الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«هلسنكي 1952» بداية «الحرب الباردة» في الرياضة

«هلسنكي 1952» بداية «الحرب الباردة» في الرياضة
12 يوليو 2012
اندلعت حرب كوريا في 25 يونيو 1950 فهبت الرياح الساخنة للحرب الباردة بين الكتلتين الشرقية والغربية، معلنة نزاعاً سيمتد عقوداً ويغير أوجها كثيرة منها الرياضة، وبعد عامين، أقيمت ألعاب الأولمبياد الخامس عشر من 19 يوليو إلى 3 أغسطس في هلسنكي، المدينة التي كان مقرراً أن تستضيف دورة 1940 التي تنازلت عنها طوكيو، لذا فإن المنشور الكبير الذي يرمز إلى شعار الدورة والذي كان معداً للمناسبة التي طوتها الحرب العالمية الثانية، “نبش” من جديد وأزيلت عنه الغبار. وتنافس في الألعاب 4825 متبارياً بينهم 518 رياضية من 69 دولة في 149 مسابقة ضمن 17 لعبة هي: كرة السلة والملاكمة والمصارعة والدراجات وكرة الماء والجمباز والتجديف والفروسية وألعاب القوى واليخوت والسباحة والغطس والرماية والخماسية الحديثة ورفع الأثقال والمبارزة وكرة القدم والهوكي على العشب. وعلى إيقاع مشاهد هي خليط من السياسة والرياضة، شارك الاتحاد السوفيتي للمرة الأولى، وتعود المشاركة الأخيرة لروسيا إلى دورة عام 1912، وافد جديد دق ناقوس الخطر في وجه “الهيمنة” الأميركية. وفي القرية الأولمبية ظلل علما الألعاب والاتحاد السوفياتي صورة جوزف ستالين في مقر البعثة السوفياتية. الرخصة الدولية وكانت اللجنة الأولمبية الدولية اعترفت في مايو 1951 باللجنة الأولمبية الوطنية لاتحاد الجمهوريات السوفيتية، وحصلت ألمانيا على “رخصتها الدولية” عبر اسم جديد هي ألمانيا الاتحادية الفيدرالية (أو الغربية)، ما سيؤدي لاحقاً للاعتراف الرياضي بألمانيا الأخرى “الديمقراطية” أو الشرقية. الإخراج السياسي الجديد، أعاد ألمانيا إلى حظيرة المنافسات، وشاركت دول أخرى للمرة الأولى هي غانا وجزر الباهامس وجواتيمالا وهونج كونج واندونيسيا ونيجيريا وتايلاند وفيتنام الجنوبية. وجمعت الولايات المتحدة 76 ميدالية (40 ذهبية و19 فضية و17 برونزية)، في مقابل 71 للاتحاد السوفيتي (22 و30 و19)، و42 للمجر (16 و10 و16). زاتوبيك تضرب بقوة وسيطر الأميركيون على ألعاب القوى والسباحة، وضربت “القاطرة البشرية” التشيكوسلوفاكية أميل زاتوبيك بقوة، ففاز بذهبيات سباقات 5 و10 ألاف م والماراتون، أما حصيلة المشاركة العربية فكانت إحراز اللبناني زكريا شهاب فضية المصارعة اليونانية-الرومانية لوزن الديك، ومواطنه خليل طه برونزية المسابقة لوزن الوسط، والمصري عبدالعال راشد برونزية المسابقة لوزن الريشة. في الافتتاح، أوقد العداء الشهير هانس كوليهماينن (62 عاماً) الشعلة في المرجل الكبير بعدما تسلمها من أسطورة الجري في عقد العشرينات مواطنه بافو نورمي (56 عاماً)، الحائز تسع ذهبيات، غير أن الفقرة الجميلة المشعة بالحنين، أفقدها توهجها اختراق امرأة ألمانية بثياب بيضاء شفافة الحشود والصراخ عبر المذياع “سلام، سلام”. اختلاط البشرية وبعدها قالت المسابقات كلمتها في مناسبة “اختلاط البشرية بعيداً من أي تحفظات” كما لمسها شاهد عيان هو الفرنسي جان اشكنازي الذي اعتبر إن الرياضة “فلسفة قائمة بذاتها تزيل الحواجز والتحفظات، لقد شاهدت بأم العين بطل القفز بالزانة الأميركي بوب ريتشارد (55ر4 م) يوجه منافسيه السوفيت وينصحهم خلال المسابقة، وهي لا تعترف بالأمم الصغيرة والكبيرة