تعيش بعثة الفريق الأول لكرة القدم بنادي العين أجواء مثالية في معسكرها الخارجي الذي تقيمه حالياً في مدينة لوجان النمساوية، مما يحفز جميع لاعبي الفريق على إظهار أفضل ما لديهم، خلال مرحلة الإعداد المهمة للموسم الكروي المقبل والتي بدأت في 9 يوليو الحالي وتستمر حتى 19 من الشهر نفسه، بفضل الاستراتيجية التي يعتمدها المدير الفني أولاريو كوزمين مع جميع عناصر الفريق، ويحرص من خلالها على توصيل رسالة واضحة فحواها “التعاطي بمبدأ المساواة والأفضلية دوماً تكون للأكثر التزاماً واجتهاداً”.
ويشجع أسلوب مدرب العين لاعبي الفريق على التسابق بحماس وجدية للتوقيع على دفتر حضور الحصص التدريبية الصباحية والمسائية، ويحرص كوزمين وجهازه الفني المعاون خلال الحصص الصباحية على إخضاع اللاعبين لتدريبات تقوية العضلات والتحمل، بتنفيذ البرامج التي يضعها ويشرف على تنفيذها مساعدوه والمعد البدني للفريق في صالة الجيمانيزيوم المغطاة والملحقة بفندق “دير كلاريهوف” الذي تقيم فيه بعثة العين.
وبعد انتهاء تمارين الصالة يقوم الفريق بأداء تدريبات خاصة بفك العضلات قبل الانخراط في تدريبات التحمل والجري بين الجبال والأشجار المحيطة بالفندق، وعادة ما تستغرق تدريبات الصباح نحو الساعتين، وفي المساء يكثف كوزمين من البرامج التدريبية الخاصة برفع معدلي اللياقة البدنية والتركيز خلال الحصة التدريبية والتي تستغرق ساعتين أيضاً على ملعب مدينة لوجان، والذي يبعد عن مقر إقامة البعثة حوالي خمس دقائق بالباص.
وفي الفترة المسائية يستهل العين برامجه بتدريبات الإحماء، وبعدها يقوم المدرب بتوزيع لاعبي الفريق إلى خمس مجموعات، من بينها حراس المرمى الذين يخضعون إلى تدريبات خاصة تحت إشراف مدرب الحراس فاسيلي، أما بقية اللاعبين في المجموعات الأربع فينفذون تدريبات اللياقة البدنية التي تعتمد على التحرك بالكرة والقفز فوق الحواجز، والمرور بسرعة ومرونة بين الأقماع. ويرفع كوزمين خلال التقسيمة شعار “لا للأخطاء” مطالباً لاعبي الفريق بإظهار روح التحدي ورغبة الفوز، وتشهد التقسيمة التي تجرى بطول وعرض الملعب أداءً لافتاً من لاعبي الفريق الذين يلتزمون بتوجيهات المدرب بصورة جيدة، ويعمل كوزمين على تشجيعهم بغرس روح الحماس في نفوسهم، الأمر الذي يضفي نوعاً من الإثارة والندية بين اللاعبين.
وعادة ما تختتم التدريبات بالجري حول الملعب لمدة 10 دقائق بعدها يغادر الفريق ملعب لوجان متجهاً نحو مقر إقامته بالفندق.
ومن ناحيته قال مدافع العين مهند العنزي إن الموسم الكروي المقبل لن يكون سهلاً للفرق المتنافسة على اللقب، للتطور اللافت الذي ظلت تشهده بطولة دوري المحترفين، خصوصاً بالنسبة للعين كونه بطل النسخة الماضية.
وقال: نحن ندرك جيداً مدى التحديات التي تنتظرنا في المرحلة المقبلة، لذا نعمل بصورة جادة والتزام تام حرصاً منا على تطوير مردودنا تحت إشراف المدرب كوزمين وطاقمه الفني المعاون. وحول أجواء معسكر العين قال: منذ استعداداتنا للموسم الماضي، وحتى اللحظة تسير الأمور بناءً على خطط واضحة، الأمر الذي قاد الفريق إلى تحقيق أهدافه في الموسم المنتهي، ولم يتغير أي شيء على أرض الواقع هنا، فقط زادت عزيمتنا في تحقيق طموحاتنا، بعد أن حصدنا ثمار جهودنا مع نهاية الموسم الماضي، وارتفعت معنوياتنا وتضاعفت ثقتنا في أنفسنا، ونشعر بأننا نعيش أفضل حالاتنا الكروية، وما يميز معسكر العين هو أن الأجواء محفزة للعطاء، والكل على قلب رجل واحد.
