الاسترخاء يهدئ من حدته الصبر وروح الدعابة يقهران الغضب ويروضانه

أبوظبي (الاتحاد) يعرف”الغضب”، بأنه تعبير انفعالي، أو ردة فعل عاطفية انفعالية نتيجة الشعور بعدم الرضا في موقف معين بصورة غير متوقعة، أو عند الإحساس بالضرر، أو المساس بكرامة الشخص أو إهانته أو التعدي على شخصيته أو حق من حقوقه، مما يسبب حدوث خلاف أو نزاع أو انفلات للأعصاب. ويعد أحد أكثر مشاعر الإنسان وضوحًا في تصرفاته، فحينما يغضب الشخص ينعكس غضبه على تعبيرات وجهه، وقد يترافق بالعصبية، واحمرار الوجه، أو البكاء. يُقسم الاستشاري النفسي الدكتور محمود رشاد، مراحل الغضب، بالإحساس بالضيق، ثم الاستياء والكدر، والاستثارة، والإحباط، ومن ثم العبوس والسخط، وبعدها تكون النقمة والإساءة، وغيرها من الصفات التي تعكس عدم رضاء الإنسان عن موقف ما تعرض له. أما عن الأسباب والأعراض، يقول الدكتور رشاد: “يختلف الغضب من شخص إلى آخر، ومدى توقعه عند حدوث شيء غير متوقع أو لا ينتظره كردة فعل نفسية. ويرجع الغضب إلى أسباب خارجية أو داخلية، فمن الممكن أن يكون السبب إنسان بعينه، أو قد يكون نتيجة للتعرض لموقف معين مثل: أزمة المرور، إلغاء رحلة سفر. وقد يرجع إلى أسباب أخرى من القلق أو إطالة التفكير في الأمور الخاصة والعائلية أو في ذكريات مؤلمة تثير مشاعر الغضب عند استرجاع الإنسان لها. فضلاً عن الإرهاق، والجوع، والألم، والمرض، وعند إساءة استعمال عقاقير معينة، مع وجود أعراض لانسحابها من الجسم، وبسبب الاضطرابات النفسية. فعندما يكون هناك مسبب للغضب، فالمخ يقوم بإفراز مواد تسبب الشعور بوجود دفعة من الطاقة تستمر لعدة دقائق، وفى نفس الوقت تتزايد معدلات ضربات القلب، يرتفع ضغط الدم، وتتزايد سرعة التنفس، ويزداد الوجه حمرة لاندفاع الدم الذي يتخلل الأعضاء والأطراف استعداداً لرد الفعل الجسدي. يضيف الدكتور رشاد: “يمر الشخص بعمليات إدراكية واعية وغير واعية أثناء التعامل مع خبرة الغضب من خلال التعبير عن الغضب، وكيفية كبح الغضب، والغضب الهادئ الذي يهدف إلى تغيير مسار الغضب وهذا يحدث عند التوقف والتفكير في الغضب للتركيز على شيء إيجابي. وفى معظم الأحيان تتوقف ثورة الغضب هذه عند حد معين قبل أن تخرج عن نطاق السيطرة والتحكم. والقشرة الخارجية للمخ والتي تقع في مقدمة الجبهة تجعل العواطف في حالة تناسب، فهذا الجزء بعيدا كل البعد عن العواطف ويقوم بدور تنفيذي من أجل الحفاظ على كافة الأفعال في حالة اتزان وتحت السيطرة. وتوجد اختبارات نفسية تقيس حدة مشاعر الغضب، وقابلية التعرض لهذه العاطفة الثورية بسهولة. وهناك طرق بسيطة للتعامل مع الغضب، منها: الاسترخاء الذي يهدئ من حدة الغضب بشكل كبير. وتوجد العديد من الكتب والدورات التدريبية التي تجعل الإنسان يتقن هذه الطرق، والتحدث إلى النفس ببعض الكلمات التي تبعثها على الهدوء، وتغيير الحالة أو الوضعية التي يكون عليها الشخص، وتنمية البناء الإدراكي أو المعرفي لدى الشخص، والتعامل مع المواقف بمنطقية، أو حل المشكلة المسببة للغضب والإحباط، وتطوير مهارات الاتصال والتواصل، والتدرب على الصبر والمرونة والتحمل، واكتساب روح الدعابة الساخرة، لأنها تساعد على مزيد من الاتزان.