التوقيت حرفياً كما في مكة، بسبب وجود اختلاف توقيت 9 ساعات، إلا أن المسلمين الذين يترددون على المسجد يصومون نفس عدد الساعات ويصلون في نفس الفوارق الزمنية بين الفروض في مكة، ويعني ذلك الصوم لمدة 13 ساعة من الخامسة صباحاً وحتى 6:30 مساء. أندرو مارتين - إيكالويت (كندا) يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©