الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«ليلى» يتحدى نفسه في جزئه الثالث

«ليلى» يتحدى نفسه في جزئه الثالث
18 يوليو 2011 20:03
فوق مساحة مدروسة من الرومانسية المنسجمة مع شروط الواقع ومفاجآته المتعددة، تجري أحداث الجزء الثالث من المسلسل الخليجي الاجتماعي “ليلى”، وقد سبق للعمل في جزئيه السابقين أن حاز قبول فئة كبيرة من المشاهدين، الذين انسجموا مع أحداثه المصاغة بعناية، وتوافقت أمزجتهم مع أداء ممثليه، وهم قدموا أدوارهم بحرفية واقتدار، حيث نال جزؤه الثاني المرتبة الأولى على لائحة المسلسلات الأكثر مشاهدة في المملكة العربية السعودية، (أبوظبي) - بالتأكيد كان لنجاح العمل في الجزئين السابقين أن شجع المعنيين على تقديم الجزء الثالث مدفوعين بعامل النجاح، وبعنصر الثقة أيضاً، مما يعني أنه سيتعين على العمل التلفزيوني، المرتقب عرضه على قناة “أبوظبي الأولى” في الموسم الرمضاني المقبل، أن ينافس نفسه، وينتصر عليها، والأرجح أنه سيفعل. في دوامة العشق بدر وليلى عاشقان يكنان لبعضهما بعضاً الكثير من الحب الدافئ، لكنهما مدفوعون بعوامل التربية والخشية الاجتماعية، يخفيان الكثير مما يضمرانه، ويحاذران البوح بحقيقة مشاعرهما، وإن كان لتلك المشاعر أحياناً، ربما غالباً، من التدفق والشفافية ما يجعلها عصية على الكتمان. ينتهي الجزء السابق من المسلسل على فراق بين الحبيبين، فراق لم يكن نابعاً من دواخلهما، بقدر ما هو خاضع لضغوط خارجية تجد طريقها دوماً نحو أي علاقة عاطفية مهما تكن درجة نقائها. في الجزء الأخير توافق ليلى على العودة إلى بدر، مدفوعة نحوه بما تكنه له من حب، وقد سبق لها أن اعترفت به. يذهب الاثنان في رحلة تضفي على علاقتهما الكثير من عوامل التجذر، وتمضي بها نحو آفاق جديدة لم تعرفها من قبل، ويكون للبوح المشهدي من الثراء والصدق ما يتيح للمشاهد فرصة التفاعل الجدي مع تجارب إنسانية بالغة العمق. ثمة الكثير من اللحظات الشاعرية التي تستحق أن تشاهد لذاتها، وليس بوصفها عناصر متممة لبنية درامية فقط، تمضي الأيام الجميلة سريعاً، ويعود العاشقان ليواجها حياتهما اليومية التي لا تستمر سائرة على المنوال الإيجابي وحده، ثمة الكثير من الوقائع المحيطة، التي تقتحم حميمية العلاقة، وتضعها في مهب النزوات البشرية الأمارة بالكثير من المشاعر السلبية. قراءة متجددة لقد حملت أحداث المسلسل معها من المواقف الرومنسية ما جعلها أجمل قصة حب خليجية لتتبلور بكل جمالياتها في الجزء الثالث والأخير. يعيش المشاهد تلك اللحظات ليتعرف على ما كان يخفيه أولئك العاشقان عن بعض، ويكون على موعد متجدد مع لحظات شاعرية دافئة تشكل ملامح قصة حب عصرية مختلفة ومميزة. ولن يكون صعباً الاستنتاج منذ الحلقات الأولى أن مسلسل”ليلى 3” مختلف عن الجزأين الأول والثاني، أحداثه مختلفة والقضايا التي سيتم استعراضها مختلفة، ولكن سيظل الجانب الرومانسي والشاعري الإطار العام والحدث المسيطر على العمل الذي جذب الناس إليه. فهو سيتصدى لبعض التفاصيل التي خضعت للنقاش في الجزأين السابقين، لكنه يعيد قراءتها على ضوء مستجدات حاصلة، كما يرصد التطورات التي اعترتها بفعل تحولاتها الزمانية، فالوقت لا يترك شيئاً على حاله، بل هو يمعن في الأحداث تغييراً وتهجيناً أيضاً. مجموعة متميزة بين البحرين و تركيا انطلقت مراحل تصوير المسلسل، حيث عاد مؤخراً المخرج عامر الحمود ونجوم مسلسله ابراهيم الزدجالي وهيفاء حسين إلى البحرين قادمين من تركيا بعد أن تم تصوير المرحلة الثانية التي تجري أحداثها في اسطنبول وعدد من المناطق التركية الجميلة. وقد اختار المخرج الحمود فريق عمل فنياً تركياً متخصصاً يضم أهم صناع الدراما في تركيا للتعاون معه، و يتم حالياً في البحرين تصوير المرحلة الثالثة والأخيرة من المسلسل الذي تميز بانضمام مجموعة متميزة من النجوم و المواهب الجديدة إلى فريق العاملين في المسلسل، منهم نجوم ستار أكاديمي عبد العزيز الأسود وأمل العنبري، بالإضافة إلى النجم الكويتي عبد الله الباروني، والنجمة الشابة الجديدة ألماس والتي سيكون لها حضور لافت ومتميز في أحداث العمل التلفزيوني. وقد توقع المخرج عامر الحمود أن يشكل “ليلى” بجزئه الثالث “نقطة تحول” مهمة جداً في مسار الأعمال الدرامية الخليجية، والرومانسية التي عشقها الجمهور في جزأيه السابقين، خاصة أن الكاتبة د. ليلى عبد العزيز الهلالي تمتلك رؤية أدبية إبداعية، وتمارس نقداً ذاتياً لما تقدمه. بالإضافة إلى الجملة الحوارية الجميلة والجذابة، فقد رسمت خطوطاً جديدة في نفس السياق الدرامي للعمل وهو ما يشكل بحد ذاته لوحة فنية يسير عليها المسلسل بما يجعل من قصته أكثر واقعية، وهو رأي جدير بالتصديق إذا تذكرنا أن الثنائي المكون من عامر الحمود وليلى الهلالي كان أول من رسم انطلاقة الأعمال الدرامية الرومانسية في الخليج، حيث الجمهور، برأي عاملين في المسلسل، ينحاز إلى رومانسية جذابة وراقية متناسبه مع عاداته وتقاليده، وقد أمكن لمسلسل”ليلى” أن يحقق هذه المعادلة الصعبة بجدارة ونجاح.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©