وعن تطلعاتهم في الموسم المقبل قال: من يرتبط بالعين لا تكون هناك حدود لطموحاته، ومهما كانت الظروف التي تواجهنا فنعمل سوياً على تجاوزها، وندرك جيداً بأن الفرق على دراية بأسلوبنا ويعمل المدرب حالياً على تطوير المردود حتى نحافظ على مستوانا ونحرز النتائج التي ترضي محبي النادي وجماهيره الوفية.
ومن جانبه عبر اللاعب عبدالسلام محمد “19 عاماً” عن بالغ تقديره إلى إدارة نادي العين التي وضعت ثقتها فيه ليكون أحد عناصر الفريق الأول، مؤكداً أن التحدي الأكبر بالنسبة له خلال المراحل المقبلة يكمن في مضاعفة الجهود بهدف تطوير إمكانياته على النحو الذي يرضي طموحاته الشخصية، ويمكنه من التواجد ضمن القائمة الأساسية، خصوصاً أن الفريق حالياً يضم عناصر متميزة في خطوطه كافة، الأمر الذي يدفع من يرغب في اللعب أساسياً إلى الاجتهاد والعمل على رفع معدل التركيز حتى يتمكن من تطوير مستواه ويصبح جاهزاً للعب في صفوف الفريق.
وعن العقد طويل الأمد الذي وقعه مع النادي قال: لقد نشأت في مدرسة وأكاديمية نادي العين لكرة القدم، والنادي تبنى موهبتي منذ الصغر، لذا لم أفكر قط في أي نادٍ آخر، وكان العين دوماً خياري الأول والأخير، وشخصياً فخور بالإنضمام إلى أحد أكبر الأندية على المستوى المحلي والإقليمي والقاري، وأتمنى أن أكون عند حسن ظن إدارة النادي وجماهيره العريضة.
وأضاف: من أهم الأمور التي أحرص على القيام بها قبل السفر الإستماع إلى نصح الوالدين وطلب رضائهما، وقبل رحلتنا إلى النمسا استمعت إلى نصائح الوالد والذي أوصاني بالاجتهاد والعمل بجدية خلال الحصص التدريبية وطالبني بالالتزام واتباع النظام الغذائي الجيد والنوم المبكر، حتى أنجح في تحقيق أهدافي وأخرج بالفائدة المرجوة من تنظيم المعسكر، وبالطبع أسعى إلى إثبات مقدرتي حتى أكون عند حسن ظن الإدارة التي وضعت ثقتها في شخصي من خلال التعاقد معي أخيراً، وأن انضم إلى صفوف المنتخب الوطني، وأحقق الكثير من الألقاب مع العين خلال مشواري الكروي.
من جهته أبدى لاعب العين الإيفواري جمعة سعيد “20 سنة” سعادته البالغة بسبب استدعائه من قبل كوزمين للإنضمام إلى بعثة العين، بعد تجربته معه في الموسم قبل الماضي، معرباً في الوقت نفسه عن ارتياحه للأجواء الرائعة التي يعيشها مع زملائه في المعسكر.
وعن تقييمه لتجربته السابقة مع الفريق قال: من وجهة نظري الشخصية أعتبرها تجربة جيدة بالنسبة لي، بفضل معاونة مدرب الفريق والجهاز الإداري والطاقم الفني المعاون، وزملائي اللاعبين، وأتطلع إلى العودة مرة أخرى إلى صفوف الفريق، غير أن الأمر في الأول والأخير يبقى بيد كوزمين، وسأحرص خلال الفترة الحالية على إظهار أفضل ما لدي حتى أنجح في تحقيق طموحاتي الشخصية.
وحول الاختبارات التي خضع لها أخيراً مع أحد الأندية الأوروبية قال: لن أذيع سراً إذا قلت إن حلمي هو اللعب لأحد الأندية الأوروبية الكبيرة كأي لاعب كرة قدم في العالم، ولكن أتمنى أن ألعب أولاً للعين وأحقق معه إنجازات قبل المغادرة إلى أوروبا، وخضعت لتجربة مع نادي مالين البلجيكي أحد أندية الدرجة الأولى من خلال اختبارات عدة تمثلت في تدريبات صباحية ومسائية، واجتزتها بنجاح، غير أنني لم أنتقل إلى بلجيكيا بسبب الخلاف على قيمة العرض الذي قدمه النادي البلجيكي والذي لم يناسب العين الذي يمتد عقدي معه لثلاث سنوات قادمة.
عدد اليوم