بل تحيي المجتهد وتكافأه، فمثلا اللوكسمبورجي جوزيه بارتهل خطف الفوز في سباق 1500 م وسط دهشة الجميع، وهو بكى طويلاً من شدة تأثره، وتعرض المنظمون للحرج الشديد لأنهم لم يكونوا مستعدين للمفاجأة فلم يحضروا نشيد بلاده، ما جعله ينتظر التتويج طويلاً”، هكذا أصبح بطل البلد الصغير نجما عالمياً، أما نجمة ألعاب لندن 1948، الهولندية فاني بلانكرز كوين صاحبة الذهبيات الأربع، فتعثرت في سباق 80 م حواجز وغادرت بالدموع، لكنها ظلت شاهدة على العصر الرياضي الجديد وتطوراته المتسارعة حتى وفاتها في يناير 2004 عن 58 عاماً في حين “قبضت” السوفيتية ماريا جوردخوفسكايا على مسابقات الجمباز فأحرزت ذهبيتين وخمس فضيات، وهو إنجاز غير مألوف حتى تاريخه. محاولة ترويض المستحيل وأراد المجري كارولي تاكاش أن “يروض المستحيل” في الرماية بالمسدس السريع، فاستخدم يده اليسرى علماً انه غير عسراوي، والنتيجة ميدالية ذهبية غالية. ولفتت السوفيتية ألكسندرا شودينا الأنظار في تعدد مواهبها، وكانت حصيلتها فضية في الوثب الطويل ورمي الرمح، وبرونزية في الوثب العالي. المفاجأة السعيدة لبواتو نيقوسيا (ا ف ب) - في سباق 400 م حرة سباحة بدورة “هلسنكي 1952”، كان الأميركي من جزر هاواي فورد كونو والسويدي بيراولاف اوستراند مرشحين فوق العادة، لكن الفرنسي جان بواتو حمل المفاجأة “السعيدة” الذي وعده والده بتزويجه من فتاة أحلامه إذا ما فاز في هلسنكي، وكان لهذا الرهان مفعول الفوز مسجلاً 7 : 30 : 4 د، ومن شدة سروره قفز والده بكامل ثيابه في الحوض لتهنئته. وقدم البرازيلي اديمار فيريرا دا سيلفا عرضاً كبيراً في الوثبة الثلاثية، وظهر الفارق الكبير في مصلحته منذ أن سجل 12 . 16 م، وعزز رقمه ليفوز بالذهب مسجلاً 22 . 16 م، وهو رقم عالمي وأكثر بـ 82 سنتم من المحاولة الذهبية للسويدي أرني هان في لندن. هارتل أول امرأة تنافس الرجال نيقوسيا (ا ف ب) - باتت الفارسة الدنماركية ليز هارتل المصابة بالشلل في ساقها أول امرأة تشارك مع الرجال في مسابقة واحدة وذلك في دورة “هلسنكي 1952”، إذ نافست في مسابقة الترويض وحلت ثانية، وتمكنت الفرنسية مادلين مورو من كسر احتكار الأميركيات لمسابقة الغطس منذ أن أدرجت في الألعاب عام 1920، فحلت ثانية في هلسنكي، وكوفىء الأميركي بيل هانن على إخلاصه لزوجته، حين رفض المشاركة عام 1924 في الألعاب ضمن مسابقة التجذيف وفضل البقاء قرب زوجته الحامل، وبعد 28 عاماً، أحرز نجله مارك ذهبية الكانوي لمسابقة 10 ألاف متر. سيدات روسيا يسيطرن على «القرص» نيقوسيا (ا ف ب) - في رمي القرص للسيدات بدورة “هلسنكي 1952”، ظهرت الروسيات بعيدات جداً من باقي المتباريات، في حين سجلت نينا دو مبادزي 26ر46 م كان رقمها أفضل بنحو خمسة أمتار من المسافة التي أهلت الفرنسية ميشلين اوسترماير لحصد الذهب قبل أربعة أعوام، لكن الروسية اكتفت بالبرونز، في مقابل تسجيل مواطنتها إليزابيت بغرايانسيفا 08. 47 م ونينا روماشكوفا 42. 51 م، وهو رقم عالمي جديد. واحتكر الأميركيون ميداليات الكرة الحديد، وفي مقدمهم باري أوبريان (20 عاماً) الذي قدم تقنية غير مألوفة تتمثل بالتحفز وظهره إلى المدرجات ثم الدوران والرمي، ومنحته هذه الحركة اندفاعاً إضافياً وسجل رقماً مقداره 41 . 17 م. وحل داروو هوبر ثانياً، وجيمس فوشز ثالثاً.
المصدر: نيقوسيا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©