الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العمالة المؤقتة

2 أغسطس 2006 01:22
انتشرت ظاهرة العمالة المؤقتة انتشاراً شاسعاً في نطاق وطننا العربي فأصبحت مؤسسات وشركات القطاع الخاص تؤمن باستيراد تلكم العمالة من أجل تنشيط ورقي بعض مؤسساتها لاسيما العمالة الآسيوية فقد أصبح الارتكاز عليهم بشكل واضح ومثير· فأبرزوا مكانتهم في شؤون حياتنا اليومية وساهموا في النمو الاقتصادي والاجتماعي والوجه الحضاري للمجتمع فلهم باع كبير في ذلك وفي شؤون الأسرة أصبح لهم شأن كبير ومكانة مرموقة فتفاقمت أعباء المنزل شيئاً فشيئاً فأصبحت ربة المنزل لا يسعها انجاز مهامها لوحدها فلابد لمن يساندها ويؤازرها في أعمالها فأيقنت بذلك بعض المنازل أن من الصعب عليها أن تتخلى عن تلك الأيدي· لذا فضلهم على المجتمع يعود بانجازات لا مثيل لها فها هي المباني قد شيدت والأبراج تتلألأ في الأعالي والمطارات تستقطب مئات الزائرين والسياح كل يوم وغيرها من الأمثلة فهم من تحمل الشقاء وعملوا بجدية وإتقان وابراز النهضة العمرانية والمشرقة للمجتمع فهاهم اليوم هجروا كل غال ونفيس من آباء وأمهات وزوجات وغيرهم رغبة في بناء حياة سعيدة ممتلئة بالفرح والمرح والأمن والاستقرار خالية من الهموم والمآسي ومن أجل لقمة العيش التي أصبحت صعبة المنال فتلكم الأماني جعلت هؤلاء الأشخاص يبحثون عن وظائف تقيهم ظروفهم الصعبة والتي باتت تعيقهم في كل صغيرة وكبيرة ومن تحقيق رغباتهم وأمنياتهم وأمنيات من معهم فتلك هي أسباب هجرتهم إلى بلدان الغرب وهي التي أدت إلى عزلهم عن أسرهم وبما أنهم الآن تحت ظل مؤسساتنا الحكيمة وشركاتنا الرائدة فما علينا إلا أن نقدرهم حق التقدير ونوفر لهم كل السبل الملائمة والتي يمكن لنا من خلالها مد يد العون لهم من مرافق صحية وغيرها فلا نبخل عليهم ولا نعاملهم معاملة العبيد والرق كما يفعل البعض فيمتنعون عن دفع رواتبهم ويحرمون عليهم المشرب والمأكل والبعض الآخر أدهى من ذلك وأمر فقد أصبح الضرب والحرق وسيلة لعقاب الخطأ فكأنهم ليسوا ببشر وليسوا من صلب آدم عليه السلام وإنما هم بمثابة الحيوانات فاتقوا الله فيهم فإننا مساءلون عنهم يوم القيامة فربما يكون الغد غير الذي نتصوره فتنقلب به الموازين رأساً على عقب فنصبح عكس ما حلمنا به ويصبحون في حينه أسياداً علينا فهل ياترى سنتقبل تلك المعاملة التي كنا نعاملهم بها وهل يا ترى سنتقبل سخرية القدر فإذا كانت الاجابة بـ لا فتذكروا دائماً ''كما تدينوا تدانو''· علينا أيها الأخوة بالمعاملة الحسنة فإنها تنبت ثماراً طيبة حتى وان كانوا على خلاف ملتنا فإن الاسلام دين يسر يحثنا على المبادئ والانسانية وللكلمة الطيبة معان كثيرة في النفس وعلينا أن نتحاشى الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة والعنصرية التي انتشرت فيما بين هذا وذاك والتي أسفرت في الصميم عن جرح بليغ لذا عاملوا الناس كما تحبوا أن تعاملوا· محمد عبدالله علي
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©